نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الجنس والوفاة: ما العلاقة بين عدد مرات الجماع والموت؟ - تليجراف الخليج اليوم السبت 24 مايو 2025 01:37 صباحاً
دراسة أمريكية تكشف ارتباطًا مفاجئًا بين وتيرة الممارسة الجنسية وطول العمر لدى النساء .. في سؤال قد يبدو محرجًا لكنه يحمل أهمية صحية كبرى، توجه باحثون في الولايات المتحدة الأمريكية إلى استطلاع شامل لمعرفة: ما الكمية المناسبة من الجنس التي يمكن أن تؤثر على خطر الوفاة؟ وقد جاءت الإجابة مفاجئة، خاصة عند الحديث عن النساء.
ففي دراسة حديثة استندت إلى بيانات استطلاع الصحة الوطنية والتغذية (NHANES)، تبيّن أن النساء اللاتي يمارسن الجنس بانتظام يعشن فترة أطول مقارنة بمن لا يمارسن الجنس بوتيرة منتظمة، بل إن غياب النشاط الجنسي ارتبط بزيادة خطر الوفاة لثلاثة أضعاف.
تفاصيل الدراسة ومنهجيتها
أُجريت الدراسة تحت إشراف الدكتور "سريكانتا بانيرجي"، الأستاذ في جامعة والدن والمتخصص في الصحة العامة، وشملت عينة كبيرة بلغت 14,542 بالغًا من الذكور والإناث، تراوحت أعمارهم بين 20 و59 عامًا، طُرح على المشاركين سؤال مباشر: كم مرة مارست الجنس المهبلي أو الشرجي خلال السنة الماضية؟
وكانت النتيجة أن حوالي 38% من المشاركين أفادوا بممارسة الجنس مرة واحدة على الأقل أسبوعيًا، أي ما يعادل أكثر من 52 مرة في السنة، وتمت متابعة المشاركين لمدة خمس سنوات لتحديد معدلات الوفاة والربط بينها وبين النشاط الجنسي.
النساء والجنس: علاقة وثيقة بطول العمر
خلال مدة الدراسة، وجدت النتائج أن النساء اللاتي مارسن الجنس أقل من 52 مرة سنويًا كنّ أكثر عرضة للموت بثلاث مرات مقارنة بنظيراتهن الأكثر نشاطًا، وذلك بغض النظر عن أسباب الوفاة.
واللافت أن هذه العلاقة استمرت حتى بعد تعديل النتائج بناءً على متغيرات مثل العمر، والعرق، والتعليم، والحالة الاجتماعية والاقتصادية، مما يدل على وجود ارتباط واضح ومستقل بين النشاط الجنسي وطول العمر لدى النساء.
الذكور لا يظهرون العلاقة نفسها
على النقيض، لم تظهر البيانات وجود ارتباط قوي بين النشاط الجنسي وخطر الوفاة لدى الرجال، وهو ما أثار تساؤلات الباحثين حول أسباب هذا التباين بين الجنسين، لكن، تبيّن أن الرجال والنساء ذوي القدرات العقلية المتدنية أظهروا استفادة خاصة من النشاط الجنسي، إذ قلّ لديهم خطر الوفاة بشكل ملحوظ عند التمتع بحياة جنسية منتظمة.
الاكتئاب يضاعف المخاطر
كان للاكتئاب دور محوري في نتائج الدراسة. المشاركون الذين يعانون من اكتئاب ويمارسون الجنس أقل من 52 مرة سنويًا، أظهروا زيادة في خطر الوفاة بنسبة 200%، في المقابل، كان خطر الوفاة لدى المصابين بالاكتئاب والذين مارسوا الجنس أكثر من 52 مرة في السنة أقل، وإن بقي مرتفعًا بنسبة 75%.
ما يعني أن النشاط الجنسي قد يخفف من تأثير الاكتئاب على الصحة العامة، خاصة على المدى الطويل، ويقلل من احتمال الوفاة المبكرة لدى هذه الفئة تحديدًا.
الدراسات السابقة تدعم النتيجة
نتائج هذه الدراسة تدعمها نتائج أخرى سابقة اعتمدت على بيانات مختلفة من استطلاع NHANES، إلا أن الدراسات السابقة غالبًا ما دمجت الذكور والإناث في تحليلاتها، دون التمييز بين تأثير الجنس على كل فئة على حدة. كما لم تأخذ في اعتبارها التأثير الإضافي الذي يسببه الاكتئاب، وهو ما يجعل الدراسة الجديدة أكثر دقة في هذا الجانب.
ومن المعروف أن النساء أكثر عرضة للاكتئاب بمرتين من الذكور، وهو ما يضيف بُعدًا مهمًا في فهم العلاقة بين النشاط الجنسي، والحالة النفسية، وطول العمر لدى النساء تحديدًا.
فوائد موثقة للنشاط الجنسي
تؤكد دراسات كثيرة أن ممارسة الجنس مع الشريك تعود بفوائد صحية كبيرة تشمل:
-
تعزيز الصحة القلبية الوعائية
-
تقليل مستويات التوتر
-
تحسين الصحة النفسية
-
تحفيز المزاج الإيجابي
-
تحسين جودة النوم
حتى الممارسات الجنسية الفردية مثل الاستمناء لها دور صحي مثبت، إذ تساعد على تخفيف التوتر وتحسين نوعية النوم وتعزيز الراحة النفسية.
أسئلة معلقة ومحددات الدراسة
رغم النتائج المثيرة، لا تزال هناك أسئلة بلا إجابة. لم توضح الدراسة طبيعة النشاط الجنسي بالتفصيل، كما لم تدرس نوع العلاقة التي تتم فيها هذه الممارسات، هل كانت في إطار زواج، علاقة مستقرة، أم علاقات عابرة.
ويقترح الباحثون أنه في المستقبل يجب استخدام مؤشرات أكثر دقة مثل "مستوى الرضا الجنسي" بدلاً من عدد مرات الممارسة فقط، من أجل فهم أعمق للعلاقة بين الصحة الجنسية والصحة العامة.
الجنس المفرط خطر أيضًا
على الطرف الآخر، وجدت دراسة سابقة أن الرجال الذين مارسوا الجنس يوميًا كانوا أكثر عرضة للوفاة المبكرة بستة أضعاف مقارنة بالنساء في نفس الحالة، وهو ما يؤكد أن الاعتدال هو الحل الأمثل، وأن الإفراط في النشاط الجنسي قد يشكّل خطرًا صحيًا إذا تجاوز قدرة الجسد على التحمل.
أهمية التوازن في الحياة الجنسية
في ضوء هذه النتائج، يتضح أن الجنس ليس فقط متعة أو حاجة بيولوجية، بل هو عنصر مؤثر في الصحة العامة وطول العمر، لا سيما لدى النساء. لكنه مثل أي جانب من جوانب الحياة، يحتاج إلى توازن وانسجام مع الصحة الجسدية والنفسية.
ولا يزال الباحثون يؤكدون أن هناك الكثير مما ينبغي اكتشافه في هذا المجال، إلا أن الرسالة الحالية واضحة: النشاط الجنسي المنتظم قد يكون أحد أسرار العمر المديد.
الجنس وطول العمر، الجنس المنتظم، مخاطر الوفاة والجنس، الصحة الجنسية، النساء والجنس، دراسات NHANES، سريكانتا بانيرجي، النشاط الجنسي والاكتئاب، الجنس والاكتئاب، فوائد الجنس الصحية، الجنس والصحة النفسية، الاستمناء والصحة، طول العمر عند النساء، وفيات النساء والجنس، تأثير الجنس على القلب، الجنس والتوتر، الرضا الجنسي
0 تعليق