تخيل أن النشوة الجنسية لا تقتصر على لذة عابرة أو لحظة حميمة، بل هي بوابة علمية لمجموعة من الظواهر الغريبة التي تمس حدود الحياة والموت، وتصل حتى إلى عالم الحيوان، ففي سلسلة محاضرات "TED"، تناولت الصحفية العلمية "ماري روتش" موضوع النشوة الجنسية من زاوية غير تقليدية، مستعرضة اكتشافات علمية وحالات نادرة تسلط الضوء على جوانب مجهولة من هذه التجربة الإنسانية العميقة.

الجنين يبدأ حياته بالاستمناء

قد يبدو الأمر صادمًا، لكن الأدلة الطبية تشير إلى أن الذكور قد يبدأون في ممارسة الاستمناء منذ وجودهم داخل الرحم، الدراسات بالأمواج فوق الصوتية وثّقت أجنة ذكورًا في وضعية توحي بأنهم يمارسون حركات استمناء، ممسكين بأعضائهم التناسلية.

لا حاجة للأعضاء التناسلية لبلوغ النشوة

وفي واحدة من أكثر الملاحظات إثارة للدهشة، تبيّن أن النشوة الجنسية يمكن أن تحدث دون تحفيز الأعضاء التناسلية، من يعانون من إصابات في الحبل الشوكي طوروا مناطق أخرى حساسة تتفاعل مع الجهاز العصبي الطرفي، بما في ذلك امرأة تصاب بنشوة كاملة بمجرد تفريش أسنانها، لدرجة أنها ظنت أن شيطانًا يتلبسها.

النشوة بعد الموت ممكنة علميًا

النشوة ليست حكرًا على الأحياء، فقد أكد العلماء إمكانية تحفيز ما يُعرف بـ"منعكس لازاروس" لدى الجثث التي لا تزال قلوبها تنبض بفعل أجهزة التنفس الاصطناعي، مما يُنتج ردود فعل عصبية مشابهة للنشوة، شرط استمرار تدفق الأوكسجين إلى العصب العجزي.

النشوة تؤثر على رائحة النفس

ووفق كتاب "الزواج المثالي"، يمكن أن تظهر رائحة السائل المنوي في نفس المرأة خلال ساعة من العلاقة الحميمة، واللافت أن الرائحة تختلف بحسب عمر الرجل، إذ وصف المؤلف رائحة السائل المنوي لدى الشباب بـ"المنعشة النضرة"، في حين تكون "زهرية عطرة" لدى الرجال الأكبر سنًا.

النشوة كعلاج للعقم نظرية قديمة تم نفيها

وفي بدايات القرن العشرين، اعتقد الأطباء أن انقباضات النشوة الجنسية لدى النساء تساعد على "شفط" السائل المنوي نحو البويضة، إلا أن هذه النظرية تم دحضها في الخمسينيات عبر تجارب لم تظهر أي دور للنشوة في تسريع تخصيب البويضات.

الخنازير يعرفن المتعة الجنسية أيضًا

وفي الدنمارك، ساعد المزارعون إناث الخنازير على الوصول للنشوة باستخدام أجهزة اهتزاز آلية أثناء التلقيح الصناعي، ما أدى إلى ارتفاع نسبة الولادات بنسبة 6%، المثير أن الخنازير، مثل الكلاب، تستخدم أذنيها وتعبيرات وجهها للتعبير عن الألم والمتعة.

الحيوانات قد تعرف النشوة أكثر مما نعتقد

تعبيرات الحيوانات عن المتعة تختلف عن البشر، مما يجعل اكتشاف لحظة نشوتها أمرًا معقدًا، إلا أن دراسة على قرود المكاك أظهرت أن إناث هذه القردة تصدر نفس تعبيرات الوجه أثناء النشوة عند تفاعلها الجنسي مع إناث أخرى، ما يعزز فكرة أن المتعة ليست حكرًا على الإنسان.

آلة جنسية لدراسة النشوة الأنثوية

لفهم الدورة الكاملة للاستجابة الجنسية، قام الباحثان ماسترز وجونسون بابتكار آلة جنسية مزوّدة بكاميرا ومصدر ضوء لدراسة التفاعلات الجسدية أثناء العلاقة، وقد تم تفكيك هذه الآلة بعد انتهاء الدراسة، لكنها فتحت الباب لعلم جديد في دراسة الجنس.

إطلاق السائل المنوي: من يملك الرقم القياسي؟

في واحدة من أغرب الدراسات، قاس الدكتور ألفرد كينسي مدى إطلاق السائل المنوي باستخدام شريط قياس وكاميرا. الرقم القياسي المسجل كان حوالي 2.5 متر، بينما معظم المشاركين لم يسجلوا إلا نقاطًا بالكاد مرئية، الدراسة سعت لفهم علاقة قوة القذف بالخصوبة، لكنها بقيت من أغرب الأبحاث في هذا المجال.

من يصل للنشوة أكثر؟ الرجال أم النساء؟

وبالرغم من أن النساء قد يعشن النشوة لفترة أطول قد تصل إلى 20 ثانية، إلا أن الدراسات تشير إلى أن الرجال يبلغونها بنسبة 95% من اللقاءات الجنسية، مقارنة بـ69% فقط عند النساء، أما النساء المثليات فكنّ أكثر حظًا، إذ سجلن معدلات أعلى للنشوة مقارنة بالنساء المغايرات، ما يسلط الضوء على أهمية الميول الجنسية والتفاهم العاطفي في التجربة الجنسية.

وبعيدًا عن التابوهات، فإن فهم النشوة الجنسية لا يتطلب فقط نظرة بيولوجية، بل استكشافًا عميقًا للارتباط العصبي والنفسي والاجتماعي بهذه التجربة، وبينما تستمر الأبحاث في كشف مزيد من الغرائب، فإن النشوة الجنسية تبقى واحدة من أكثر جوانب الحياة البشرية إثارة للفضول، بما تحمله من مفاجآت علمية وأبعاد إنسانية.

النشوة الجنسية، ماري روتش، محاضرات TED، منعكس لازاروس، الاستمناء عند الأجنة، آلة النشوة الجنسية، الجنس والحازوقة، النشوة بعد الموت، علم الجنس، دراسة ماسترز وجونسون، السائل المنوي، الحيوانات والنشوة، الفرق بين الجنسين في النشوة، المتعة الجنسية، الصحة الجنسية، غموض النشوة، الجهاز العصبي والإثارة، الشذوذ الجنسي والنشوة، قوة القذف، غرائب النشوة