نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: لماذا نرتدي 32% فقط من خزانة ملابسنا؟ - تليجراف الخليج اليوم الأحد 1 يونيو 2025 04:20 مساءً
خزائننا ممتلئة، لكننا لا نستخدم إلا جزءاً بسيطاً مما تحتويه، ووفقا لدراسة نقلتها مجلة Grazia، فإننا لا نرتدي سوى 32% فقط من ملابسنا بشكل منتظم، هذا الرقم يدفعنا لإعادة التفكير في علاقتنا بالموضة والاستهلاك، وربما بأنفسنا أيضا.
32% فقط من الملابس قيد الاستخدام
تكشف الدراسة أننا نستخدم أقل من ثلث ملابسنا، بينما تبقى النسبة الأكبر مخزنة دون فائدة، وفي ظل انتشار الشراء العشوائي والعروض المغرية، قد لا يبدو هذا الرقم مفاجئا.
لكن لماذا لا نستخدم كل ما نملك؟ هل نشتري أكثر من حاجتنا؟ هل ننسى ما في خزائننا؟ أم أننا ببساطة لا نعرف كيف نستفيد منه؟ الحقيقة أن الأمر خليط من كل ذلك.
ما الذي يمنعنا من ارتداء كل ما نملك؟
عدة أسباب تفسر هذا التناقض بين الكمية والاستخدام:
الشراء بدافع لحظة: نقتني قطعا بسبب تخفيض أو انبهار مؤقت، ثم نكتشف لاحقا أنها لا تناسبنا أو لا نعرف كيف ننسّقها، فتبقى مهملة.
ملابس "للطوارئ": قطع نحتفظ بها لاحتماليات نادرة؛ فستان سهرة، جاكيت رسمي، أو بنطال لم يعد مقاسه مناسبا... لكنها نادرا ما تُستخدم.
روابط عاطفية: بعض الملابس تحمل ذكريات خاصة، فنحتفظ بها حتى لو لم نعد نرتديها، لأن التخلي عنها يبدو وكأنه تخلٍ عن لحظة عزيزة.
خزائن مكتظة وغير منظمة: حين تكون الخزانة مزدحمة، لا نتمكن من رؤية كل ما نملك. وما لا نراه... لا نرتديه.
خزانتنا مرآة لأنماطنا السلوكية
هذا الرقم لا يتعلق فقط بالملابس، بل يعبّر أيضا عن سلوكياتنا، فالشراء قد يكون محاولة لتحسين صورتنا أمام أنفسنا أو الآخرين، أو وسيلة للراحة النفسية، أو حتى تعبيراً عن رغبة في التجديد.
نشتري أحياناً بدافع مواكبة الموضة أو بسبب ضغط ثقافة الاستهلاك السريع التي تقنعنا بضرورة تحديث ملابسنا باستمرار، وتكون النتيجة تراكم لا يعكس احتياجاتنا الحقيقية ولا أذواقنا الفعلية.
الجانب البيئي: ثمن باهظ لا يُرى
صناعة الأزياء تُعد من أكثر الصناعات ضررا بالبيئة، من استخدام المياه والكيماويات، إلى انبعاثات الكربون والنقل العالمي، ومع هذا، تبقى كميات كبيرة من الملابس دون استخدام، ما يؤدي إلى هدر إضافي في الموارد.
عدم الاستفادة من كامل خزانة ملابسنا يعني مساهمة غير مباشرة في الإضرار بالبيئة. أن نستهلك بوعي يعني أن نستخدم ما نملكه بحكمة.
كيف نعيد التوازن إلى علاقتنا بالملابس؟
لا داعي للشعور بالذنب، بل الأهم هو أن نبدأ بخطوات بسيطة:
تنظيم موسمي: خصص وقتا مرتين في السنة لفرز الملابس، واسأل نفسك هل ارتديت هذه القطعة مؤخراً؟ إن لم تفعل، فهل تستحق مكانها؟
ابتكر إطلالات جديدة: جرّب تنسيق قطع قديمة بطرق جديدة، فقد تكتشف إمكانيات لم تكن تراها من قبل.
أصلح بدلاً من أن تتخلص: تعديل بسيط قد يمنح القطعة حياة جديدة.
التبرع أو التبادل: ما لم يعد يناسبك قد يسعد غيرك، ويمكنك استخدام تطبيقات لتبادل الملابس أو بيعها.
اجعل أساس خزانتك قطعا قليلة لكنها متعددة الاستخدام وعالية الجودة، فالبساطة تمنحك وضوحا وأناقة.
القليل... ذو معنى
ربما يكمن السر في خزانة أقل ازدحاما وأكثر انسجاما مع ذاتك، ارتداء الملابس بحب، وتقدير، ومتعة حقيقية يمكن أن يخفف من فوضى الخزانة... ومن فوضى الذهن أيضا.
فالـ32% ليست نهاية القصة، بل ربما بداية جديدة. دعوة لنكتشف ما نملك حقا، لنستمتع به، ونتحرر من فائض لا نحتاجه، لنعيش في مساحة منسجمة مع احتياجاتنا الحقيقية.
0 تعليق