نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: سماح حمادي.. متعددة المواهب تتنقّل بثقة بين الملاعب - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء 4 يونيو 2025 11:22 مساءً
في عالم الرياضة، كثيرون يتخصصون في مجال واحد، ويقضون سنواتهم بين التدريبات والمنافسات ضمن نطاق ضيّق، لكن هناك استثناءات تستحق أن تُروى قصتها.. من بين هؤلاء، تبرز سماح حمادي بن العربي، الرياضية التونسية المقيمة في دولة الإمارات، التي قررت منذ بداياتها ألا تحصر نفسها في أدوار اللعب أو التدريب فقط، بل وسّعت نطاق حضورها لتشمل مجالات أخرى مثل التحكيم والإعلام، فصنعت لنفسها اسماً ومكانة فريدة في الوسط الرياضي.
وفي تصريحاتها لـ«تليجراف الخليج»، أعربت سماح عن امتنانها لهذه الرحلة متعددة المحطات، قائلة: «بداياتي كانت في المدرسة، كنت متميزة في الرياضة، خاصةً في ألعاب القوى والجري.. أشارك في سباقات 100 متر وتتابع، وخضت العديد من البطولات المدرسية، ومع مرور الوقت، ازداد شغفي بالرياضة بشكل عام، ولذلك اخترت دراسة التربية الرياضية في الجامعة، وتخصصت في ألعاب القوى، تحديداً اختصاص سباقات السرعة والتتابع، بالرغم من اعتراض عائلتي في البداية، لرغبتهم في أن أصبح محامية باعتباري كنت من الأوائل في الدراسة، إلا أنهم بعد ذلك شجعوني ودعموني لأحقق حلمي في المجال الرياضي».
من تونس إلى دبي، حملت سماح شغفها معها، وسرعان ما وجدت في الإمارات بيئة مثالية للنمو المهني.. قائلة: «كانت بدايتي في الإمارات فرصة مميزة شكلت منعطفاً مهماً في مسيرتي الرياضية، انتقلت للعمل هنا في إطار التعاون الفني بين وزارة التربية في الإمارات ووزارة الرياضة في تونس، حيث تم انتدابي واختياري ضمن برنامج يهدف إلى استقطاب الكفاءات وتبادل الخبرات».
رؤية واضحة
وتابعت: «ما جذبني أكثر هو رؤية الإمارات الواضحة في دعم الكفاءات وتوظيف الخبرات العربية والعالمية لتطوير الرياضة في المدارس وفي الدولة بشكل عام، شعرت بالفخر لكوني جزءاً من هذا التوجه الإيجابي، وأصبحت حريصة على تقديم كل ما أستطيع لدعم وتطوير القطاع الرياضي في الإمارات وتحقيق أثر إيجابي في المجتمع».
أكثر من عشر سنوات قضتها سماح في تدريب فريق المدارس بدبي، حيث بدأت مسيرتها من خلال برنامج «الأولمبياد المدرسي» الذي أطلقته وزارة التربية والتعليم، وكان موجهاً للطلبة الإماراتيين، وأسهم في تأسيس مراكز تدريب لرياضات متعددة، من بينها القوس والسهم، الرياضة التي وجدت فيها سماح شغفها الجديد، لتصبح لاحقاً من أبرز أسمائها، قائلة: «تجربتي مع فريق مدارس دبي للقوس والسهم كانت مميزة جداً.. خلال هذه المرحلة، حرصت على المشاركة في جميع الدورات التدريبية التي نظمتها الوزارة وجمعية القوس والسهم، إلى أن تأسس اتحاد الإمارات للقوس والسهم الذي فتح آفاقاً أكبر لتطوير هذه الرياضة في الدولة».
سماح تعمل حالياً مدرسة تربية رياضية، وهي حكمة معتمدة من اتحاد الإمارات للقوس والسهم، كما تتعاون بشكل حر مع قنوات دبي والشارقة في التعليق على البطولات الدولية.. وعن كيفية التوفيق بين كونها مدربة، حكمة، ومعلّقة رياضية، أوضحت سماح: «بالنسبة لي، هذه الأدوار تمثل شغفاً متكاملاً يعكس حبي للرياضة وحماسي لمشاركة خبرتي، شاركت في جميع الدورات التدريبية والتحكيمية التي نظمتها الجهات المختصة في الدولة، وحرصت أيضاً على تطوير مهاراتي الإعلامية من خلال الالتحاق بعدد من الدورات المتقدمة، ورغم ازدحام الجدول أحياناً، تعلمت أن التنظيم الجيد للوقت هو سر النجاح».
تطور
وعن تعدد مشاركاتها في رياضات أخرى مثل الزومبا، الرجبي، السباحة، قالت سماح: «أنا شخص يحب التطوير الذاتي وأرفض الروتين، لذلك أبحث دائماً عن تعلم شيء جديد يثري تجربتي ويزيد من مهاراتي.. انطلقت بشغفي هذا من تونس، حيث بدأت مشاركتي في العمل الرياضي من خلال المساهمة في تنظيم فعاليات ألعاب البحر الأبيض المتوسط، ثم اتجهت لاحقاً إلى التحكيم في الراليات، وعندما جئت إلى الإمارات، وجدت بيئة مثالية تسمح لي بتوسيع خبراتي».
أما عن واقع رياضة المرأة في الإمارات، فقالت سماح: «شهدت تطوراً كبيراً خلال السنوات الماضية، بدعم حكومي قوي شمل معظم الرياضات، هذا الدعم لم يكن فقط على مستوى توفير البنية التحتية والتجهيزات، بل شمل أيضاً تنظيم البطولات المحلية والدولية، وفتح المجال أمام الفتيات للمشاركة والتدرّب والتألق، نرى اليوم نتائج هذا الاهتمام واضحة في تميّز اللاعبات الإماراتيات، خاصة في رياضات مثل القوس والسهم، والجوجيتسو، والفروسية، وغيرها من الرياضات التي باتت تحصد فيها الدولة الميداليات والمراكز المتقدمة».
وفي ختام حديثها، عبّرت سماح عن طموح إعلامي تحمله منذ سنوات، قائلة: «أحلم بأن أعلّق يوماً إلى جانب المعلق التونسي الشهير عصام الشوالي في إحدى مباريات كرة القدم، ليس الهدف فقط تحقيق حلم شخصي، بل لأنني مؤمنة بأن وجود المرأة في هذا المجال يمكن أن يكون مؤثراً، وأنها قادرة على إثبات نفسها والتألق في عالم التعليق الرياضي، تماماً كما تفعل في مجالات أخرى».
0 تعليق