قمة الإعلام العربي.. آفاق التمكين والاندماج في عصر الثورة الصناعية الخامسة - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: قمة الإعلام العربي.. آفاق التمكين والاندماج في عصر الثورة الصناعية الخامسة - تليجراف الخليج اليوم الخميس 29 مايو 2025 10:00 مساءً

هل بات الإعلام العربي مستعداً لركوب قطار المستقبل، والانخراط في رحلة ملحمية من الفرص والتحديات، حيث تتداخل الابتكارات مع طموحات الأجيال الجديدة؟

لم تمنحنا إمارة دبي وقتاً كافياً للتفكير؛ فهي تكتب اليوم فصلاً جديداً من تاريخ صناعة الإعلام العربي، من خلال فعاليات الدورة الـ 23 لقمة الإعلام العربي، التي اختتمت مؤخراً في مركز دبي التجاري العالمي، تحت مظلة الثورة الرقمية التي تعصف بالعالم، وبمشاركة نخبة من القادة والرموز والقامات السياسية والإعلامية، ورؤساء التحرير، وقيادات المؤسسات الإعلامية، وصناع المحتوى، والمؤثرين، وخبراء التقنية الإعلامية، والأكاديميين، ونحو 6000 شخصية من مختلف أنحاء الوطن العربي والعالم.

مدن المستقبل

برزت فعاليات قمة الإعلام العربي كمهرجان من الإبداع العربي، الحريص على التكامل والشمولية، في حضور التحولات الاقتصادية والثقافية المعاصرة، لتواكب استراتيجيتها الوطنية لقطاع النشر والصحافة، ومؤشرات التنافسية العالمية في المجال، هدفاً لتعزيز مكانة دولة الإمارات على خريطة الإبداع الثقافي العالمي، عبر دمج أحدث ابتكارات الفنون بالتقنيات المعاصرة، والموازنة بين تدفقات الاستثمارات، وطرح وظائف بمعايير مدن المستقبل، التي تحتفي بهيمنة الوسائل التكنولوجية، في تناغم استثنائي بين الذكاء الاصطناعي، ومزايا إنترنت الأشياء، إلى جانب ابتكارات الروبوتات، وتحليل البيانات الضخمة، التي تدفع إلى تشكيل مشاهد خارجية عن المألوف، لمستجدات الواقع الافتراضي، والتي تسهم في إعادة رسم خريطة الاقتصاد والمجتمع بشكل جذري، انطلاقاً من إمارة دبي، مدينة الريادة والصناعات الإبداعية، التي تسير قدماً في إرساء معايير معاصرة لقطاع الإعلام وتوجهاته، في الانتقال من نمط تقليدي لقطاع الإعلام إلى صناعة متجددة وشاملة، وتقودها رؤى استثمارية رائدة تعكس طموحاً، وتأثيرات إيجابية على مستوى المنطقة العربية.

الإعلام المرئي

وعلى هامش فعاليات قمة الإعلام العربي، أطلق نادي دبي للصحافة تقريراً بعنوان "نظرة على الإعلام العربي – رؤية مستقبلية 2025"، والذي يشكّل مرجعاً استراتيجياً لرصد ملامح المشهد الإعلامي في الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال السنوات المقبلة، حيث تتوقع قيمة سوق الإعلام المرئي في الإمارات أن تصل إلى 1.37 مليار دولار بحلول عام 2028، بمعدل نمو سنوي يبلغ 5%.

600 مليار

بلغت إيرادات التلفزيون التقليدي حالياً نحو 600 مليون دولار، وهو المصدر الأول للإيرادات الإعلامية في المنطقة، ومن المتوقع أن ترتفع هذه الإيرادات لتصل إلى 1.1 مليار دولار بحلول عام 2028.

كما أكد التقرير أن انتشار قنوات التلفزيون المدفوع في الإمارات يُعد من الأعلى عالمياً، حيث يُتوقع أن يصل إلى 81% بحلول عام 2028، مقارنة بمتوسط عالمي يبلغ 55%.

ونمت خدمات البث عبر الإنترنت بنسبة 4.3% سنوياً، وهو معدل سريع يعكس الزيادة الكبيرة في عدد المشتركين وتوسع المنصات الرقمية.

ريادة عالمية

وعبر إنجازاتها ومبادراتها النوعية، تزهو الإمارات اليوم بموقعها في مصاف الريادة العالمية، وتستحُد رؤيتها الإعلامية الاستراتيجية، حيث أشار التقرير إلى أن قطاع السينما في الإمارات من المتوقع أن يشهد نمواً بمعدل 6.1% سنوياً في عام 2028، مدفوعاً بإنتاج أفلام عالية الجودة واستقطاب كبرى شركات الإنتاج العالمية، خصوصاً الأمريكية.

فمثلاً، شهدت الإمارات تصوير أفلام عالمية ضخمة مثل:

«كثيب» (Dune)،

«حرب النجوم» (Star Wars)،

«فاست آند فيوريس» (Fast & Furious).

مجمع الأفلام

وأفاد تقرير "نظرة على الإعلام العربي – رؤية مستقبلية 2025" أنه تم الإعلان عن خطة لإنشاء مجمع كبير جديد لإنتاج الأفلام، بهدف تعزيز مكانة الإمارات كوجهة عالمية لتصوير الإنتاجات السينمائية.

استثمار المواهب

وفي ظل هذه التحولات الكبرى، تتسارع وتيرة التغير، وتتضاعف التحديات، وتبرز الحاجة إلى استراتيجيات جديدة تضع الإنسان والمحتوى في قلب المعادلة، وتستثمر في المواهب، وتبني منظومات تكنولوجية تواكب العصر، وتؤسس لبيئة إبداعية تتفاعل معها الأجيال، وتسهم في بناء مستقبل إعلامي أكثر توازناً وشفافية، قادر على مواجهة التحديات، وحماية المجتمع من أخطار الفوضى الرقمية، مع الاستفادة من إمكانات التحول الرقمي بشكل مسؤول ومستدام.

وتبلغ القيمة السوقية لسوق الإعلانات في الإمارات نحو 1.46 مليار دولار بحلول عام 2028، بمعدل نمو سنوي يبلغ 7%. ومن المتوقع أن تمثل الإعلانات الرقمية أكثر من 95% من إجمالي إيرادات الإعلانات في الإمارات بحلول عام 2028.

96 %

وتشهد الإعلانات الرقمية نمواً بنسبة 7% سنوياً، مدفوعة بازدياد معدلات مشاهدة المحتوى المرئي، إذ يُشاهد نحو 96% من مستخدمي الإنترنت في الإمارات مقاطع الفيديو أسبوعياً عبر منصات مثل فيسبوك، وواتساب، وإنستغرام، وتيك توك.

في حين تواصل الإعلانات الخارجية، رغم هيمنتها على السوق، تحقيق حضور ثابت، ومن المتوقع أن تصل إيراداتها إلى 37 مليون دولار بحلول عام 2028، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 1.4%.

اقتصاد المنصات

وفي ظل هذا الزخم الكبير الذي شهدته قمة الإعلام العربي في دورتها الـ 23، تتسارع الأرقام لتعبر عن مستقبل واعد، فمثلاً، يُتوقع أن تتجاوز قيمة سوق الإعلام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 20 مليار دولار بحلول عام 2028، بمعدل نمو مركب يقارب 4.9%.

وتشير هذه الأرقام إلى استثمار غير محدود، وتوسعات تكنولوجية، وتنوع في مصادر الإيرادات، خاصة في قطاعات الألعاب الإلكترونية (نمو بنسبة 4.4%)، والإعلانات الرقمية (نمو بنسبة 7.2%)، وسط حضور قوي لوسائل الإعلام التقليدية التي تتكيف مع موجات الرقمنة والتجزئة.

وتبرز منصات المحتوى الموسيقي والرقمي كنجمات تتلألأ، حيث تسيطر على أكثر من 80% من إيرادات البث المسموع في المنطقة.

كما أن الرياضات الإلكترونية والبودكاست من المجالات التي تنمو بشكل غير مسبوق، وتفتح أبواباً لاقتصادات جديدة، وتسهم في بناء جسور ثقافية واقتصادية عربية وعالمية، بالتوازي مع استثمارات الإمارات المتزايدة في الذكاء الاصطناعي، وتطوير البنية التحتية، وتنمية المواهب، تحت مظلة صناعة إعلامية عالمية، قادرة على المنافسة، ذات رؤية مستقبلية واضحة، بروح مؤسسية تُحتضن المواهب، وتُحفز على الابتكار، وتطلق العنان لرؤى مستقبلية بلا حدود.

سوق الألعاب

ويتوقع تقرير "نظرة على الإعلام العربي – رؤية مستقبلية 2025" أن تصل قيمة سوق الألعاب الإلكترونية في الإمارات إلى نحو 687 مليون دولار (2.5 مليار درهم) بحلول عام 2028.

بنية تحتية

ومن جانب آخر، تستحوذ ألعاب الفيديو على كامل إيرادات السوق، بمعدل نمو سنوي يُقدر بنحو 5.4%. ويعزى هذا النمو إلى عدة عوامل، من أبرزها: الانتشار الواسع للهواتف الذكية، وسهولة الوصول إلى المنصات العالمية، وازدهار سوق ألعاب الكونسول (مثل PlayStation و Xbox)، بالإضافة إلى قوة البنية التحتية لقطاع الاتصالات.

قوة التأثير

وفي خضم هذا الزخم، تؤكد قمة الإعلام العربي في دبي أن قوة التأثير في تغيير منهجية الإعلام، حيث تتسابق أدوات الذكاء الاصطناعي وتغير معالم الصناعة، لدعم استراتيجيات الإبداع، وزيادة كفاءة الإنتاج، وتحقيق استدامة النمو عبر قوانين واضحة وتعاون بين القطاعين العام والخاص، لضمان مصداقية القطاع، وحماية الحقوق، وتعزيز الثقة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق