نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الأعمال الكاملة في حياة الأديب.. إعلان اعتزال أم توثيق تجربة؟ - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء 3 يونيو 2025 11:50 مساءً
تنتهي تجربة الأديب بانتهاء رحلته في الحياة، فتُجمع أعماله التي بدأت بتفتُّق الموهبة، وانتهت بانطلاق النَّفَس الأخير، إلا أن طائفة من الأدباء قد اختارت أن تجمع أعمالها في حياتها، وزاد الأمر جدلاً عبارة «الأعمال الكاملة» التي توسم بها بعض تلك الإصدارات، الأمر الذي يشي بأن الأديب قد أعلن اعتزال المشهد الأدبي، ووضع قلمه بلا رجعة، أو كأنما شعر، في لحظة فارقة، باكتمال منجزه الذي سيسجِّله التاريخ باسمه.
وعاء أدبي
وأكد الأديب الإماراتي عبد الله محمد السبب، لـ«تليجراف الخليج»، أنه لا يوجد في حياة الأديب ما يسمى «الأعمال الكاملة»، مشيراً إلى أنها أعمال أدبية منجزة في مراحل زمنية مختلفة أراد لها أن تكون في وعاء أدبي واحد تحت عنوان «أعمال شعرية» أو «أعمال قصصية» مثلاً، أو ما إلى ذلك من أعمال أدبية يمكن لها أن تكون في نطاق أدبي جمعي.
وقال السبب: «الأديب في حياته يعمل على إعادة إصدار أعماله الأدبية، الشعرية كانت أم القصصية مثلاً، من خلال جمعها في كتاب أو مجلد واحد، سواء بتسلسل تصاعدي من الأقدم إلى الأحدث، أم بتسلسل تنازلي من الأحدث إلى الأقدم»، لافتاً إلى أن الهدف من ذلك توثيق مرحلة من مراحل تجربته الأدبية بمعرفته الشخصية.
وأوضح أن الأديب يُقدم على تلك الخطوة لأنه الأدرى بمنجزه الأدبي وحيثياته، ما يجعله يخوض غمار تجربة إبداعية أخرى بتقنيات كتابية جديدة ورؤى إبداعية مختلفة؛ لأن موهبته ما زالت قائمة متدفقة تسهم في رفد المشهد الأدبي بكل ما هو جديد في عالم الثقافة الأدبية، معتبراً أن إصدار الأديب أعماله الكاملة يعني بلوغه سن اليأس الإبداعي.
ورأى أن على الأديب إذا أراد أن يصدر أعماله الأدبية الكاملة أن يعلن اعتزال الكتابة والتفرغ لشؤون أخرى بعيدة تماماً عن المشهد الأدبي، مضيفاً أن بإمكانه أيضاً الانخراط في جنس إبداعي أدبي جديد، بعيداً عن الجنس الأدبي الذي برع فيه وجعله عَلَماً من أعلام المشهد الثقافي الأدبي.
من جانبه، أوضح الأديب الإماراتي أحمد العسم، الذي أصدر سابقاً أعماله الشعرية الكاملة، أن الأديب يتخذ قرار جمع أعماله الكاملة عندما يشعر بأنه مسيرته الأدبية اكتملت ونضجت، لافتاً إلى أن من عوامل ذلك خوف الأديب من ضياع إنتاجه، ورغبته في توثيقه وتقديمه للقارئ في حياته، بدلاً من أن يتصرف في ذلك غيره بعد وفاته.
وأكد العسم أن إصدار الأديب أعماله الكاملة في حياته لا يعني أبداً أنه اتخذ قراراً بتوقفه عن الإبداع؛ بل إن موهبته تظل متدفقة طوال حياته، واصفاً الأعمال الكاملة بأنها «برقية داخلية» يلجأ إليها الأديب عندما يدرك انتهاء مشواره الإبداعي، وأنها نظرة شمولية متكاملة يمنحها إلى القارئ؛ ليفصح من خلالها عن تفاصيل المسيرة الأدبية من أولها إلى آخرها.
وعن مصير الأعمال الأدبية الجديدة التي يبدعها الأديب بعد صدور أعماله الكاملة، قال إن أي جديد ينتجه المبدع يدخل ضمن سلسلة تلك الأعمال الكاملة، بحيث يمكن ترقيمها بصورة تبدو مكمِّلةً بعضها لبعض، منوهاً بأن هذا دليل على استمرار الأديب في طريقه الإبداعي وعدم توقفه طوال حياته عن الإنتاج. ورأى أن فريقاً من الأدباء الإماراتيين يسير في اتجاه جمع الأعمال الكاملة وفق التصور الذي بيَّنه، ولا سيما من قطعوا أشواطاً واسعة في مجالات إبداعاتهم الشعرية والقصصية، مشيراً إلى أن الأعمال الروائية لا تدخل ضمن هذا الأمر؛ إذ إن جمعها متعذر على هيئة أعمال كاملة، بل الأنسب أن تظل كل رواية عملاً أدبياً على حدة.
0 تعليق