هل يستطيع أحد إصلاح «بوينج»؟ - تليجراف الخليج في الأحد 12:16 صباحاً

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: هل يستطيع أحد إصلاح «بوينج»؟ - تليجراف الخليج في الأحد 12:16 صباحاً اليوم الأحد 27 أكتوبر 2024 12:16 صباحاً

كلير بوشي، فيليب جورجياديس
بصفته الرئيس التنفيذي الأحدث لشركة بوينج، لم تكن وظيفة كيلي أورتبيرج سهلة أبداً. وفي يوم الأربعاء، أصبحت أكثر صعوبة. في ذلك الصباح، واجه أورتبيرج المستثمرين للمرة الأولى، وأخبرهم أن إنهاء الإضراب المنهك الذي نظمته أكبر نقابة في «بوينج» كان الخطوة الأولى لاستقرار أعمال شركة صناعة الطائرات.

ولكن مع مرور اليوم، وبعد التصويت أصبح من الواضح أن ما يقرب من ثلثي أعضاء النقابة رفضوا أحدث عرض للعقود من الشركة. واستمر الإضراب الذي دام ستة أسابيع، وكان يكلف «بوينج» نحو 50 مليون دولار يومياً، ويؤخر اليوم الذي يمكنها فيه استئناف إنتاج معظم الطائرات ويزيد الضغط على سلسلة التوريد الخاصة بها.

لقد أمضت الشركة التي صنعت الطيران التجاري الحديث تقريباً الجزء الأكبر من السنوات الخمس الماضية في حالة فوضى. ونجمت هذه الفترة عن وقوع حوادث طيران مميتة، وتوقف عالمي للطائرات، وإقرار بالذنب في تهمة جنائية، وجائحة أوقفت السفر الجوي على مستوى العالم، والآن إضراب. وتبدو النواحي المالية لـ«بوينج» هشة بشكل متزايد، لتتعرض سمعتها للضرر.

ويقول رون إبستاين، المحلل في بنك أوف أمريكا، إن «بوينج» عملاق في أزمة صنعها بيديه إلى حد كبير، ويقارنها بالهيدرا (الأفعى متعددة الرؤوس) في الأساطير اليونانية فكل مشكلة يتم حلها، ينبت مكانها مزيد من المشكلات.
إن حل أزمة «بوينج» أمر بالغ الأهمية لمستقبل السفر الجوي التجاري، حيث يتم تصنيع معظم طائرات الركاب التجارية من قبلها أو من قبل منافستها الأوروبية «إيرباص»، والتي لديها قدرة ضئيلة على استقبال عملاء جدد حتى 2030.

ويقول أورتبيرج، البالغ من العمر 64 عاماً من الغرب الأوسط والذي تولى أعلى منصب في الشركة قبل ثلاثة أشهر، إن مهمته واضحة تماماً وهي تحويل هذه السفينة الكبيرة في الاتجاه الصحيح واستعادة «بوينج» إلى موقع القيادة الذي نعرفه جميعاً ونريده.

إن حل الإضراب ليس سوى بداية للتحديات التي يواجهها. لكن هل سينجح كيلي في تحقيق هذا الهدف؟ إنه يحتاج إلى تحفيز القوى العاملة، حتى في الوقت الذي يخوض فيه 33 ألف عامل إضراباً ويواجه 17 ألفاً خطر التسريح بموجب مبادرة لخفض التكاليف.

ويجب عليه إقناع المستثمرين بدعم زيادة رأس المال في صناعة قد تستغرق عائداتها سنوات قبل أن تتحقق. وهو يحتاج إلى إصلاح مشكلات مراقبة الجودة والتصنيع لدى «بوينج»، وإرضاء عملائها المحبطين على نحو متزايد، والذين اضطروا إلى إعادة ترتيب جداولهم وخفض الرحلات بسبب التأخير في تسليم الطائرات.

وقال كارستن سبوهر، الرئيس التنفيذي لشركة الطيران الألمانية لوفتهانزا، هذا الشهر: لأكون صادقاً، لم أرَ قط شيئاً كهذا في صناعتنا. أنا في هذه الصناعة منذ 30 عاماً. وفي نهاية المطاف، تحتاج «بوينج» إلى إطلاق نموذج جديد للطائرات للتنافس بشكل أفضل مع «إيرباص». ويقول روب سبينجارن، المحلل في شركة ميليوس للأبحاث: إذا أصلح كيلي هذا، فهو بطل. ولكن الأمر معقد للغاية. هناك الكثير من الأشياء المختلفة التي يجب إصلاحها.

بدأ أورتبيرج حياته المهنية كمهندس ميكانيكا ثم تولى إدارة شركة روكويل كولينز، وهي شركة كانت تورد إلكترونيات الطيران لشركة «بوينج»، حتى تم بيعها لشركة يونايتد تكنولوجيز الهندسية في عام 2018.

وقد لاقت خلفيته الهندسية ترحيباً من العديد من الأشخاص الذين يعدون أن تركيز المديرين التنفيذيين السابقين على عوائد المساهمين السبب الجذري للعديد من مشكلات الهندسة والتصنيع في «بوينج». وغالباً ما يربط الموظفون القدامى التحول في ثقافة «بوينج» باندماجها عام 1997 مع منافستها «ماكدونيل دوجلاس».

وكان فيل كونديت وهاري ستونسيفر، اللذان أدارا «بوينج» في أواخر التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، من المعجبين بجاك ويلش، الرئيس التنفيذي لشركة جنرال إلكتريك المعروف بالهندسة المالية وخفض التكاليف بلا رحمة. حتى أن كونديت نقل المقر الرئيس لشركة «بوينج» من قاعدتها التصنيعية في سياتل إلى شيكاجو في عام 2001، حتى لا يتأثر مركز الشركة بالعمليات التجارية اليومية.

وكان جيم ماكنيرني، وهو أحد أتباع ويلش، أسس برنامجاً لتعزيز أرباح «بوينج» من خلال الضغط على مورديها خلال العقد الذي قضاه في منصبه. وقد أشار في إعلان أرباح عام 2014 إلى أن الموظفين يرتعدون أمامه، وهي نكتة قاتمة لا يزال يستشهد بها بعد عقد من الزمان لشرح العلاقة المتوترة بين «بوينج» وعمالها.

وقال كين أوجرين، عضو الرابطة الدولية لعمال الماكينات والطيران في المنطقة 751: إن المديرين في «بوينج» غالباً ما شعروا بالضغط لإنتاج الطائرات بسرعة عبر خطوط الإنتاج في المصنع. وقال: لقد رأينا الكثير من الموظفين الذين يركزون كثيراً على التفاصيل المالية. وأنا أعتقد بأن الكثيرين يوافقون على أنهم كانوا يضيعون فرصاً كبيرة من أجل توفير مبالغ صغيرة.

وكان دينيس مويلينبورج رئيساً للشركة في أكتوبر 2018، عندما تحطمت طائرة 737 ماكس جديدة قبالة سواحل إندونيسيا. وبعد 5 أشهر، تحطمت طائرة ماكس أخرى بعد وقت قصير من إقلاعها في إثيوبيا. وفي المجموع، فقد 346 شخصاً حياتهم. وقد أوقفت الجهات التنظيمية في مختلف أنحاء العالم تحليق الطائرة، التي كانت بمثابة بقرة حلوب ومنتج حيوي في منافسة «بوينج» مع إيرباص، لمدة عامين تقريباً.

وفي نهاية المطاف أظهرت التحقيقات أن جهاز استشعار معيباً أطلق نظام منع التوقف، مما أدى مراراً وتكراراً إلى إجبار مقدمة الطائرة على النزول إلى الأسفل بشكل عمودي. وكانت الشركة تخطط لزيادة إنتاج ماكس من نحو 25 طائرة شهرياً قبل الإضراب إلى 38 شهرياً بحلول نهاية العام، وهو الحد الأقصى الذي حددته إدارة الطيران الفيدرالية.

ولن تصل «بوينج» إلى هذا الهدف، وقال سبينجارن، محلل ميليوس، إن الإضراب من المحتمل أن يؤخر أي زيادة في الإنتاج لمدة 9 أشهر إلى عام. وقال أورتبيرج إن بعض العمال سيحتاجون إلى إعادة التدريب، ومن المرجح أن تكون إعادة تشغيل سلسلة التوريد مسألة وعرة.

كما وضعت الشركة المصنعة خطة جودة مع إدارة الطيران الفيدرالية يجب عليها أن تتبعها. وقال أورتبيرج: إن «بوينج» بحاجة أيضاً إلى إطلاق طائرة جديدة في الوقت المناسب في المستقبل. ووصف إبستاين من بنك أوف أمريكا هذا بأنه واحدة من أهم الرسائل التي أرسلها الرئيس التنفيذي الجديد، ومن المرجح أن تعيد تنشيط القوى العاملة والثقافة في «بوينج».

وفي الوقت نفسه، ستواصل «بوينج» استهلاك الأموال في عام 2025، بعد أن استنفدت 10 مليارات دولار حتى الآن هذا العام، وفقاً للمدير المالي برايان ويست. ويقول سبينجارن إن المستثمرين قد يشعرون بخيبة أمل إزاء التدفق النقدي في البداية، لكنه يضيف إن إصلاح الطائرات لن يستغرق عاماً واحداً، بل ثلاث سنوات.

ورغم كل التحديات، يتمتع أورتبيرج بالشخصية المناسبة لتحويل «بوينج»، كما قال كين هربرت، المحلل في «آر بي سي كابيتال ماركتس»، مضيفاً: «إذا لم يتمكن من القيام بذلك، فلا أعتقد بأن أي شخص آخر يستطيع».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق