نيالا- تليجراف الخليج

شنّ الجيش السوداني، السبت، غارات جوية مكثفة بواسطة طائرات مسيّرة على مواقع تابعة لقوات الدعم السريع في مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، وذلك لليوم الثاني على التوالي.

تفاصيل الهجمات الجوية على نيالا

تُظهر صور أقمار صناعية حديثة طائرتين بدون طيار وحظيرة جديدة بالقرب من ممر الطائرات في مطار نيالا، الذي أعيد تشغيله مؤخراً، ما يعكس أهمية المطار في الصراع الدائر بالمنطقة.

وقد استخدمت قوات الدعم السريع مطار نيالا كمنفذ لتهريب الذهب المستخرج من مناجم سنقو والردوم بجنوب دارفور، بالإضافة إلى إجلاء جرحى العمليات العسكرية خارج البلاد، فضلاً عن استقبال قادتها وتوريد العتاد الحربي. وكان المطار قد استقبل أول رحلة له في 21 سبتمبر 2024 بعد توقف دام منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023.

استهداف مواقع الدعم السريع

أكدت مصادر عسكرية لـ”سودان تربيون” أن الجيش استهدف مدينة نيالا يومي الجمعة والسبت بشكل مكثف، وسط تقارير عن انفجارات قوية تصاعد الدخان في سماء المدينة. وأفاد شهود عيان بسماع دوي ثلاثة انفجارات صباح السبت في وسط نيالا، مع تصاعد دخان كثيف في المنطقة.

وحسب المصادر، فقد استُهدفت بصواريخ عدة مبانٍ تقع في شرق نيالا، من بينها حي المطار وحي كرري، بالإضافة إلى فندق الضمان والدائرة الطبية التابعة لقوات الدعم السريع.

كما تعرض مطار نيالا الدولي لهجمات مماثلة في فجر يوم الجمعة، وشمل القصف مركز تدريب “كشلنقو” التابع لقوات الدعم السريع، الذي قُصف بصواريخ شديدة الانفجار.

أثر الغارات الجوية

أدت الغارات الجوية إلى وقوع جرحى نقلوا إلى مستشفى اليقين التركي ومستشفى نيالا التعليمي لتلقي العلاج، في وقت لا تزال فيه الأوضاع الأمنية متوترة.

ويأتي هذا التصعيد بعد توقف الغارات لفترة عقب إسقاط قوات الدعم السريع طائرة حربية للجيش في 24 فبراير 2025 شرقي نيالا.

اشتباكات عنيفة في سوق موقف الجنينة

تزامناً مع الغارات الجوية، شهد سوق موقف الجنينة في نيالا هجوماً واسعاً شنته عناصر من قوات الدعم السريع، تخللته اشتباكات دامية استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة. وأفادت المصادر بأن الاشتباكات وقعت بين القوة المكلفة بحماية السوق ومجموعات قامت بأعمال نهب واسعة، طالت سوق الموبايلات وأماكن بيع الملابس والأحذية.

وكانت الإدارة المدنية التابعة لقوات الدعم السريع قد قررت سابقاً إغلاق سوق موقف الجنينة بسبب تصاعد عمليات النهب، الاختطاف، والابتزاز التي تمارسها عناصر الدعم السريع ضد التجار.

قتلى في صفوف قوات الدعم السريع

سبق أن قُتل عدد من أفراد قوات الدعم السريع، بينهم ضباط، خلال محاولتهم نهب المتاجر بالقوة، حيث ردّ تجار السوق بإطلاق النار على عناصر الدعم السريع مما أسفر عن سقوط قتلى في صفوف الأخيرة.