الأردنّ (المعزّب) في جامعة الشرق الأوسط... صورة نابضة بالحبّ والأمل - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الأردنّ (المعزّب) في جامعة الشرق الأوسط... صورة نابضة بالحبّ والأمل - تليجراف الخليج اليوم السبت الموافق 31 مايو 2025 07:04 مساءً

 حمل احتفال جامعة الشرق الأوسط بالذكرى التاسعة والسبعين لاستقلال الأردن،ّ شعارًا عظيمًا لفتني، ولفت الجمهور الغفير الذي حضر الاحتفال، وشارك في فعالياته الجميلة المتنوعة. كان شعار الاحتفال (الأردن المعزّب)، والمعزّب، لفظة تعود في أصلها اللغوي إلى الجذر (عزب)، ومن معانيه: بعُد، وغاب، وخفي، وعاش وحيدًا؛ فإذا وُجِد من يُعزّبُه، بمعنى أن يقوم بأموره وشؤونه، قيل: عزّبه، فأزال عُزبته، أي أزال وحشته، وغربته، ووحدته.

ولله درّ الأردنّ (المعزّب)!! وقد احتضن على ثراه، وتحت سمائه أخوة أعزاء من دول عربية شقيقة، توحّدها روابط اللغة، والدين، والهويّة، والقوميّة، وتجمعها مساحة جغرافية ممتدة في أهمّ مناطق العالم، وأكثرها تميّزًا وغنى، يشدّ بعضها بعضًا بوثاقِ تاريخ طويل مشترك، فيه علامات فارقة متميّزة، وتربطها علاقات اقتصادية، وسياسية، وثقافية، وعادات وتقاليد، ويملؤها إيمان ويقين بمصير واحد مشترك.

أمّا جامعة الشرق الأوسط فقد استطاعت في ذلك الحفل البهيج المهيب أن تجسّد صورة مصغّرة بهيّة للأردن (المعزّب)؛ لأنها تشهد حالة من التنوّع الثقافيّ، يجسّدها تعدّد جنسيات طلبتها الوافدين من البلاد العربية الشقيقة، والبلاد الأجنبية الصديقة، بما يزيد على ثلاثين جنسية، شاركوا منتسبيها احتفالهم بعيد الاستقلال المجيد، بحضور ضيوف أعزاء مثّلوا وفودًا رفيعة المستوى، دبلوماسيّة، ونيابيّة، وأمنيّة، رِفقة عدد من وجهاء المجتمع المحليّ، والشخصيات القيادية في مجالات متعددة.

ساعات من الفرح والبهجة قضيناها فوق المسطح الأخضر في الجامعة وقد ازدانت بالعلم الأردنيّ، وبأعلام الدول العربية الشقيقة، في الوقت الذي تزيّنت فيه رؤوس الحاضرين وأكتافهم بالشماغ الأحمر المهدب بخيوط تتلألأ بياضًا ناصعًا بياض قلوب الأردنيين الذين يستحقون الفرح بوطن عظيم منيع، عصيّ على المحن، تحميه ثوابته، وتصونه أرواح أبنائه ومحبّيه، وخلال الحفل صدحت القلوب قبل الحناجر بأناشيد وأغانٍ وطنيّة، محفوظة عن ظهر قلب، ومعبّرة عن مشاعر الحاضرين: محبّة، وولاء، وانتماء.

وفرحًا بذكرى استقلال الأردنّ (المعزّب)، قدمت فرق خاصة بالجاليات العربية، بمشاركة الطلبة وبدعم من ملحقياتهم الثقافية عروضًا فنيّة متميزة، شملت عرضة سعودية، وعراضة سورية، ورقصة جوبي عراقية، وفقرة استعراضية مصرية، ودبكة فلسطينية، وشاركت في الاحتفال كذلك فرقة المشاة الصامتة/ حرس الشرف، وفرقة موسيقات القوات المسلحة، وفرقة نشامى معان، وكورال الجامعة، وفرقة الجيل الجديد الشركسية، بالإضافة إلى فقرة شعرية قدمها الشاعر أنور الهقيش، وكانت العروض كلّها دون استثناء عروضًا تفاعلية رائعة، عكست التراث العربيّ الأصيل، وأكدت عمق العلاقات الأخوية مع الأردن العروبيّ، الذي أخلصت قيادته الحكيمة لقضايا وطنه وأمّته؛ وحافظت على ثوابت لا تميد عنها ولا تحيد تجاه قضاياه المصيرية، وبخاصة قضية الشعب الفلسطيني، ليجيء ارتفاع الراية الفلسطينية إلى جانب الراية الأردنية في نهاية الاحتفال شاهدًا حيًّا على وحدة البلدين، ومؤكدًا موقف الأردن الثابت تجاه الدولة الفلسطينية وطنًا لأبناء فلسطين الأبيّة.

