جامعة هارفارد في خندق الكرامة... والعربان على طاولة المساومة - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: جامعة هارفارد في خندق الكرامة... والعربان على طاولة المساومة - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء الموافق 4 يونيو 2025 04:59 مساءً

 

من سخريات القدر في هذا الزمن الردئ أن يصبح صوت الضمير أقوى في العواصم الغربية بينما يتآكل الضمير العربي كسرطان في الجسد .

لقد أصبحنا نعيش في مفارقة أخلاقية عجيبه , حيث بات من كنا نصفهم بالكفّار يخرجون في شوارع نيويورك ولندن وباريس ...حاملين صور أطفال غزة وأعلامها ,مطالبين حكوماتهم بوقف الدعم عن آلة القتل الإسرائيلية، في حين صمتت معظم العواصم العربية بل وواصلت علاقاتها الدبلوماسية وكأن شيئًا لم يكن .

في مشهد تاريخي مُشرّف ومؤثّر وقف خريجو جامعة هارفارد الأمريكية جامعة النخبة والسلطة في حفل تخرجهم مُتحدين إدارتهم ورافعين أصواتهم من أجل إنهاء الحرب على غزة لم تمنعهم التهديدات ولا فصلهم من الجامعة ولا حِرمانهم من الدعم الفدرالي. رأينا شابات وشبانا يقفون بقلوب حرة ويجعلون من منصة التخرج منبرًا للمقاومة الأخلاقية .

تلك اللحظة التي بدت كصفعة على وجه الصمت العربي المخزي, كشفت أن الكرامة لا تحتاج إلى دين وأن النخوة لا تنحصر في العرق( العربي ) أو اللغة فالإنسانية حين تصحو تُلغي الحدود وتهزم الجغرافيا وينتفض الضمير وتُكسر كل القيود .

في المقابل جاءت المواقف العربية مُذله ومزريه إلى حد الفضيحة، لم تجرؤ الدول العربيه على وقف التعامل والتعاون مع الكيان الاسرائيلي ولم تقطع علاقاتها ولم ترفع يد لإدخال شربة ماء أو رغيف خبز إلى غزه فأصبح الحصار ((عرابائيل)) .

والمخجل والأسوأ من الصمت هو التواطؤ وقد رأيناه عيانًا حيث أصبح بعض العرب جزءًا من الحصار لا من الحل ،هذه الأنظمة التي تتغنى بالسيادة والمصالح العليا تبدو عاجزة حتى عن إتخاذ موقف رمزي يُسجل في صفحات التاريخ فهل بقي لها من المروءة والنخوة والشهامة شيء؟

لقد أصبح من المخجل والمُخزي أن نرى الشعوب الغربية تملأ الساحات رفضًا للقتل بينما انشغل الإعلام العربي بمسابقات الغناء وبرامج الترفيه والتفاهات.

في شوارع الغرب كانت تُرفع صور الشهداء وتسمع هُتافات تطالب بمقاطعة إسرائيل أما في الشوارع العربية فكان الصمت سيد المشهد إلا من فئة قليلة ما زال في وجهها ماء وفي عروقها دم حي.

هل تحولت دماؤنا نحن العرب إلى كحول وبطحات عرق تتخثّر في عروقنا؟ , هل ماتت نخوتنا إلى هذا الحد المقيت؟ كيف يمكن لإنسان عربي أن يرى أشلاء الأطفال وأن يسمع صرخات الأمهات ثم يعود ليحتسي قهوته ويتابع نشرات الأخبار؟.

في إحدى أقسى صور الإهانة الرمزية يمكننا القول إن العدو الذي يعرف ضعفنا لم يعد يخشى شيئًا حتى بات يرشُقنا على وجوهنا بصواريخه وتصريحاته وعنجهيته ونحن لا نملك حتى ردة فعل ؟

لقد تحولت كرامتنا إلى رُكام وصمتنا إلى خيانة وصار الذل خيارًا لا قدرًا.

وفي هذا المقام نستذكر ونحيي موقف الأردن ، ملكًا وشعبًا، على دعمها الثابت لأهل غزة، ومساندتها الصادقة في أصعب اللحظات. تحية تقدير لجلالة الملك وللقوات المسلحة الأردنية على جهودهم الإنسانية النبيلة، ففلسطين ستبقى في وجدان الأردن عنوانًا للوفاء والعروبة.

بقي أن نقول , ليست الحكومات وحدها من تصنع القرار بل الشعوب حين تنهض تكتب التاريخ.

في النهاية سيسجل التاريخ من وقف مع غزة ومن خانها سيتذكر الأجيال القادمة أن جامعة أمريكية احتضنت مُناصري فلسطين بينما جامعات العرب خرست وأن الغرب الكافر بكى لأجل أطفالنا بينما الإخوة باعوا ضمائرهم في سوق المصالح والنخاسه ،فلتختر العرب إما أن نكون أحياء بكرامة أو ندفن رؤوسنا في رمال الذلة والعار.


نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق