شهيد كاميرا الحرية باسل شحادة.. مكللاً بالغار في دمشق - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: شهيد كاميرا الحرية باسل شحادة.. مكللاً بالغار في دمشق - تليجراف الخليج ليوم الجمعة 30 مايو 2025 12:53 صباحاً

دمشق-تليجراف الخليج

“لسه عم يشتقلك الطريق يا باسل شحادة”.. هي رسالة الفعالية التي نظمها أمس أصدقاء وأهل ومحبو الشهيد باسل شحادة، في ذكرى استشهاده، وذلك لأول مرة علناً في بيت فارحي بدمشق القديمة

عدسة الحرية

تردد صدى اسم المخرج السينمائي والمهندس باسل شحادة في جدران مدينته بدون خوف ولا ملاحقة أمنية ولا انقضاض شبيحة النظام البائد، فالشهيد شحادة انتفض منذ اللحظات الأولى للثورة السورية 2011، ليشكل أيقونة في ملحمة الثائرين بوجه الاستبداد، اختار أن يترك الدراسة بجامعة أمريكية، والعودة للبلد، قائلاً: (تخيل نحن كم مرة سنعيش ثورة في حياتنا، كيف لي أن اترك الحلم الذي بدأ يتحقق. وماذا سأقول لأطفالي عندما يسألونني، هل أجيبهم: عندما بدأت الثورة تركتُ وطني وذهبتُ لاهتم بمستقبلي.. أين هو هذا المستقبل من دون وطن حر؟).

الثورة والجسد والمكان

أصدقاء شحادة ومحبوه من الصحفية زينة شهلا والناشطات وفا علي مصطفى وبشرى عدي بدمشق، والصحفية والمخرجة السينمائية لينا الحافظ وصديقاه باسل الطويل و زياد هلال وعبر الانترنت، سردوا بنقاشٍ مستفيض عن حياة باسل، وأصدقائه الذين استشهدوا معه جراء قذيفة هاون في حي الصفصافة بحمص في 28 أيار سنة 2012، وهم: أحمد الأصم ومهند عرابي النجار وعماد قصاب، بينما كانوا في طريقهم لتوثيق مجزرة الحولة، وأكبرهم عمراً كان باسل 28 عاماً.

وتحدث أصدقاؤه كيف عاش حياته الجامعية ممتلئاً بالحماس والاندفاع وحب الوطن والتعامل مع الإنسان بغض النظر عن انتمائه، فكان صديق الطريق للجميع، ومن طلائع المشاركين بتنظيم المظاهرات السلمية للتنديد بالقمع الذي رافق الثورات العربية.

وبيّن المتحدثون كيف اُعتقل باسل بمظاهرة المثقفين بحي الميدان الدمشقي، لكنه خرج أكثر تصميماً على الانخراط بالأحرار، وتوثيق اعتداءات قوات النظام، وشارك بمظاهرات في عدة بلدات بدمشق، وكذلك بحماة وحمص، علماً أن أصدقاءه أقنعوه بالالتحاق بالمنحة الجامعية بالولايات المتحدة، لكنه سرعان ما تركها مفضّلاً الثورة على مستقبله الدراسي.

وأوضحوا أن جنازة باسل ودفنه بحمص كانت أيضاً بحد ذاتها مفصلاً في ثورة كفاحه، فقد اعتدت قوات النظام على أصدقائه ومحبيه ومنعتهم من التوجه للصلاة في الكنيسة أثناء تشييعه، وحاصرت منزله بدمشق، حتى أن الإجرام لاحق نعوته التي كانت بحد ذاتها بياناً سياسياً بالهلال والصليب، وألصقها أصدقاؤه سراً في الليل، إلى أن تمكنوا من إعادة الجثمان ودفنه بدمشق، حيث خطط الفنان منير الشعراني شاهدة قبره.

كما لفتت وفا التي عانت إجرام نظام الأسد أيضاً بتغييب والدها قسراً من حي المهاجرين بدمشق، إلى أن حكاية باسل تعني ألم ووجع كل سوري، وشوق كل من ينتظر أحباءه المفقودين، معتبرة أن ذكرى باسل مناسبة لكل من قاوم النسيان والحزن وبقي لنحقق الحرية والعدالة والمساواة.

وأشارت وفا إلى آخر مرة كان فيها باسل بدمشق وذلك خلال تشييعٍ في كفرسوسة، حيث وضع الكاميرا على جثمان الشهيد، متخيلاً وكأن الشهيد يرى ما يحدث.

كما أعربت والدة صديقه الشهيد أحمد في رسالةٍ للفعالية عن الفخر والاعتزاز بمن شكل أيضاً رمزاً للمجد والعلياء وجسراً حيّاً للحرية، فيما رسمت سيلين ابنة الشهيد مهند التي كان عمرها عدة أشهر برسالةٍ مماثلة صورة والدها شجاعاً متحدياً.

ميلاد مجيد.. حمص  وشوارعنا.. احتفال الحرية

وخلال الفعالية، تم عرض فيلم: ( ميلاد مجيد: حمص )، والذي صور فيه الشهيد باسل تمازج أصوات أعياد الميلاد في حمص مع القذائف والتفجيرات، وفيلم (شوارعنا: احتفال الحرية )، والذي خاطر فيه الشهيد مع أصدقائه لإنجازه، لكن لم يكتمل بسبب عطل بجهازه الجوال، لكن أصدقاءه نجحوا بإكمال مسيرته المضيئة وأعادوا ما أنجزه، ورمموه، ليكون عملاً متكاملاً موثقاً المظاهرات في حمص ودرعا وحماة ودوما.

وعلى أنغام البيانو المرافق في أحداث الفيلم.. عاد الحضور إلى أجواء تلك المظاهرات الضخمة التي كانت تنادي بإسقاط النظام وبالسلمية، وتصر على مطالبها، كما تم تصوير الشهود عبر أجسادهم وملابسهم خشية الملاحقة، وتوثيق إطلاق الرصاص، وتساقط القذائف، ومشاهد انشقاقات الضباط بالجيش، وتشكيل ألوية الجيش الحر، على وقع تكدس جثامين الشهداء أطفالاً ونساء.

لم يخف من دفع الثمن

المفاجأة في الفعالية كانت حضور الفنان وصفي المعصراني دون تنسيق مسبق، ليندفع نحو المنصة وليغني دون ميكرفون أغنية.. ما كان عندو مشكلة.. ما خاف من دفع الثمن.. وأغنية موطني.

كما اُختتمت الفعالية بالأغنية التي كتبها باسل لأطفال الحروب في كل مكان.

تابعوا أخبار تليجراف الخليج على التلغرام والواتساب

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق