اورتاغوس ضحية الاتفاق الأميركي-الإيراني؟ - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

شكرًا لمتابعتكم، سنوافيكم بالمزيد من التفاصيل والتحديثات الاقتصادية في المقال القادم: اورتاغوس ضحية الاتفاق الأميركي-الإيراني؟ - تليجراف الخليج ليوم الأربعاء 4 يونيو 2025 02:27 صباحاً

كثر الكلام في الآونة الأخيرة عن استبدال نائبة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ​مورغان اورتاغوس​، وأكدت اكثر من وسيلة إعلامية الخبر الذي لم يصدر بعد بشكل رسمي. وفي انتظار قطع الشك باليقين، فإن لبنان يبدو الأكثر تأثراً بهذا التغيير عند حصوله، لانه بدا واضحاً ان اورتاغوس كانت تتولى الملف اللبناني بتفاصيله، وهذا يعني ان استبدالها المحتمل سيحدث في فترة حرجة يطمح فيها لبنان للعودة الى الساحة الإقليمية والدولية، واحداث التغييرات المطلوبة السياسية، المالية، الأمنية، الإنمائية والاعمارية على الصعيد...

لا شك ان أورتاغوس ارست نهجاً متشدداً وبشكل خاص تجاه ​حزب الله​، و"الخطوط الحمراء" التي رسمتها كانت فجّة الى درجة الوقاحة، وبعيدة كل البعد عن الدبلوماسية، على الرغم من تخفيف حدتها بشكل تدريجي. ولكن، لم تنجح المبعوثة الأميركية في إبقاء حزب الله بعيداً عن الحكومة مثلاً، كما لم تنجح في تشديدها على وجوب نزع سلاحه، مع التلميح الى ضرورة القيام بهذه الخطوة بشكل فوري. وهذا يعني ان بديلها المتوقع (يتردد انه ​جويل ريبورن​ المعروف بأنه من "الصقور" ومناهض لإيران وأحد أبرز المسؤولين الأميركيين الذين تابعوا الملف السوري طوال العقد الماضي)، سيحافظ على هذا السقف العالي المتّبع ولكن بطريقة اكثر دبلوماسية لتمتعه بالخيرة اللازمة لذلك.

لا يمكن القول ان أورتاغوس نسجت علاقات وطيدة مع كبار المسؤولين اللبنانيين، بما في ذلك الرئيس جوزاف عون ورئيس الوزراء نواف سلام، لانها على عكس سلفها آموس هوكشتاين، لم تكن ودية بالمعنى المتعارف عليه، على الرغم من ان الاثنين (أي هي وهوكشتاين) يعبّران عن موقف أميركي حازم وحاسم، ولا يمكن تخطيه او تعديله. وبالتالي، من غير المتوقع ان يؤدي غيابها عن الساحة اللبنانية، الى قطع التواصل او حتى الى إعادة بنائه من جديد، لان بديلها، اياً كان، سيكمل من حيث توقفت وسيحظى بالتعاون اللبناني الكامل، اذ يكفي انه يحظى بغطاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب لـ"يفرض" ما يريد، عبر سياسة، يأمل اللبنانيون ان تكون الكلمة فيها للجزرة وليس للعصا.

استفادت أورتاغوس من ​النفوذ الأميركي​ للضغط من أجل مواعيد نهائية محددة مثل "18 شباط" لإعادة انتشار القوات الإسرائيلية، وكذبت كسلفها بالنسبة الى تنفيذ البنود من قبل الطرفين، ولكن ليس هناك من يتم الاعتراض لديه في هذا السياق. ولا شك ان بديلها سيعتمد على الاستراتيجية نفسها، أي يجعل اللبنانيين ينامون على حرير، ليستيقظوا بعدها على سرير من المسامير. ويعتمد تأثير الاستبدال بشكل كبير على ما إذا كانت واشنطن ستحافظ على الاستمرارية السياسية أم تسعى لتعديلات تكتيكية، وما إذا كان الهدف يبقى منع الاندماج الحكومي لحزب الله مع دعم توطيد الدولة اللبنانية، فستكون الاستمرارية مفضلة. ومع ذلك، إذا كانت هناك تغييرات استراتيجية إقليمية أوسع، فقد يقدم أي مبعوث جديد، مناهج جديدة لاستقرار لبنان.

من هنا، يجب مقاربة الموضوع من زاوية المفاوضات الأميركية-الإيرانية، فهناك من يقول ان اورتاغوس وقعت ضحية هذه المفاوضات التي يبدي الاميركيون تفاؤلاً كبيراً حيالها، ويعرب الإيرانيون عن الحذر في مقاربتها، الا ان افعالهم في الآونة الأخيرة، تتحدث عن نفسها خصوصاً لجهة الابتعاد عن محاور المنطقة (سوريا، اليمن، العراق، لبنان)، وتفضيلها التركيز على وضعها.

استبدال أورتاغوس الآن سيدخل ترقباً كبيراً خلال فترة الانفتاح السياسي الأكثر جرأة في لبنان منذ عقود من الزمن، ولكن من غير المتوقع ان يؤثر على المسار الذي وضعته واشنطن للبنان والمنطقة، وبالتالي فسيكون شعار "مات الملك عاش الملك" هو لسان حال اللبنانيين عند استقبالهم أي مبعوث جديد، ولن تشكل التغييرات في الأسماء أي مشكلة جذرية في التعاطي والاهداف، خصوصا ًاذا ما وصلت المفاوضات مع ايران الى النهاية الإيجابية المرتقبة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق