نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: وصية محمد بن راشد.. «الإعلام صديق للمخلص المنجز وعدو للمتكاسل والفاسد» - تليجراف الخليج اليوم الاثنين 26 مايو 2025 04:08 صباحاً
تستلهم مناقشات قمة الإعلام العربي 2025 بدبي فلسفة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بشأن آليات الممارسة الإعلامية الرشيدة، التي عبّر عنها سموه في الوصية السابعة من كتابه «رؤيتي»، حيث خاطب سموه كل مسؤول ومتخذ قرار قائلاً: «
تواصل وتفاءل! ابن سمعتك وصورتك وأخبر العالم عن طموحك وقدراتك. بعض الحكومات تعتقد أن التواصل الإعلامي وظيفة تكميلية وأحياناً مزعجة». وأضاف سموه: «أقول لهم إنها أساسية ورئيسية.
أعلن عن أهدافك في الإعلام؛ لأنهم سيحاسبونك، وهذا في صالحك، لأنك ستبذل الغالي والنفيس في تحقيق ما أعلنت عنه والتزمت به. الإعلام صديق للمخلص المنجز، وعدو للمتكاسل والفاسد».
ومن منطلق رؤية سموه، تبحث القمة أبرز المستجدات والتحديات التي ينبغي على الإعلام العربي التصدي لها، في هذه المرحلة التي تشهد تطورات متسارعة على مختلف المستويات الجيوسياسية والاقتصادية وكذلك التقنية، من خلال جلسات نقاشية يحضرها لفيف من أبرز الإعلاميين على مستوى العالم، بأعلى درجات الشفافية والمصداقية، التزاماً بوصية سموه، التي تتناول اعتقاد بعض الحكومات أن وظيفة الإعلام تكميلية، وأحياناً مزعجة.
كما تتناول فلسفة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «فوبيا الإعلام» التي تسيطر على بعض المسؤولين، وترسخ لمبدأ أن الإعلام شريك رئيسي لا يجوز تجاهل دوره في دعم عملية التنمية والخطط المستقبلية لأي حكومة في أي مكان.
مبادئ الشفافية
وتشدد وصية سموه، على أن الحكومات الرشيدة يجب أن تمارس عملها على قاعدة من الوعي بأهمية الإعلام، ووظائفه الرئيسية، بما يمكنها من أن تبني صورة إيجابية في عيون أفراد المجتمع، وذلك يقتضي بالضرورة ترسيخ مبادئ الشفافية، والإيمان بحرية أو بالأحرى «حتمية تداول المعلومات»، ومكاشفة الرأي العام بالحقائق.
ووفقاً للوصية فإن هذا الأمر يؤدي في المحصلة إلى أن تحظى سياسات وقرارات الحكومات بدعم الرأي العام، والاصطفاف معها من أجل تنفيذها كما ينبغي، بعد أن يتفهم الناس مبررات هذه القرارات.
وتؤكد الوصية السابعة لسموه أن إعلان متخذ القرار عن أهدافه عبر الإعلام سيكون من المرتكزات الأساسية التي ستساعده على تنفيذ هذه الأهداف، حيث تقول الوصية: «أعلن عن أهدافك لأنهم سيحاسبونك، وهذا في صالحك، لأنك ستبذل الغالي والنفيس لتحقيق ما التزمت به أمام الناس».
ويعبر هذا المفهوم عن رؤية تقدمية للدور الرقابي للإعلام الذي يسهم في تبصير الحكومات بالحقائق، وينير لها الطريق، ومن ثم لا ينبغي أن تخشى منه إلا الحكومات الفاسدة أو الفاشلة المتخاذلة.
خريطة طريق
وتعد الوصية السابعة بمنزلة خريطة طريق إعلامية تلتزم بها دبي التزاماً مبدئياً، وذلك تأكيداً على أن المسؤول ينبغي أن يفتح قلبه للناس فيصارحهم بالحقائق المجردة، دون إقامة أسوار، أو إخفاء معلومات، وانطلاقاً من مبدأ أن المجتمع شريك أصيل لا يجوز تنحيته أو الحجر على وعيه.
ويفيد استقراء ما وراء الوصية بأن سموه يرى الإعلام حجر أساس في الممارسة الحكومية الرشيدة، ومن ثم فإن المسؤول الذي يراعي ضميره، ويبذل ما في وسعه لتأدية واجباته لا يخشى الإعلام، بل يفتح له الأبواب ليكون همزة وصل بينه وبين الناس، كما تكشف الوصية عن ثقة سموه في الإعلام المحلي الذي يؤدي دوره الوطني دعماً لخطط التنمية على أرض الإمارات.
ويحدد سموه، السمات التي ينبغي على الإعلام التحلي بها، وتتمثل في الشفافية والصدق والمسؤولية والالتزام الأخلاقي والوطني والحرص على الاستقلالية.
وتعزز رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من أهمية منتدى الإعلام الذي يعقد في وقت يشهد متغيرات بالغة الأهمية والعمق في العالم العربي، وستسهم بغير شك في تقويض نظرة القلق والتوجس التي تبديها بعض الحكومات تجاه وسائل الإعلام.
حيث تضع «الوصية السابعة» مسألة حرية تداول المعلومات والتعبير التي نص عليها دستور دولة الإمارات في مكانتها الحقيقية، وتنقلها من إطار النظرية إلى الممارسة العملية على الأرض، وهو الأمر الذي التزمت به الدولة، ما أسهم في أن تتبوأ مكانتها الإعلامية المرموقة في محيطها العربي، وكذلك على الصعيد الدولي.
الموضوعية والدقة
وتنبّه وصية سموه إلى ضرورة أن يتحلى الإعلاميون من جانبهم بالموضوعية وتحري الدقة وإلقاء الضوء على الإيجابيات كما السلبيات، فالحياد أصل من أصول الممارسة الإعلامية، وحال تعرض لخدش أو اختلت موازينه، فإن الإعلام قد يخرج عن دوره المنشود، ويغدو خنجراً في ظهر الوطن.
ولا يعد الإعلام على هذا الأساس خصماً، لكنه يؤدي دور المصباح الذي يجلّي الحقائق الموضوعية أمام الرأي العام، ما يعني أن ضمير الإعلامي هو الموجه لأدائه المهني، والنبراس الذي لا يتخلى عنه تحت أي ظروف.
ووفق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فإن الإعلام البنّاء شريك أصيل لنا في مسيرتنا نحو المستقبل، لكونه يوضح المواقف ويبرز الحقائق ويوعّي الناس بحقوقهم ويثقفهم حول واجباتهم ومسؤولياتهم في مسيرة نتشارك فيها جميعاً، لنصل إلى ما نصبو إليه من نجاح على كل المستويات.
كما أن التواصل يتضمن علاقات وإلهاماً، وليس نقلاً للمعلومات فحسب، فهو ضروري جداً لبناء علاقات مترابطة وتنفيذ استراتيجية المؤسسة، إلا أنه من أصعب مهارات القيادة، لأنه يسهل التحدث عنه بينما يصعب تنفيذه.
كما يرى أنه سواء كانت الاتصالات شفهية أم مكتوبة، وبما يتضمن الكلام والأفعال، لا بد أن ينقل القائد من خلالها رؤيته وهدف مؤسسته وقيمها، ولكن ما لا يستطيع معظم الناس تقديره بشكل كامل هو أن الرسالة لا تقتصر أهميتها على محتواها النصي فحسب، بل وأسلوب نقلها أيضاً.
رؤية فلسفية
كما تستند رؤية سموه إلى أن مشاركة المعلومات مهمة للغاية، وضرورة تواصل القائد وتوضيح استراتيجية مؤسسته، وسرعتها واتجاهها ونتائجها، وأن يتسم أسلوب التواصل بالتواضع والشغف، فإن أثره يفوق أثر اختياره لكلماته.
وحول الرؤية الفلسفية الرشيدة في إدارة العلاقة بين الإعلام وصانع القرار، أكد أكاديميون وخبراء وإعلاميون أن دبي التزمت مبكراً بفلسفة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إزاء الإعلام، وعلى هذا الأساس فإن مكاتب كبار المسؤولين في الإمارة لا تغلق أبداً في وجه الباحثين عن الحقيقة، سواء كانوا من ممثلي الإعلام المحلي أو العربي أو الدولي.

وقال الدكتور محمد أحمد عبدالرحمن، مدير جامعة الوصل بدبي، إن الوصية السابعة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تمثل خريطة طريق واضحة للإعلاميين وصنّاع القرار على حد سواء، لكونها تعكس قناعة راسخة بدور الإعلام بوصفه أداة مركزية في بناء الوعي المجتمعي، وكشف الحقائق، وتسليط الضوء على مكامن الصواب والخلل، ومن خلال هذا الطرح يتجلى مدى شفافية القيادة الرشيدة وإيمانها العميق بأهمية الإعلام النزيه والمهني.
إطار استراتيجي
وأكد مدير جامعة الوصل أن وصية سموه لا تعد توجيهاً أخلاقياً فحسب، بل هي إطار استراتيجي يلزم الإعلاميين بالتحلي بأقصى درجات المهنية، والالتزام بالثوابت الوطنية، والعمل وفقاً لأعلى معايير الجودة، وهو ما يجعل هذه الوصية مرجعاً محورياً يجب أن تستند إليه المؤسسات الإعلامية في المنطقة.
وأضاف: تتجدد أهمية هذه الوصية اليوم في ظل الاستعدادات لانعقاد قمة الإعلام العربي 2025، التي تعد منصة حيوية للنقاش حول مستقبل الإعلام في العالم العربي، وفرصة لإعادة التأكيد على هذه المبادئ، وتعزيز التفاهم بين وسائل الإعلام والحكومات، بما يخدم مصلحة المجتمعات ويعزز من مصداقية الخطاب الإعلامي في مواجهة التحديات المتسارعة.
خريطة تنفيذية

ويرى الأستاذ الدكتور السيد بخيت، أستاذ الإعلام والصحافة بجامعة زايد، أن وصية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تعكس رؤية فلسفية رشيدة في إدارة العلاقة بين الإعلام وصانع القرار، ترتكز على الشفافية، والشجاعة في مصارحة الرأي العام، وإشراك المجتمع بوصفه شريكاً أصيلاً في صناعة القرار.
وأشار إلى أن ثمة حاجة ملحة لاعتماد هذه الفلسفة أساساً للعمل الإعلامي في المؤسسات الحكومية، خاصة في ظل التحولات الجيوسياسية والتقنية المتسارعة، مؤكداً أن تفعيل الوصية يتطلب خريطة تنفيذية واضحة تتضمن عدة آليات رئيسية، من بينها:
ضرورة التزام المؤسسات الحكومية بسياسة الإفصاح الاستباقي عن المعلومات، وتسهيل وصول الصحفيين والجمهور إلى البيانات، ما يعزز الثقة ويمنع الشائعات، ويكون ذلك عبر بناء منصات إعلامية تفاعلية وتحديث المعلومات باستمرار.
ولفت إلى أن ذلك يتجلى في تخصيص لقاءات دورية بين المسؤولين والإعلاميين، ليستعرض المسؤول أهدافه وخططه أمام الجمهور، ما يرسخ ثقافة المحاسبة الطوعية، ويخلق مناخاً من الشفافية يصب في مصلحة المجتمع، كما يشدد على ضرورة إشراك الإعلاميين في نقاشات السياسات العامة منذ مراحلها الأولى، ما يمكِّن الإعلام من أداء دوره الرقابي البنّاء ويعزز الحوار المجتمعي.
ويضيف أن منتدى الإعلام العربي المنعقد في قمة دبي 2025 يشكل منصة نموذجية لتطبيق هذه الآليات عملياً، حيث يجتمع الإعلاميون وصناع القرار لمناقشة تحديات الشفافية وتداول المعلومات، وتطوير ميثاق عمل إعلامي يكرّس هذه القيم.
وشدد على أن تفعيل وصية صاحب السمو يتطلب تغييراً منهجياً في فلسفة العمل الإعلامي، ينطلق من قناعة كل الأطراف المعنية بأهمية الإعلام بوصفه شريكاً في التنمية وصناعة الوعي الجمعي، وهو ما تسعى قمة الإعلام العربي لتكريسه واقعاً عملياً مستداماً في ظل التحديات المتسارعة التي يشهدها المشهد الإعلامي العربي.
شريك أصيل

وقال الدكتور صالح سليم الحموري، خبير التدريب والتطوير في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية: بعد ظهور الإنترنت ووسائل الاتصال الاجتماعي والبرامج المتطورة في ظل الثورة الصناعية الرابعة، امتلك الإعلام دوراً أساسياً كإحدى الوسائل للوصول الآني إلى المجتمع وجمهور المتعاملين والمجتمع المحلي والعالمي.
ولم يعد من الممكن إخفاء أو تزيين أية حقائق، وباتت المؤسسات تركز على إشراك المجتمع كأحد أصحاب المصلحة، ويجب على كل المؤسسات بناء شراكة فعالة مع الإعلام، والاهتمام بقيمة وأثر الإعلام بوصفه عنصراً مهماً من عناصر منظومة التنمية المتكاملة الهادفة لخدمة الوطن بدلاً من التخبط وضياع الحقائق وتشتيت الناس، ما يترتب عليه فشل المؤسسات والدولة في تحقيق رؤيتها.
أكاديميون:
رؤية فلسفية رشيدة في إدارة العلاقة بين الإعلام وصانع القرار
محمد عبدالرحمن:
الوصية السابعة خريطة طريق واضحة للإعلاميين وصنّاع القرار
السيد بخيت:
رؤية ترتكز على الشفافية والشجاعة في مصارحة الرأي العام وإشراك المجتمع
صالح الحموري:
الاهتمام بقيمة وأثر الإعلام كعنصر مهم من منظومة التنمية المتكاملة
0 تعليق