لبنان الفردوس - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

شكرًا لمتابعتكم، سنوافيكم بالمزيد من التفاصيل والتحديثات الاقتصادية في المقال القادم: لبنان الفردوس - تليجراف الخليج ليوم الاثنين 26 مايو 2025 03:02 صباحاً

حينَ الخَليقَةُ سُقوطٌ في الهَلاكِ إثرَ مَعصِيَةِ آدَمَ، والفِردَوسُ مَفقودٌ إثرَ خَطيئَةِ آدَمَ،

ها صَرخَةُ رَئيسِ المَلائِكَةِ ميخائِيلَ لِآدَمَ: "هُنا تُعطى الوَعدَ، هِبَةَ الأرضِ كُلَّها...، مِن حَماةَ شَمالًا حَتَّى الصَحراءِ جَنوبًا (أنطُقُ هَذِهِ الأماكِنَ بِأسمائِها، وَإن كانَت بِلا إسمٍ بَعدُ): مِن حَرَمونَ شَرقًا حَتَّى البَحرِ العَظيمِ غَربًا. هُنا جَبَلُ حَرَمونَ، وَهُناكَ البَحرُ. آُنظُر لِكُلِّ مَوضِعٍ في أُفُقِهِ كَما أُشيرُ إلَيكَ بِيَدي: عَلى الساحِلِ، جَبَلُ الكَرمَلِ؛ وَهُنا النَهرُ ذو المَنبَعَينِ، الأُردُنُ، الحَدُّ الحَقيقيُّ شَرقاً؛ أمَّا أبناءُ هَذا الرَجُلِ، فَسَيَقطُنونُ في سَنيرَ، تِلكَ السِلسِلَةُ الطَويلَةُ مِنَ التِلالِ. تَأمَّل هَذا: كُلُّ أُمَمِ الأرضِ سَتُبارَكُ في نَسلِ هَذا الرَجُلِ. وَمِن هَذا النَسلِ يَنبَثِقُ مُخَلِّصُكَ العَظيمُ، الذي يَسحَقُ رأسَ الحَيَّةِ... "

صَرخَةُ الوَعدِ: مِن لبنانَ، بِحُدودِهِ التَفصيلِيَّةِ: "مِن حَماةَ"، وَ"مِن حَرَمونَ"... الى "البَحرِ". وَجَنوباً، مِن "جَبَلِ الكَرمَلِ"، الى "النَهرِ ذي المَنبَعَينِ"... سَيأتي المُخَلِّصُ "الذي يَسحَقُ رأسَ الحَيَّةِ"، ألمِنها المَعصِيَةُ-المَوتُ. لِمَن؟ لِنَسلِ إبراهيمَ.

وَأيُّ مُخَلِّصٍ؟ "يَسوعُ، حامِلُ الإسمَ والرِسالَةَ، ذَاكَ السَيُخضِعُ الأفعى العَدوَّ، وَيُعيدُ الإنسانَ، التاهَ طَويلاً في عُزلَةِ العالَمِ، إلى فِردَوسِ الراحَةِ الأبَديِّ بَأمانٍ."

أيُكتَفى وَعدُ اللهِ بالمُخَلِّصِ؟ بَل وَيَتَجَلَّى مُزداناً بِالأرزِ، لِيَربِطَ أرضَ الإنسانِ بِسِمائِهِ. الخَليقَةَ بِخالِقِها. وَقَد إندَحَرَ إبليسُ-الَلعنَةُ-مَصدَرُ-المَعصِيَةِ: "سَيَتَجَلَّى رِضى اللهِ عَلى البَشَرِ الطائِعينَ لِمَشيئَتِهِ حَتَّى يَضَعَ بَينَهُمٍ مَسكِنَهُ، فَيَحِلَّ القُدّوسُ، الواحِدُ الأَحَدُ بَينَ الفانينَ. وَكَما أوحى، يُشَيَّدُ مَقدِسٌ مِن أرزٍ مُرَصَّعٍ بالذَهَبِ، (...)، عَهدُ الأبَدِ. وَفَوقَهُ يَعلو عَرشُ الرَحمَةِ الذَهَبيِّ، بَينَ جِناحَي كَروبينَ مُتَألِّقينَ. وأمَامَ هَذا العَرشِ تَتَوَّهَجُ سَبعَةُ مَصابيحَ، تَرمُزُ، كَما في دائِرَةِ الفَلَكِ، إلى مَشاعِلَ السَماءِ..."

