هل دمر البشر الحياة على المريخ دون قصد؟... - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: هل دمر البشر الحياة على المريخ دون قصد؟... - تليجراف الخليج اليوم السبت 24 مايو 2025 05:41 مساءً

في واحدة من أكثر النظريات العلمية غرابة وإثارة للجدل في السنوات الأخيرة، طُرح احتمال صادم يفترض أن البشر ربما وجدوا أدلة على وجود حياة خارج الأرض قبل نحو نصف قرن ثم دمروها دون قصد خلال محاولات استكشاف كوكب المريخ.

هذا الادعاء الذي يتحدى ما كنا نعتقده بشأن علاقتنا مع الفضاء، أعاد إشعال الجدل حول أخطاء الماضي العلمي وأثرها على مستقبل البحث عن كائنات ذكية في الكون.

البحث عن الحياة خارج الأرض هوس علمي مستمر

منذ أن بدأت البشرية رحلتها في استكشاف النظام الشمسي، كان البحث عن أدلة على وجود حياة خارج الأرض يشكّل دافعًا رئيسيًا للعديد من البعثات الفضائية والمشاريع العلمية الضخمة.

من المجسات التي أُطلقت نحو الكواكب والأقمار، إلى الهوائيات العملاقة التي تستمع إلى الفضاء بحثًا عن إشارات راديوية، لم تتوقف المحاولات عن السعي خلف هذا الحلم العلمي العتيق.

لكن المفارقة المؤلمة، بحسب النظرية الجديدة، أن تلك الجهود قد تكون أجهضت فرصتها الذهبية الوحيدة في الكشف عن حياة خارج كوكب الأرض.

عودة لنظرية تعود إلى عام 2023

في عام 2023، نشر الدكتور ديرك شولز ماكوش، الأستاذ في قسم الفلك والفيزياء الفلكية بجامعة برلين التقنية، مقالًا علميًا أثار جدلًا واسعًا.

في ذلك المقال، طرح ماكوش احتمالًا مدهشًا بأن مركبتي فايكينغ التابعتين لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا قد تكونان قد رصدتا بالفعل مؤشرات على وجود حياة مجهرية على سطح المريخ في سبعينيات القرن الماضي، لكن تصميم التجارب والطريقة التي أُجريت بها ربما أدت عن غير قصد إلى تدمير تلك الحياة قبل التحقق منها.

مركبات عضوية مكلورة تم تجاهلها

خلال رحلتي فايكينغ عامي 1976 و1977، اكتشفت المجسات آثارًا من مركبات عضوية مكلورة في تربة المريخ، وهي مركبات تحتوي على الكربون والكلور، ويُحتمل أن تكون ناتجة عن عمليات بيولوجية.

إلا أن علماء ناسا في ذلك الوقت اعتبروا أن تلك المركبات ربما تكون نتيجة تلوث أرضي جاء مع المركبات نفسها، فلم يُمنح الاكتشاف أهمية تذكر.

لكن المركبات اللاحقة التي أُرسلت إلى الكوكب الأحمر في العقود التالية أكدت وجود مركبات عضوية مماثلة ضمن عينات التربة، ما أعاد إلى السطح التساؤلات حول تسرع العلماء في تجاهل تلك الإشارات المبكرة.

ماء الأرض قتل الحياة على المريخ؟

يفترض الدكتور ماكوش أن الحياة الميكروبية على المريخ ربما كانت تعيش داخل صخور مالحة جافة قادرة على امتصاص الرطوبة من الغلاف الجوي.

وإذا كان هذا الافتراض صحيحًا، فإن التجارب التي أجرتها مركبتا فايكينغ والتي شملت ترطيب التربة المريخية بماء من الأرض قد تكون تسببت في صدمة بيئية قاتلة أدت إلى قتل تلك الميكروبات قبل أن تُرصد.

ماكوش وصف ما حدث بأنه خطأ علمي فادح، لأن الفريق المسؤول عن التجربة لم يأخذ في الاعتبار أن الكائنات المجهرية في بيئة قاحلة قد لا تتحمل الماء فجأة، بل قد يُمثل الماء عنصرًا قاتلًا في ظروف مغايرة تمامًا لتلك التي على كوكب الأرض.

رفض رسمي من علماء ناسا

رغم ما أثارته هذه النظرية من جدل علمي واسع، فإن وكالة ناسا ما زالت ترفض هذا الطرح بشدة، ويؤكد الدكتور كريس مكاي، الفيزيائي الفلكي وكبير العلماء في ناسا، أن مركبتي فايكينغ لم تعثرا على أي دليل قاطع على وجود حياة على سطح المريخ.

بحسب مكاي، فإن فكرة أن إضافة الماء إلى تربة جافة قد تقتل الميكروبات ليست جديدة على المجتمع العلمي، بل كانت مأخوذة في الاعتبار عند تصميم تجارب فايكينغ، وأن العلماء في ذلك الوقت كانوا مدركين تمامًا لتأثير الماء على بيئات قاحلة مثل بيئة المريخ، ويضيف أن التفسيرات التي ظهرت لاحقًا لم تغيّر من نتائج فايكينغ التي لم تُسجل أي نشاط بيولوجي يشير إلى وجود حياة.

أدلة جديدة تعزز نظرية الحياة القديمة

رغم الإنكار الرسمي، يتمسك الدكتور ماكوش بنظريته، مستندًا إلى اكتشافات حديثة أجرتها مركبة بيرسيفيرانس، التي وجدت مركبات عضوية تُدعى الألكانات، مكوّنة من ذرات كربون وهيدروجين مرتبطة بروابط أحادية، ما يدعم إمكانية وجود نشاط بيولوجي سابق على الكوكب الأحمر.

ويشير إلى أن الميكروبات المعروفة بقدرتها على تحمل البيئات القاسية، مثل الملوحة الشديدة أو وجود مركبات كلور سامة مثل البيركلورات، قادرة نظريًا على العيش في ظروف مشابهة لتلك الموجودة على سطح المريخ.

كل هذه الأدلة، في رأي ماكوش، تقود إلى احتمال قوي بأن فايكينغ اكتشفت الحياة على المريخ ثم قضت عليها خلال التجارب، وهو افتراض لا يمكن التأكد منه اليوم، لكن يمكن أن يُغيّر النظرة العامة إلى تلك المهمة التاريخية.

الذكرى الخمسون لفايكينغ تحيي الجدل

مع اقتراب الذكرى الخمسين لإطلاق أول مركبة فايكينغ في أغسطس المقبل، عادت هذه النظرية لتحتل مساحة كبيرة في النقاشات العلمية ووسائل الإعلام.

فما بين من يعتبرها خيالًا علميًا وما بين من يراها جرس إنذار لإعادة النظر في كيفية تصميم التجارب المستقبلية في البيئات الفضائية، بات من المؤكد أن التاريخ العلمي لفايكينغ لن يُقرأ بالطريقة نفسها بعد اليوم.

ماذا لو كنا وحدنا؟ وماذا لو لم نكن؟

تفتح هذه القضية بابًا فلسفيًا وعلميًا واسعًا حول موقعنا في هذا الكون، وإن كانت البشرية قد ارتكبت بالفعل خطأ لا يُغتفر في حق الحياة الأخرى.

وإذا ثبتت صحة هذا الافتراض في المستقبل، فقد يكون أول لقاء بين البشرية وكائنات فضائية قد حدث بالفعل، لكن النهاية كانت مأساوية.

بين حلم الكشف عن حياة في الفضاء وسيناريو ضياع تلك الفرصة بسبب تدخلنا البشري، يظل كوكب المريخ يحمل أسراره تحت ترابه الأحمر، منتظرًا أن نقترب منه مرة أخرى بحذر أكبر، ووعي أعمق، وإصرار على تصحيح أخطاء الماضي.

الحياة على المريخ، ناسا ومركبة فايكينغ، مخلوقات فضائية على المريخ، اكتشاف حياة خارج الأرض، مركبات عضوية مكلورة، الماء والمريخ، نظرية ديرك شولز ماكوش، تجارب فايكينغ البيولوجية، كريس مكاي وناسا، الذكرى الخمسون لفايكينغ

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق