أكد متخصصون أن سرطان المبيض من أكثر الأمراض السرطانية خطورة لدى النساء، بسبب طبيعته الصامتة وغياب الأعراض الواضحة في بدايته، وأن نسب الإصابة به في الإمارات لاتزال منخفضة مقارنة بالدول الأخرى، بالرغم من وجود زيادة ملحوظة في هذه النسب تستدعي تعزيز الوعي المجتمعي بضرورة الكشف المبكر عنه.

وبحسب البروفيسور حميد بن حرمل الشامسي، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للأورام، فإن عدد حالات سرطان المبيض في الدولة شهدت زيادة ملحوظة خلال السنوات الأخيرة، ففي عام 2015، تم تسجيل 62 حالة، ارتفعت إلى 125 حالة في عام 2023.

ويُلاحظ أيضاً أن الغالبية العظمى من الحالات كانت لمصابات أجنبيات، غير أن عدد المواطنات المصابات استقر تقريباً عند 24 حالة سنوياً خلال آخر 5 سنوات.

وقال: يحدث سرطان المبيض نتيجة نمو غير طبيعي للخلايا داخل المبيض، وقد ينتشر إلى أعضاء أخرى في الجسم إذا لم يتم تشخيصه وعلاجه في الوقت المناسب.

وتختلف أنواعه، إلا أن أكثرها شيوعاً هو النوع الذي ينشأ من خلايا الطبقة السطحية للمبيض. وما يزيد من خطورة هذا النوع من السرطان أن أعراضه غير محددة، وقد تتشابه مع أمراض أخرى مثل مشكلات الجهاز الهضمي.

ومن هذه الأعراض: الانتفاخ أو التورم في منطقة البطن، آلام في الحوض أو أسفل البطن، الإحساس بالشبع بسرعة، وتغيرات في التبول أو التبرز. وغالباً ما تُهمل النساء هذه العلامات أو يُرجعنها لأسباب بسيطة، ما يؤدي إلى تأخر التشخيص.

وأضاف الشامسي: تشمل عوامل الخطورة للإصابة بهذا المرض التقدّم في العمر وخصوصاً بعد سن الخمسين، ووجود تاريخ عائلي للإصابة به أو سرطان الثدي، الطفرات الجينية الوراثية، عدم الإنجاب أو تأخّره.

وأشار رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للأورام إلى أن فرص الشفاء تزداد كلما تم الكشف عن المرض في مراحله المبكرة.

من جانبه قال عوض الساعدي، المدير التنفيذي لجمعية الإمارات للسرطان: على الرغم من أن سرطان المبيض لا يُعدّ من أكثر أنواع السرطان انتشاراً، إلا أنه من أخطرها في حال تأخر الكشف عنه.

ولذلك، فإن تعزيز الوعي المجتمعي، وتشجيع الفحوص الدورية، يمثلان أداة أساسية لحماية النساء من هذا المرض الصامت. كما تزداد الحاجة إلى إطلاق حملات توعية وطنية، وتوفير برامج وقائية تستهدف الفئات الأكثر عرضة للخطر.

وأوضحت غوية البادي، عضو فخري في جمعية الإمارات للسرطان، أن سرطان المبيض غالباً ما يطلق عليه المرض الصامت، لأن النساء غالباً ما يجهلن خطورة العلامات التحذيرية التي تظهر عندهن، حتى مرحلة متأخرة. لذا يتحتم على الجهات المعنية أن تأخذ على عاتقها ضرورة تكثيف الجهود للتوعية ووضع برامج فعالة للوقاية.