الخرطوم تغرق في مقابر الشوارع - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الخرطوم تغرق في مقابر الشوارع - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء 3 يونيو 2025 07:26 مساءً

الخرطوم- تليجراف الخليج

أصبح الحصول على مساحات للدفن معضلة حقيقية في العاصمة ، وسط ازدياد مروع في أعداد الوفيات، مما أدى إلى امتداد القبور خارج المقابر الرسمية لتشغل الشوارع والأحياء المحيطة.

أفاد متطوعون في مجال تقديم المساعدات الصحية ودفن الموتى بأن الساحات المخصصة للدفن امتلأت في معظم أحياء الخرطوم وأم درمان، بسبب الارتفاع الكبير في حالات الوفاة خلال الأسابيع الماضية. وانتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر مئات القبور الممتدة خارج الحدود المحددة للدفن في أم درمان، مشهد صادم يعكس أزمة إنسانية متفاقمة.

أعداد الوفيات تتصاعد بسبب أمراض غريبة وظروف صحية كارثية

تشير تقديرات أولية إلى أن الأمراض الغريبة التي انتشرت في أم درمان وجنوب الخرطوم أودت بحياة أكثر من ثلاثة آلاف شخص خلال ثلاثة أسابيع فقط. ويأتي هذا في ظل انتشار وباء الكوليرا والأمراض المعدية الأخرى، بالإضافة إلى نقص حاد في الأدوية وتدهور الخدمات الصحية.

تشهد المؤسسات الصحية في السودان أزمة خانقة، إذ خرج أكثر من 70% منها عن الخدمة منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل 2023، ما زاد من معاناة المرضى وأدى إلى ارتفاع أعداد الوفيات.

انهيار النظام الصحي وتأثيراته الكارثية

أكدت دراسة كلية لندن للصحة والطب الاستوائي أن انهيار النظام الصحي وانتشار الأمراض كانا السبب الرئيسي في وفاة نحو 61 ألف شخص في العاصمة خلال الخمسة عشر شهرًا الأولى من اندلاع القتال وحتى يونيو 2024. وبحسب الباحثة ميسون دهب، فإن ارتفاع عدد الوفيات بسبب الجوع والأمراض التي يمكن الوقاية منها هو أحد أخطر نتائج الحرب.

الأوضاع الصحية استمرت في التدهور بعد فترة الدراسة، مع تفشي واسع للإسهالات المائية وأمراض غريبة، خاصة في مناطق أم درمان وجنوب الخرطوم. وسط تقارير عن تلوث وتسمم كيماوي ناتج عن استخدام أسلحة محرمة دوليًا.

غياب البيانات والرصد يزيد من تعقيد الأزمة

تُشير تقديرات كلية لندن إلى أن الوفيات المعلنة رسميًا لا تمثل سوى 10% من العدد الفعلي للوفيات، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية وانقطاع الكهرباء والاتصالات، وغياب مؤسسات الرصد والإحصاء. ما يجعل من الصعب الحصول على بيانات دقيقة حول حجم الكارثة.

تفاقم الوضع الصحي وسط تحذيرات دولية

شهدت السودان تفشي وباء الكوليرا في عشر ولايات، وأسفر عن مئات الوفيات، مع توقعات بعودة تفشي الوباء مع بداية موسم الأمطار.

في مايو الماضي، حذرت منظمة “أطباء بلا حدود” من تفاقم الأزمة الصحية، مشيرة إلى أن 83% من السكان لا يستطيعون الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية المنقذة للحياة. وأكدت المنظمة ارتفاع الوفيات نتيجة الملاريا، وحمى الضنك، والحصبة، والتهابات الجهاز التنفسي الحادة، والإسهالات.

فرانك روس كاتامبولا، المنسق الطبي لمنظمة “أطباء بلا حدود” في شرق السودان، قال إن مرضى فيروس نقص المناعة البشرية والسل يعانون من نقص الأدوية بسبب الحرب، فيما يموت عدد كبير من مرضى السكري والسرطان بسبب انعدام الرعاية.

سلافه حامد أحمد، المسؤولة في منظمة “جوانا أمل” لرعاية أطفال السرطان، أشارت إلى أن الحرب زادت من معاناة الأطفال المرضى، مع فقدان عدد كبير منهم بسبب تأخر العلاج ونقص الجرعات الضرورية.

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق