نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: كيف سيتعامل الرئيس الكوري الجنوبي الجديد مع حرب ترامب التجارية؟ - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء 4 يونيو 2025 07:11 مساءً
إعداد: موسى علي
قبل عامين، أهدى الرئيس الكوري الجنوبي السابق، يون سوك يول، نظيره الأمريكي جو بايدن أغنية أمريكية شهيرة خلال زيارة إلى البيت الأبيض، في لفتة رمزية عكست متانة العلاقات بين واشنطن وسيول، التي تعد أحد أبرز حلفاء الولايات المتحدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، لكن تلك النغمة الودية قد لا تستمر في عهد الرئيس الكوري الجديد، لي جاي ميونج، الذي يستعد الآن لتولي منصبه خلفاً ليون، بعد فوز انتخابي كاسح.
وبحسب صحيفة "الغارديان"، البريطانية مع انتهاء مراسم تنصيبه المتواضعة، يعتزم ميونج التركيز داخلياً في البداية، متعهداً بمداواة الانقسامات المجتمعية التي خلّفها سلفه، وإنعاش رابع أكبر اقتصاد في آسيا. لكن سرعان ما سيتعين عليه مواجهة أحد أكبر التحديات في السياسة الخارجية، وهي التعامل مع البيت الأبيض بقيادة دونالد ترامب، الذي لم يتأخر في الإشارة إلى أن طريق ميونج إلى السلطة لم يكن ليتم لولا تدخل صيني مزعوم في العملية الانتخابية.
وفي خطابه الأول كرئيس، لم يتردد ميونج في انتقاد السياسات التجارية لترامب، واصفاً الحرب التجارية التي يقودها الأخير بأنها تهديد لبقاء الاقتصاد الكوري.
وعلى الرغم من هذه النبرة الحادة، لا توجد في الأفق محادثات فورية بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية المرتفعة على واردات الصلب والألومنيوم، التي تصل إلى 50%، وكانت كوريا الجنوبية في العام الماضي رابع أكبر مورّد للصلب إلى الولايات المتحدة، حيث شكلت 13% من واردات واشنطن في هذا القطاع.
وفي تحليل لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، جاء أن "الرئيس ميونج لن يملك ترف الانتظار طويلاً قبل الاضطلاع بأكثر المهام إلحاحاً في مستهل رئاسته: "التوصل إلى تفاهم مع ترامب".
ورغم شح التفاصيل حول كيفية تعامله مع العلاقات الاقتصادية المعقدة مع الصين، الشريك التجاري الأهم لبلاده، يسعى ميونج إلى تجنب استعداء واشنطن، لا سيما مع تصاعد التوتر بين القوتين العظميين.
وفي الداخل، لا يقل التحدي جسامة، إذ يسعى لي لاستعادة ثقة المواطنين بعد مرحلة يون، وسط توقعات متواضعة بنمو اقتصادي يقل عن 1% هذا العام، حسب أستاذ العلوم السياسية في جامعة دونغكوك، كيم جون سوك، الذي اعتبر أن "التحدي الحقيقي يكمن في إدارة العلاقات مع ترامب.
وعلى صعيد التوترات الإقليمية، تعهد ميونج بإحياء قنوات الحوار مع كوريا الشمالية، بعد ثلاث سنوات من الجمود في عهد الإدارة السابقة، قائلاً: "السلام، مهما كانت كلفته، أفضل من الحرب"، لكنه أكد أيضاً استعداده للرد على الاستفزازات النووية والعسكرية، مع الحفاظ على قنوات الاتصال مفتوحة.
أما على الصعيد الأمني، فرغم مطالبة ترامب المتكررة بأن تزيد سيول مساهمتها في تكاليف استضافة 28,500 جندي أمريكي على أراضيها، لا تزال العلاقات الدفاعية الثنائية تبدو قوية.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، بعد فوز لي: "الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تظلان ملتزمتين بتحالف راسخ، يستند إلى معاهدة الدفاع المشترك والقيم المشتركة والعلاقات الاقتصادية المتينة".
حتى الآن، لم تتضح ملامح قدرة ميونج على تحقيق توازن دقيق بين بكين وواشنطن، لكنه أعرب عن رغبته في تعزيز الشراكة الثلاثية مع الولايات المتحدة واليابان، مشيداً بالتحالف القائم.
ويعتقد كيم داي جونغ، أستاذ العلوم السياسية في جامعة سيجونغ، أن "القيادة السياسية ستكون عنصراً حاسماً في هذه المرحلة. مكالمة هاتفية واحدة مع ترامب قد تُحدث فرقاً كبيراً".
ويوصف ميونج من قبل مؤيديه بأنه مفاوض براغماتي وفعّال، لكن نجاحه في إدارة علاقته مع ترامب قد يعتمد على مدى قدرته على تبني أسلوب مرن، دون التخلي عن المبادئ. وإن فعل، فقد يجد الإلهام في كلمات أغنية شهيرة من سبعينيات القرن الماضي: "إذا حاولنا".
0 تعليق