وَها آدَمُ، الواقِفُ عِندَ الفِردَوسِ المَفقودِ بِمَعصِيَتِهِ، "يَتَماوَجُ تَحتَ وَهجِ الَلهيبِ المُتَّقِدِ"، يَهرَعُ لِيُوقِظَ حَوَّاءَ الغافِيَةَ في التيهِ: "أسقَطَ آدَمُ وَحَوَّاءُ بِضعَ دُموعٍ طَبيعِيَّةٍ سُرعانَ ما مَسَحاها. كانَ العالَمُ كُلُّهُ أمامَهُما، لِيَختارا فيهِ مَوضِعَ راحَتِهِما، وَكانَتِ العِنايَةُ الإلَهِيَّةُ دَليلَهُما. وَلَكِن يَداً بِيَدٍ، بِخُطىً مُتَرَدِّدَةٍ وَبَطيئَةٍ، مَضَيا عَبرَ الفِردَوسِ-جَنَّةِ-عَدَنَ (الأرضِيَّةِ) طَريقِهِما الوَحيدِ."

لبنانُ!

الوجودُ الكِيانِيُّ

ذاكَ الِلقاءُ-الوَعدُ بَينَ ميخائِيلَ (وإسمُهُ מיכאMîkhâ'êl : مَن مِثلُ اللهِ؟) وآدَمَ يَختَتِمُ مَلحَمَةَ الشاعِرِ الإنكليزيِّ John Milton (1674–1608) الهائِلَةِ، التي نَظَمَها لِطَبعَةٍ أولى العامَ 1667 مِن 10 أقسامَ بِنَحوِ عَشَرَةِ آلافِ بَيتٍ، وأعادَ نَشرَها مُوَسَّعَةً لِتَتَضَمَّنَ 12 قِسماً أو كِتاباً العامَ 1674. أسماها: Paradise Lost "الفِردَوسُ المَفقودُ"، وَشاءَها مَلحَمَةَ الخَليقَةِ، مَنَ الخَلقِ الى السُقوطِ وَفُقدانِ الفِردَوسِ... وَمِنَ السُقوطِ الى الوَعدِ بِالمُخَلِّصِ، والخَلقِ الثاني بِهِ... في الفِردَوسِ الأرضِيِّ: لبنانَ!

لبنانُ الوجودُ الكِيانِيُّ، ال"مَقدِسُ مِن أرزٍ مُرَصَّعٍ بالذَهَبِ"... "طَريقُ" الخَليقَةِ "الوَحيدُ".

وجودٌ كَرَّسَهُ ميخائِيلُ نَشيداً ليتورجِيَّاً للهِ-الخالِقِ الخَطَّهُ بِحُدودِهِ وَرَصَفَهُ فِردَوساً لِعِناقِ الخَليقَةِ المُفتَداةِ بِإبنِهِ-المُخَلِّصِ... قَبلَ كَينونَةِ أسماءِ الأماكِنَ!

وجودٌ سَتَتَهافَتُ الفَلسَفَةُ الألمانِيَّةُ المُعاصِرَةُ للِإستِنباطِ مِنهُ وَسمَ الكيانِيَّةِ يَضَعُهُ Edmund Husserl (1859–1938)، وَيَتَبَنّاهُ Martin Heidegger (1889–1976): zu Sachen den selbst المِعناهُ "الى الأشياءِ ذاتِها "، وَقِوامُهُ أربَعَةُ أوامِرَ: قِفْ، أَصْغِ، إِحْفَظْ، إِشْهَدْ.

ألا فَأصرِخ وَميخائِيلُ: هو لبنانُ الفِردَوسُ. ظُهورُ الظُهوراتِ.

حينَ الخَليقَةُ لَهَبٌ مَسعورٌ، قِفْ بِلبنانَ، أَصْغِ لِهَمسِ وجودِهِ، إِحْفَظْهُ صِلَةَ الحَياةِ، وَإِشْهَدْ لِفَيضِهِ.

بِهِ كُلُّ شَيءٍ، وَمِن دونِهِ لا يَكونُ شَيءٌ.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق