«العائلة المتجولة».. «نسيج فني» يروي قصص الانتماء وقيم العائلة - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: «العائلة المتجولة».. «نسيج فني» يروي قصص الانتماء وقيم العائلة - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء 3 يونيو 2025 12:14 مساءً

تبدو السجادة في هذا العمل كأنها استعارة فنية تختصر مسار الإنسان من الولادة حتى الاستقلال، لكنها في يد الفنان الإماراتي ناصر نصر الله تتحول إلى عمل رمزي غنيّ بالمعاني، يجمع بين البساطة الشكلية والتعقيد المفاهيمي، في مشروع بعنوان «العائلة المتجولة»، قُدم ضمن معرض «نسيج: خيوط من الأمل» الذي يعود ريعه لصالح الطفولة، بالتعاون مع مؤسسة بيئة ومبادرة الشيخة فاطمة بنت محمد بن زايد، والمعرض تقييم فاطمة ديماس، ونُفذ بالتعاون مع حرفيات من أفغانستان.

مفهوم العائلة

يستعيد نصر الله عبر هذا العمل التجريبي مفهوم العائلة، ليس فقط كروابط دم، بل كنسيج واحد، رغم ما يطرأ عليه من تباعد أو تمايز مع مرور الزمن. وفي حديثه إلى «تليجراف الخليج»، أوضح الفنان ناصر نصر الله أن فكرة العمل انطلقت من تأملاته الشخصية في مفهوم العائلة، قائلاً: الطفل في البداية يكون جزءاً من جسد الأم، ثم ينفصل تدريجياً جسدياً ونفسياً حتى يشق طريقه إلى المستقل، وهذا ما حاولت ترجمته بصرياً من خلال 5 قطع منفصلة من السجاد كانت يوماً وحدة واحدة، ولا تزال كذلك في جوهرها رغم التباعد.

يقول الفنان: الطفل في البداية يكون جزءاً من جسد الأم، ثم ينفصل جسدياً ونفسياً تدريجياً حتى يشقّ طريقه إلى المستقل. حاولت أن أترجم هذا التحول من خلال خمس قطع منفصلة من السجاد، كانت يوماً ما وحدة واحدة، ولا تزال كذلك في جوهرها رغم التباعد.

تجربة إنسانية

كل سجادة تجسد شخصية مختلفة، بتصميم سريالي متعمّد يعكس الفروق الفردية داخل العائلة الواحدة. فبحسب نصر الله: حتى ونحن إخوة، لكل منّا شخصية متفرّدة؛ هناك من يميل إلى المغامرة، وهناك من يغلب عليه المنطق أو العاطفة. هذه الاختلافات أردت التعبير عنها عبر أشكال سريالية تعبّر عن هوية كل شخصية. أما الألوان فاختيرت بعناية؛ درجات ترابية تمثل الجذور والانتماء، وتعكس الامتداد العميق للعائلة في ذاكرة الفرد.

العمل لم يكن تجربة فنية بحتة، بل تجربة إنسانية أيضاً. لم يكن هناك تواصل مباشر بين الفنان والحرفيات اللواتي نفذن السجادات، بل تم كل شيء عبر وسيط فني، ورغم ذلك، يصف نصر الله التجربة بأنها تواصل من نوع مختلف، قائم على الثقة والإحساس، حيث أنجزت الحرفيات العمل بروح تحمل لمساتهن الواضحة، وقد حرص فريق بيئة على توثيق أسمائهن في الكتالوج، وهو أمر أقدّره كثيراً.

أما رمزية السجاد الصغير، فهي تتجاوز حدود الشكل؛ إذ يرى نصر الله أن كل قطعة يمكن أن تتنقل وتُهدى وتُوزع بحسب رغبة المقتني، ما يفتح المجال لتفاعل متجدد مع العمل. الفن يجب ألا يكون حبيس الجدران، بل أن يتحول إلى جسر للتواصل. يمكن للشخص الذي يقتني العمل أن يوزعه على أصدقائه أو أفراد عائلته، فيبقى العمل واحداً رغم التوزيع.

امتداد بصري

وعن التحديات التقنية، يوضح نصر الله أن تنفيذ السجاد بأسلوبه البسيط كان مقصوداً: طلبت أن يكون النسيج أقرب إلى الرسوم المسطحة، دون طبقات أو تعقيدات، ليعكس أسلوبي الفني ويكون امتداداً بصرياً لرسومي السابقة.
ويضيف بحماس: تحمست كثيراً للمشاركة في هذا المعرض لأنه يعود بالنفع على الطفولة، وهو ما أعده جزءاً من مسؤولية الفنان تجاه مجتمعه، لا أن يكون الفن مجرد ديكور أو لوحة تُعرض وتُنسى.

وعن مستقبل هذا المشروع، يرى نصر الله أن العمل يمكن أن يتطور إلى مشروع أكبر يتناول مفاهيم الأسرة والانتماء، قائلاً: أتمنى أن تتبنى مؤسسات تُعنى بالأسرة والطفولة هذه المبادرات، وأن تتيح المجال للفنانين ليكونوا شركاء في بناء الوعي الاجتماعي والثقافي.

بهذه الروح المفعمة بالانتماء والالتزام الإنساني، يواصل ناصر نصر الله بناء أعماله كجسور بين الفن والمجتمع، بين الجمال والمسؤولية، وبين ما يُرى وما يُحسّ.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق