نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: طلال ابوغزاله يكتب: غزة لاتنكسر والكيان يتصدّع تحت وطأة الصمود - تليجراف الخليج اليوم الخميس الموافق 29 مايو 2025 09:47 مساءً
* غزة رواية لا تموت ولو جاع الرواة
كتب د. طلال أبوغزاله -
600 يوم من حرب ابادة متواصلة لا تعرف سقفاً للوحشية ولا حدوداً للإجرام، ومع ذلك، لا يزال شعبنا البطل صامدا كجلمود صخر متمسكاً بحقه رغم الجراح، يدافع عن كرامته بما تبقى من حجر وروح وإيمان، 600 يوم لم تكن كافية لكسر إرادته، بل كانت كافية لفضح الرواية الصهيونية أمام أعين العالم.
اساطير الجيش الذي لا يقهر أصبحت اليوم مادة للسخرية والتندّر، وآلة الاحتلال التي لطالما تغنت بـ"التفوق الاستخباراتي" و"الردع العسكري" وجدت نفسها عاجزة أمام واقع جديد: شعب يقاوم ليهزم العدو ويعيد تعريف معادلات القوة في المنطقة.
الاحتلال فشل في تحقيق أي من أهدافه المعلنة، عسكرياً، عجز عن تصفية المقاومة، رغم كثافة الاجرام والتنكيل والدمار، وسياسياً، لم ينجح في كسر صمود غزة أو فرض شروطه، وأخلاقياً، بات عاجزاً عن تبرير جرائمه، حتى أمام أكثر حلفائه ولاءً، وتحوّل صمود أبناء شعبنا الأبي إلى صورة تكتسح الإعلام العالمي وتفضح هشاشة المشروع الصهيوني من أساسه.
أما على الجبهة الداخلية في الكيان فالصورة لا تقل سوداوية، فالانقسام السياسي، وتدهور الاقتصاد، والهروب من الخدمة العسكرية، واتهامات التخوين بين القادة المجرمين، وكلها مؤشرات على أزمة بنيوية لا تخطئها العين، وفي المقابل، داخل قطاعنا الحبيب، وعلى الرغم من الجوع والحصار، لا تزال العزيمة قائمة، والتماسك الشعبي قائم، والهتاف واحد: "المقاومة شرف، والنصر حق".
العالم لم يعد يستقبل ما يقوله الكيان على أنه مسلّمات، والصور والفيديوهات والتقارير التي تخرج من غزة لم تترك مجالاً للشك، وجرائم الاحتلال لم تعد مخفية فالإعلام الاجتماعي يشهد، والقضاء الدولي يتحرك، والشعوب تنتفض، والشارع الغربي لم يعد صامتاً، بل أصبح يهتف باسم فلسطين من قلب جامعاته وعواصمه.
وربما لسنا أمام انتصار عسكري بعد، ولكننا دون شك أمام تحول تاريخي، فزمن الحصانة المطلقة للكيان انتهى، وزمن الشعور الفلسطيني بالعزلة المطلقة يتراجع، أي أن ما نراه ليس انتصاراً من باب المجاز، بل واقع يتشكل.
المنطقة كلها على مفترق طرق لان فلسطين لا تقاتل فقط من أجل أرضها، بل من أجل حفظ ميزان العدالة في هذا العالم وتثبت أن ترسانة الاحتلال لا تستطيع قتل الحكاية، وأن الشعوب التي تتجاوز الجوع والخوف لا تُهزَم.
إذن النصر نتيجة منطقية لعزيمة لا تلين، ولشعب يكتب تاريخه بنفسه، دون تفويض يطالب بحقه الكامل، كما هو، دون مساومة أو تجميل وعليه فإن فلسطين باقية، لأنها الحقيقة التي لا تموت.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق