في احتفالية تؤكد التزام المملكة العربية السعودية بتنمية كوادرها الرقمية وتمكين المرأة في قطاع التكنولوجيا، احتفت أكاديمية مطوري آبل، يوم الخميس الماضي، بتخريج الدفعة الرابعة من طالباتها، التي ضمت 196 مطوّرة سعودية، وجاء هذا التخرج تتويجًا لشراكة إستراتيجية ومثمرة بين أكاديمية مطوري آبل وأكاديمية طويق.

وقد شهد الحفل حضورًا رفيع المستوى، يتقدمهم المهندس متعب القني، الرئيس التنفيذي للاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، إلى جانب القيادات الإقليمية من شركة آبل، ممثلة بساديا أتشا، القائدة الإقليمية لخدمات محتوى آبل في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، وزينة حاتم، الرئيس الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في آبل.

أكاديمية مطوري آبل.. رحلة تعليمية متكاملة لجيل من المبتكرات:

أتمت الخريجات رحلة تعليمية مكثفة استمرت لمدة تسعة أشهر، صُممت خصوصًا لتزويدهن بالمهارات والمعارف المتخصصة في مجالات حيوية. وقد تركز التدريب في:

• تطوير التطبيقات: بناء قدرات قوية في تصميم التطبيقات الرقمية وتطويرها.
• التصميم: صقل المهارات في تصميم تجربة المستخدم وواجهاته.
• ريادة الأعمال: تزويد الخريجات بالأسس اللازمة لتحويل أفكارهن إلى مشاريع ناشئة ناجحة.

وقُدمت هذه المسارات المتنوعة ضمن بيئة تعليمية فريدة اعتمدت منهجية التعليم القائم على التحدّيات (SBL)، مما مكّن الخريجات من تطوير حلول مبتكرة لمشكلات واقعية في قطاعات متعددة، تخدم شرائح متنوعة من المجتمع، وساهم هذا النهج العملي في بناء القدرات القيادية لديهن وتعزيز الإبداع وتنمية الابتكار.

تأثير الشراكة بين أكاديمية مطوري آبل وأكاديمية طويق في تنمية المواهب السعودية:

تُعدّ هذه الدفعة الجديدة من الخريجات إضافة نوعية إلى الكفاءات الرقمية في المملكة، وتجسد الأثر المباشر للشراكة بين أكاديمية طويق وآبل، ويشمل ذلك:

• بناء القدرات التقنية المتخصصة: توفير تدريب عالمي المستوى في مجالات حاسمة مثل: البرمجة والتصميم وريادة الأعمال، مما يرفع من جودة وكفاءة المواهب المحلية.
• تمكين المرأة في قطاع التقنية: يعكس العدد الكبير من الخريجات (196 مطوّرة) التزام المملكة بزيادة مشاركة المرأة في القطاعات الواعدة، وتقديم نماذج ناجحة لنساء قائدات في مجال التكنولوجيا، بما يتماشى مع أهداف رؤية 2030 في تمكين المرأة.
• تحويل الأفكار إلى واقع: تُمكّن البرامج التعليمية الخريجات من تحويل الأفكار المبتكرة إلى تطبيقات وحلول عملية، مما يدعم منظومة الابتكار المحلية.
• دعم ريادة الأعمال: التركيز في ريادة الأعمال يخرج جيلًا قادرًا على إنشاء شركاتهم التقنية الخاصة، مما يعزز الاقتصاد المعرفي ويوفر فرص عمل جديدة.

آفاق مستقبلية ودعم مستمر:

قدم عبدالعزيز الحمادي، الرئيس التنفيذي لأكاديمية طويق، التهنئة للخريجات، مؤكدًا أهمية الشراكة في بناء القدرات التقنية وتمكينها لتقديم حلول مبتكرة.

وفي إشارة إلى التطورات المستقبلية، أعلنت عهود النايل، مديرة الأكاديمية، عن خطوتين إستراتيجيتين جديدتين، وهما:

• إطلاق البرنامج التأسيسي في الذكاء الاصطناعي: سيستهدف هذا البرنامج الطلاب والطالبات، مما يؤكد التزام الأكاديمية بمواكبة أحدث التطورات التقنية وتلبية احتياجات سوق العمل المستقبلي في مجال الذكاء الاصطناعي.

• إطلاق الشراكة مع “الكراج”: تهدف هذه الشراكة إلى تسريع نمو مشاريع وتطبيقات طلاب الأكاديمية بعد التخرج، مما يوفر بيئة حاضنة تدعم تحويل الأفكار الواعدة إلى شركات ناشئة ناجحة ومستدامة.

ومن جانبها، صرّحت سوزان بريسكوت، نائبة رئيس علاقات المطورين العالمية والمؤسسات والتعليم في آبل: “بينما نحتفل بالدفعة الرابعة المتخرجة من أكاديمية مطوري آبل في المملكة العربية السعودية، لا يزال يلهمنا الابتكار والإبداع الذي تجلبه هؤلاء النساء الموهوبات إلى عالم التكنولوجيا. وتفخر آبل بدعم رحلتهن وهنّ يقدن الطريق في تشكيل ريادة الأعمال في مجتمعاتهن وما هو أبعد من ذلك”.

أكاديمية رائدة في المنطقة:

تجدر الإشارة إلى أن أكاديمية طويق كانت قد أطلقت أكاديمية مطوري آبل في عام 2021 بالشراكة مع آبل وجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، وتُعدّ هذه الأكاديمية الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتطوير القدرات التقنية، مما يعكس التزام المملكة المستمر بتعزيز مكانتها كمركز إقليمي للابتكار والتحول الرقمي.

ويؤكد تخريج هذه الدفعة الجديدة من المطوّرات التقدم المحرز في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، التي تضع تنمية رأس المال البشري وتمكين الكفاءات الوطنية، خاصة في المجالات التقنية، على رأس أولوياتها لبناء اقتصاد معرفي مزدهر.