نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: ابتكار طبي جديد.. نظارة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تساعد في تقليل الأخطاء الطبية اليوم الثلاثاء 27 مايو 2025 09:47 مساءً
تُشير دراسات إلى أن واحدًا من كل 20 مريضًا يتعرض لخطأ طبي في أثناء تلقيه الرعاية الصحية، وتُعدّ أخطاء صرف الأدوية أكثرها شيوعًا؛ إذ يُعطى المريض دواءً غير صحيح أو جرعة غير مناسبة. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تؤدي هذه الأخطاء إلى إصابة نحو 1.3 مليون شخص سنويًا في الولايات المتحدة وحدها، وتتسبب بوفاة واحدة يومية على الأقل.
طبّقت المستشفيات عدة إجراءات للحد من هذه الأخطاء، منها ترميز الأدوية بالألوان أو استخدام الماسحات الضوئية للتحقق من صحة الدواء والجرعة. ومع ذلك، ما تزال الأخطاء تقع باستمرار.
وتقول الدكتورة Kelly Michaelsen، الأستاذة المساعدة في قسم التخدير في جامعة واشنطن (University of Washington): “تشير بعض الدراسات إلى أن 90% من أطباء التخدير ارتكبوا أخطاءً دوائية خلال مسيرتهم، وهذا ما دفعني إلى التفكير في إيجاد حل تقني يعتمد على الذكاء الاصطناعي”.
الاستفادة من الذكاء الاصطناعي للحد من الأخطاء الطبية
فكرت Kelly Michaelsen في تطوير نظام ذكي يمكنه اكتشاف الأخطاء الطبية المتعلقة بالأدوية قبل وقوعها. فهي ترى أن أنواع الأدوية المُستخدمة في غرف العمليات محدود نسبيًا، مما يجعل من الممكن تدريب نموذج ذكاء اصطناعي على تعرفها والعمل كمساعد للطبيب.
ركزت Kelly Michaelsen على نوع محدد من الأخطاء يُعرف بـ “تبديل القوارير”، الذي يُشكل نحو 20% من الأخطاء الدوائية. ويحدث هذا الخطأ عندما يُستخدم دواء غير صحيح بسبب التباس في الملصقات، فجميع الأدوية القابلة للحقن تأتي في قوارير تحمل ملصقات، وتُنقل إلى محاقن تحمل ملصقات مماثلة على عربة الأدوية داخل غرفة العمليات. لكن أحيانًا، يُختار القارورة غير الصحيحة، أو توضع ملصقات غير صحيحة على المحقن، فيُحقن المريض بالدواء غير المناسب.
وفي حادثة شهيرة، توفيت امرأة تبلغ من العمر 75 عامًا بعد حقنها بعقار يسبب شلل عضلي بدلًا من مهدئ، نتيجة خطأ في اختيار قارورة الدواء. ومن هنا، انطلقت فكرة Kelly Michaelsen لتطوير نظارات ذكية مزودة بكاميرا مدعومة بالذكاء الاصطناعي، يمكنها قراءة الملصقات المرفقة على قوارير الأدوية والمحاقن والتحقق من تطابقها.
وتقول Kelly Michaelsen: “النظام يقرأ الملصقات، ويكتشف أي تعارض، ويطلق تنبيهًا في اللحظة المناسبة”.
تطوير الجهاز واختباره

استغرق بناء هذا الجهاز أكثر من ثلاث سنوات، ودُرّب النظام الخاص به باستخدام لقطات واقعية، ومقاطع تمثيلية أجريت في بيئة تحاكي غرف عمليات.
وأظهرت الدراسة التي اختبر خلالها النظام، والتي نُشرت في أواخر العام الماضي في مجلة npj Digital Medicine أن النظام استطاع رصد أخطاء تبديل القوارير بدقة وصلت إلى 99.6%. ولم يتبقَ سوى تحديد الطريقة المناسبة لتنبيه الأطباء، سواء عبر صوت أو إشعار مرئي، قبل التقديم على موافقة إدارة الغذاء والدواء (FDA) لاستخدامه فعليًا في المؤسسات الطبية.
وتقول الطبيبة Kelly Michaelsen: “مجرد صوت صغير قد يدفعك إلى التوقف لحظة والتحقق مما تفعله”. وأما الطبيب (John Wiederspan)، الذي جرّب الجهاز، فيؤكد أنه يرى فيه مستقبلًا واعدًا لتحسين سلامة المرضى، مع أنه أشار إلى أن حجم الجهاز يُعدّ كبيرًا.
مصدر الصورة: NBC News
الفرص والتحديات المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي لتقليل الأخطاء الطبية
يرى العديد من الخبراء أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحدث فرقًا حقيقيًا في تقليل الأخطاء الطبية، تمامًا كما ساهمت السيارات الذاتية القيادة في تقليل حوادث الطرق. لكنهم يؤكدون أيضًا أن هذه التقنية ليست حلًا سحريًا.
فالتكنولوجيا أداة قوية، لكنها ليست كافية. وغالبًا ما تكون الأخطاء نتيجة سلسلة من الثغرات، وليس عاملًا واحدًا فقط.
وفي البيئات العالية الضغط مثل غرف العمليات وأقسام الطوارئ، قد تكون أدوات الذكاء الاصطناعي أكثر فعالية من القوائم الورقية أو التنبيهات التقليدية؛ لأنها تراقب بصمت وتُخفف العبء عن الطواقم الطبية.
ما الخطوة التالية؟
تفكر Kelly Michaelsen في توسيع قدرات الجهاز ليشمل حساب حجم الجرعة داخل المحقن، وهو أمر بالغ الأهمية خاصة في طب الأطفال؛ إذ تختلف أحجام الجرعات بنحو كبير حسب وزن الطفل.
ويأمل (John Wiederspan) أن تُطوّر التقنية لاحقًا لتشمل أيضًا الأدوية الفموية، خصوصًا في الأقسام التي يتناول فيها المرضى العديد من الحبوب في وقت واحد.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق