أسباب غير متوقعة.. لماذا تُطلَى الطائرات باللون الأبيض؟ - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: أسباب غير متوقعة.. لماذا تُطلَى الطائرات باللون الأبيض؟ - تليجراف الخليج اليوم السبت 31 مايو 2025 05:55 مساءً

رغم أن الطائرات تحلّق بألوان وتصاميم متباينة، فإن الغالبية العظمى منها تطلَى باللون الأبيض، لكن هل سبق وتساءلت لماذا يُعد الأبيض هو اللون المفضل للطائرات حول العالم؟

الحقيقة أن هناك خمسة أسباب رئيسية تقف وراء هذا الاختيار — ولا علاقة لأي منها بإخفاء الطائرة بين الغيوم وفقا لـ لصحيفة نيويورك بوست.

عزل حراري أفضل

الطلاء الأبيض يعكس أشعة الشمس بكفاءة، ما يساعد في تقليل الحرارة داخل الطائرة أثناء وقوفها على المدرج في الأيام الحارّة، هذا يساهم في الحفاظ على درجة حرارة مقبولة داخل المقصورة وتقليل الإجهاد على أنظمة التبريد.

وزن أخف، كفاءة أعلى

الطلاء الفاتح أخف وزنا من الألوان الداكنة، فعلى سبيل المثال، تحتاج طائرة بوينغ 737 إلى حوالي 240 لترا من الطلاء، بينما تستهلك طائرة إيرباص A380 أكثر من 3600 لتر، وكلما كان الطلاء أخف، زادت كفاءة استهلاك الوقود وانخفضت تكاليف التشغيل.

سهولة في الكشف عن الأضرار

يسهّل اللون الأبيض رؤية التشققات أو التآكل أو أي عيوب في هيكل الطائرة، ما يسمح لفِرَق الصيانة برصدها وإصلاحها بشكل أسرع.

مقاومة أكبر لأشعة الشمس

الألوان الفاتحة تتأثر بشكل أبطأ بأشعة الشمس فوق البنفسجية مقارنة بالألوان الأخرى، خاصة على ارتفاعات عالية، هذا يعني أن الطلاء الأبيض يحتفظ بمظهره لفترة أطول، مما يقلل الحاجة إلى إعادة الطلاء باستمرار.

السلامة الجوية وتجنّب اصطدام الطيور

رغم أن الأمر يبدو غير متوقع، فإن الطيور تميّز الطائرات البيضاء بسهولة بسبب تباينها الواضح مع لون السماء، مما يمنحها فرصة لتجنّب الاصطدام.

لكن الأبيض لم يكن دائما هو اللون السائد في عالم الطيران، ففي السبعينات، كانت العديد من الطائرات تُحلّق دون طلاء، وتظهر ببريقها المعدني الطبيعي من الألمنيوم. ومع مرور الوقت، أصبحت الشركات تُفضّل الطلاء الأبيض، وكان آخر من تبنّى هذا التغيير بالكامل هي شركة أمريكان إيرلاينز، التي اعتمدت اللون الأبيض في جميع طائراتها بحلول عام 2013.

ويقول مؤرخ الطيران شيا أوكلي لمجلة Travel + Leisure: "منذ أن طرحت شركة إير فرانس طلاء ‘يورو وايت’ عام 1976، أصبح اللون الأبيض هو المعيار العالمي لهياكل الطائرات، وهو توجّه تسارع مع دخول المواد المركبة في تصنيع الطائرات خلال القرن الحادي والعشرين".

رغم هذا التوجه الموحد، برزت استثناءات محدودة، أبرزها طائرة كونكورد التابعة لإير فرانس، والتي طُليت باللون الأزرق الزاهي في إطار حملة ترويجية لشركة بيبسي عام 1996، إلا أن الطائرة احتفظت بهذا اللون لأسبوعين فقط قبل أن يُزال، رغم جمال التصميم.

ومن بين الاستثناءات الأخرى البارزة، شركة طيران نيوزيلندا، التي اتخذت مساراً مغايراً منذ عام 2007، عندما استلمت طائرة بوينغ 777 مطلية بالأسود بالكامل دعماً لمنتخب الرجبي النيوزيلندي خلال بطولة كأس العالم، ومنذ ذلك الحين، تبنّت الشركة عادة طلاء طائرة واحدة على الأقل من كل طراز في أسطولها باللون الأسود.

وفي عام 2022، أصبحت طائرة A321neo ZK-OYB التابعة لطيران نيوزيلندا أول طائرة سوداء بالكامل ضمن تحالف "ستار ألاينس"، ما أثار إعجاب المتابعين وأكّد أن الأبيض ليس الخيار الوحيد الممكن، وإن ظل الخيار الأكثر منطقية.

ويُعلّق الطيّار السابق والأكاديمي دان باب من جامعة نيفادا: "اختيار اللون الأبيض يعود بالدرجة الأولى إلى قدرته على عكس الشمس، ما يحافظ على برودة الطائرة ويقلل من الأضرار الناتجة عن الحرارة."

كما تشير بيانات بوينغ إلى أن طبقات الطلاء يمكن أن تضيف ما بين 273 إلى 544 كيلوجراما إلى وزن الطائرة، أي ما يعادل وزن ثمانية ركاب، هذا الفرق في الوزن يؤثر بشكل مباشر على كفاءة الوقود وتكلفة الرحلة.

يذكر أن الطلاء الأبيض ليس مجرد خيار جمالي أو تصميمي، بل هو نتيجة لحسابات دقيقة تتعلق بالوزن، والصيانة، والحرارة، والسلامة، وقد بات هذا اللون هو السائد ليس لأنه الأجمل — بل لأنه ببساطة الأكثر منطقية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق