في مثل هذا اليوم، ولدت الفنانة والإعلامية المصرية شيرين الطحان، التي شكّلت بصمتها الخاصة في قلوب جمهورها ومحبيها، ليس فقط بأدوارها الهادئة وملامحها الرقيقة، بل بقصتها المؤثرة مع المرض، التي كشفت عن امرأة قوية قاومت في صمت حتى النهاية.

الصدمة الأولى.. بداية الرحلة في 2016

بدأت معاناة شيرين الطحان مع مرض السرطان التي يرصد تفاصيلها موقع تليجراف الخليج في عام 2016، حين تم تشخيص حالتها بإصابتها بالمرض. ورغم صعوبة الموقف، اتخذت شيرين قرارًا شجاعًا بكتمان الأمر، وفضّلت أن تخوض معركتها الصحية بعيدًا عن أعين الإعلام والجمهور، في محاولة للحفاظ على طبيعة حياتها وعملها، واستمرار عطائها الفني دون أن يرى الناس ما تمر به من ألم.

هدنة مؤقتة.. وإعلان التعافي

مرّت سنوات استطاعت خلالها شيرين أن تتماسك، حتى أعلنت بعد فترة عن تعافيها من المرض، في لحظة أمل أفرحت جمهورها وزملاءها، الذين لم يكونوا على علم بما مرت به. لكن هذا الأمل لم يدم طويلًا، إذ عاد المرض إليها مجددًا، لكن هذه المرة كان أكثر قسوة، وأكثر شراسة، حيث لم تسعفها المقاومة ولا العلاج.

مضاعفات صحية خطيرة.. وصراع في العناية المركزة

مع عودة المرض، تدهورت حالة شيرين الطحان الصحية بشكل متسارع، ما اضطرها إلى دخول العناية المركزة، حيث واجهت مضاعفات شديدة شملت **مشاكل في القلب والرئة، ورغم الألم، لم تفقد شيرين إنسانيتها ولا رضاها بما كتبه الله لها. ومن فراش المرض، وجّهت رسالة مؤثرة قالت فيها: «راضية تمامًا وربنا يجيب الخير».

وسط هذا التدهور الحاد، تدخلت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وتكفلت بعلاج شيرين الطحان على نفقتها الخاصة، في لفتة إنسانية حظيت بتقدير واسع، وأكدت على أهمية دعم الفنانين والوقوف بجانبهم وقت الأزمات.

الرحيل الصامت في أبريل 2023

في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة، 7 أبريل 2023، أسدل الستار على قصة شيرين الطحان، حيث رحلت عن عمر ناهز 47 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، عانت فيه بصمت، وتحملت فيه الألم برضا، ورحلت كما عاشت.. هادئة، نقية، ومحبوبة.

خيم الحزن على الوسط الفني والإعلامي عقب إعلان وفاتها، ونعاها زملاؤها ومحبّوها بكلمات مؤثرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مستذكرين طيبتها، خفّة ظلها، وأدوارها التي تركت أثرًا لا يُمحى، وفي ذكرى ميلادها، يتذكرها محبوها بابتسامة هادئة، تشبه تلك التي اعتادوا رؤيتها على الشاشة، وبتاريخ فني نقي وإنساني، سيظل حاضرًا في القلوب.