على هامش الاحتفال الكبير أقيم معرض للجاليات العربية، عكس تنوّعًا جميلًا في عناصر الهوية الثقافية العربية، وأكد جمالية الموروثات العربية التقليديّة على مستوى الأطعمة، والألبسة، والصناعات المتميزة، ومتعلقات الحضارات الموروثة؛ وذلك في مأثرة من مآثر جامعة الشرق الأوسط؛ إذ إنها استنّت سنّة حسنة منذ سنوات، بتوجيهات سعادة الدكتور يعقوب ناصر الدين، مؤسّسها، وراعي مسيرتها، ورئيس مجلس أمنائها؛ بأن يكون احتفال الجامعة بعيد الاستقلال متزامنًا مع الاحتفال بيوم الجاليات العربية، ترسيخًا لروح العروبة في نفوس الشباب، وتكريسًا لمعاني الوحدة العربية، ودفعًا باتجاه العمل العربي الوحدويّ النهضويّ؛ تحقيقًا للمصالح العربية المشتركة.

رافقت الاحتفال كلمات خالدة مؤثرة، تغنّت بالاستقلال، وبالوحدة الوطنية والقومية، وحملت العهود والمواثيق بأن تبقى راية الأردن بمشيئة الله خفاقة في الأعالي، وبأن يبقى الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين شامخًا في أعالي الذّرا، يحرس الأحلام العربية كافة، وآمال الشباب العربيّ كلّه، بغد أفضل، وبمستقبل أكثر أمنًا واستقرارًا. أما معرض الاستقلال في (بين الفن) بالجامعة، فحفظ في لوحاته تاريخ الأردن المجيد، ووثّق مسيرته الخالدة، راسمًا بألوان لوحاته المتميّزة صورة ماضيه، ومعالم حاضره، وملامح مستقبله.

ومن بعدُ، فقد كان الاحتفال بالذكرى التاسعة والسبعين لاستقلال المملكة الأردنية الهاشمية، وبيوم الجاليات العربية، تحت شعار (الأردنّ المعزّب) شاهدًا على منجز جامعة الشرق الأوسط في عيد تأسيسها العشرين، بوصفها مؤسسة وطنية عظيمة ومبرّزة من مؤسسات الأردن الشامخ، يحتضنها على أرضه وتحت سمائه، وتحتضنه بقلبها، وبدلالات تميّزها وتقدّمها، وقد اتخذت أجواء الاحتفال صورة نابضة بالحب والأمل، وأكّدت أن الالتفاف الجمعيّ حول ثوابت الوحدة الوطنية والقومية سبب من أسباب القوة، وعامل من عوامل استرداد الحقوق المغتصبة، وأنّ المستقبل العربي المشرق مرهون بالاجتماع على كلمة واحدة، وموقف ثابت.

كلّ عام و(الأردن المعزّب) بألف خير، وكلّ عام وجامعة الشرق الأوسط بألف خير، تحتضن طلبتها كافة، وبخاصة أولئك الذين يفدون إليها من البلاد العربية الشقيقة، طالبينَ العلم في محرابها، وعلى أيدي أساتذتها الأكْفاء، ينهلون من بحر عطائها، وعظيم خبراتها، ينعمون بخيراتها، ويفيدون من مقدّراتها المسخّرة لإفادتهم؛ لينطبق عليها أنها تُعَزّبُهم، فتقوم على شؤونهم، وترعى احتياجاتهم ومطالبهم، وتهيّئ لهم سبل العلم النافع، والخبرات الحياتية الداعمة؛ فتفك بذلك عُزبتهم، ليصدُق فيها أنها خير أنموذج لـلأردن (المعزّب).

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق