كشف حادث الانفجار في مخزن سري لأسلحة الحوثيين تحت الأرض في شمال صنعاء، والذي أدى إلى مقتل 19 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 40، عن مخاطر كبيرة تتهدد التجمعات السكانية في منطقة سيطرة الجماعة وإصرارها على استخدام المدنيين دروعاً بشرية.

فوجئ سكان منطقة صرف حيث يتواجد مبنى جهاز المخابرات وسجونها، صباح أول من أمس، بانفجارات متتالية من باطن الأرض والتي استمرت نحو ساعتين وأدت إلى مقتل 19 من سكان المنطقة التي تقع في الضاحية الشمالية للعاصمة اليمنية كما أصيب العشرات.

خلّفت الانفجارات التي تبين أن مصدرها مخزن سري للأسلحة كان الحوثيون قد استحدثوه أسفل المنطقة السكنية، دماراً شاملاً لحق بـ 10 منازل على الأقل وتضرر 30، فيما غطت بقايا الأحجار المتطايرة الشوارع وأسطح ما تبقى من المنازل.

بينما التزم الحوثيون الصمت إزاء الحادثة بعد أن كانوا عمدوا في البداية إلى الترويج بوجود ضربات جوية إسرائيلية على الأجزاء الشمالية من العاصمة اليمنية.

وأظهرت مقاطع مصورة تداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، فرار مجموعة من الفتية كانوا في طريقهم إلى موقع الانفجار الأول قبل أن تهتز الأرض من تحت أقدامهم ويغطي الدخان تلك المنطقة، وامتدت هذه الانفجارات إلى منطقة خشم البكره وهي موقع عسكري صغير كان قد أنشئ ضمن الحزام الأمني لتأمين العاصمة قبل انقلاب الحوثيين على الشرعية.

ووفق مصادر عسكرية، فإن الحوثيين وبعد الضربات التي استهدفت مواقعهم ومخازن الأسلحة والمعسكرات التي استولوا عليها عقب الانقلاب، قاموا بنقل كميات كبيرة من الأسلحة إلى أسفل المباني السكنية داخل العاصمة وعدد من المدن.

كما استخدموا مخازن تحت الأرض في أكثر من موقع لتأمين هذه الأسلحة من الاستهداف، ما يهدد مناطق وأحياء بأكملها داخل العاصمة اليمنية وبقية المدن والتجمعات السكانية التي أقيمت فيها مثل هذه المخازن.

‏وأكدت الحكومة اليمنية، أن الحوثيين ومنذ انقلابهم على الشرعية قاموا بعسكرة الأحياء السكنية والمنشآت الحيوية واستخدموها لإطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة، متخذين من المدنيين دروعاً بشرية، في انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي الإنساني، ما يعرّض حياة المدنيين ومقدرات الدولة لخطر دائم، سواء نتيجة لفشل عمليات الإطلاق أو بفعل الضربات المضادة.

وأعادت الحكومة التذكير بأن العاصمة وعدداً من المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين شهدت حوادث مشابهة أسفرت عن سقوط مئات الضحايا من المدنيين الأبرياء، وكان آخرها سقوط صاروخ دفاع جوي في سوق حي فروة، إضافة إلى سقوط صواريخ أو شظاياها في مناطق سكنية بمحافظتي المحويت وهمدان، جرّاء الإطلاق العشوائي أو الفاشل.