تليجراف الخليج - محمد النواطير - رغم الألم والإصابة، ورغم ضيق الحال وصعوبة المواصلات، لم يمنع كل ذلك الشاب الأردني الموهوب "رسام القويرة" من التعبير عن حبه لوطنه في عيد استقلاله التاسع والسبعين، على طريقته الخاصة.

في زاوية بسيطة من منزله بمحافظة العقبة، تحديدًا في منطقة القويرة، أصرّ الشاب، الذي يعاني من إصابة في قدمه، على أن يشارك الأردنيين فرحتهم بهذه المناسبة الوطنية العزيزة.

لم يكن لديه سيارة تنقله ولا أدوات فاخرة للرسم، ولا حتى جداريات ليرسم عليها كما كان يحلم، لكن قلبه المليء بالولاء والانتماء قاده لأن يخط بريشته لوحات فنية مهداة إلى الأردن، تعبّر عن حب صادق وانتماء عميق.

و قال الرسام طلال عبدالله الرصاعي في فيديو له رصدته تليجراف الخليج: "ربما أكون آخر من احتفل بعيد الاستقلال، لكني لم أسمح للظروف أن تمنعني من التعبير عن حبي للأردن بطريقتي."

وأضاف بأسى: "لا أملك سيارة، ولا أقدر على التنقل بسهولة، ولو خرجت دون ترخيص ربما أتعرض للمساءلة، لذلك اخترت أن أحتفل هنا، في بيتي، برسم لوحة من القلب لهذا الوطن العزيز."

وفي ختام حديثه وجّه رسالة: "أتمنى أن يجد صوتي صدى، وأن يتبنى أحدهم موهبتي. هذا الفن ليس مجرد هواية، بل هو طريقتي في الحياة، وفي التعبير عن محبتي لوطني."

الرسام الشاب، الذي يفتقر إلى الدعم والرعاية، يمتلك موهبة حقيقية تستحق أن ترى النور، وأن تُحتضن من قبل المؤسسات الثقافية والفنية، ليكون مثالًا على كيف يمكن للفن أن يكون وسيلة للمقاومة والإصرار والانتماء.