نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: هل تقول أمريكا للأفارقة: اقلعوا شوككم بأيديكم؟ - تليجراف الخليج اليوم الاثنين 26 مايو 2025 12:58 صباحاً
تتراجع القوات الأمريكية عن خطابها المعتاد حول «الحكم الرشيد» ومعالجة الأسباب الجذرية للتمرد، وتميل بدلاً من ذلك إلى إيصال رسالة مفادها أن على «حلفائها الضعاف» في أفريقيا أن يكونوا أكثر استعداداً للاعتماد على أنفسهم، وكأنها تقول لهم «اقلعوا شوككم بأيديكم».
وخلال مناورات «الأسد الأفريقي»، وهي أكبر تدريب مشترك للقوات الأمريكية في القارة، بدا هذا التحول واضحاً. وقال الجنرال مايكل لانجلي، كبير المسؤولين العسكريين الأمريكيين في أفريقيا، في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس: «نحن بحاجة إلى رفع شركائنا إلى مستوى العمليات المستقلة».
وأضاف لانجلي الجمعة، في اليوم الأخير من المناورات: «يجب أن يكون هناك تقاسم للأعباء». وعلى مدى أربعة أسابيع، تدربت قوات من أكثر من 40 دولة على كيفية مواجهة التهديدات براً وجواً وبحراً. وشملت التدريبات استخدام طائرات مسيّرة، ومحاكاة قتال في أماكن ضيقة، وإطلاق صواريخ موجهة بالأقمار الاصطناعية في الصحراء.
وبدت هذه المناورات مشابهة إلى حد كبير للنسخ السابقة من «الأسد الأفريقي»، التي تقام هذا العام في نسخته الخامسة والعشرين. لكن ما غاب إلى حد كبير هو اللغة التي كانت تركز على مفاهيم كانت واشنطن تعتبرها تميزها عن روسيا والصين.
فقد كانت الرسائل التي تدمج بين الدفاع والدبلوماسية والتنمية تشكل محور الطرح الأمني الأمريكي، أما الآن فقد حلت محلها دعوات لمساعدة الحلفاء على بناء قدراتهم الذاتية لإدارة شؤونهم الأمنية، وهو ما قال لانجلي إنه كان أولوية لدى وزارة الدفاع الأمريكية في عهد الرئيس دونالد ترامب.
وقال لانجلي: «لدينا أولويات محددة الآن وهي حماية الوطن. ونحن نبحث أيضاً عن مساهمات من دول أخرى في مناطق عدم الاستقرار العالمي». ويأتي هذا التحوّل في الوقت الذي تسعى فيه القوات الأمريكية إلى «بناء قوة أكثر رشاقة وفتكاً»، ويشمل ذلك احتمال تقليص عدد المناصب القيادية العسكرية في مناطق مثل أفريقيا، حيث يواصل خصوم أمريكا تعزيز نفوذهم.
فالصين أطلقت برنامجا تدريبياً واسع النطاق خاصاً بالجيوش الأفريقية، في حين يقوم الروس بإعادة تنظيم أنفسهم وتثبيت مكانتهم كشريك أمني مفضل في مناطق شمال وغرب ووسط أفريقيا.
وفي مقابلة أُجريت قبل عام، شدّد لانجلي على ما يصفه المسؤولون العسكريون الأمريكيون منذ زمن طويل بـ«نهج الحكومة الشامل» في مواجهة التمرد. وحتى في ظل الانتكاسات، دافع عن النهج الأمريكي، مؤكداً أن القوة وحدها لا تكفي لتحقيق الاستقرار في الدول الضعيفة وحماية المصالح الأمريكية من خطر تفشي العنف.
وقال لانجلي العام الماضي: «لطالما أكدت أن أفريكوم ليست مجرد منظمة عسكرية». ووصف الحوكمة الرشيدة بأنها «حل دائم لعدد من التهديدات المتداخلة، سواء كانت التصحر أو فشل المحاصيل نتيجة تغير المناخ أو الجماعات المتطرفة العنيفة».
لكن نهج «الحكومة الشاملة» لم يعد يحتل الموقع نفسه في صميم الرسائل الأمريكية، رغم أن لانجلي أشار إلى أن الجهود الشاملة أثمرت في أماكن مثل كوت ديفوار، حيث أدى الدمج بين التنمية والدفاع إلى تقليص هجمات الجماعات الإرهابية قرب حدودها الشمالية المتوترة.
وذكر لانجلي، الذي من المقرر أن يغادر منصبه في وقت لاحق هذا العام: «لقد رأيت تقدماً، كما رأيت تراجعاً».
يأتي هذا التحول في الموقف العسكري الأمريكي في وقت لا تزال العديد من الجيوش الأفريقية تفتقر إلى التجهيز الكافي، بينما توسع الجماعات المتمردة نطاق نفوذها.
0 تعليق