نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: وائل كفوري.. نجم بحجم السماء وتواضع بحجم القلب - تليجراف الخليج اليوم الخميس 5 يونيو 2025 04:23 مساءً
في واحدة من أجمل وأصدق لحظات الفن العربي، خطف الفنان وائل كفوري الأضواء مجددًا، وهذه المرة خلال مشاركته ضمن لجنة تحكيم، في مدرسة الأنطونية في زحلة، وذلك بدعوة من جمعية Imagine Lebanon، دعماً للمواهب التي جاءت من عدة مدارس في البقاع.
لم يقتصر حضور وائل كفوري على الأداء الفني، بل تعداه ليقدّم صورة متكاملة عن الفنان الإنسان، الذي يملك من التواضع ما يجعله قريبًا من القلب، ومن الاحتراف ما يجعله قدوة لكل موهبة صاعدة.
تميّز وائل كفوري في هذا الحفل، ليس فقط بصوته العذب، والكاريزما العالية التي اعتادها الجمهور، بل أيضاً بروحه الأبوية، وتعاطفه اللافت مع الأطفال المشاركين في المسابقة. وائل كفوري، المعروف بشخصيته الهادئة والراقية، أظهر حساً عالياً بالمسؤولية تجاه الجيل الجديد من المواهب، فكان داعماً، مشجعاً وملهماً في آن.
لم يكن التحكيم أمرًا سهلاً على وائل كفوري، خصوصاً أنه يملك قلبًا حنونًا لا يعرف القسوة، وهو يُجيد استخدام الكلمة الطيّبة والابتسامة في الوقت المناسب، وظهر ذلك جليًا عندما تعامل مع كل مشترك بروح الأبوة، حتى في المواقف التي تطلبت نقدًا أو ملاحظات فنية. لم يُضعف وائل كفوري عزيمة أحد، بل وجّه جميع الأطفال المشاركين في المسابقة، بلغة فيها تحفيز ومحبة، قائلاً: "يجب أن تتمرّن أكثر، صوتك جميل"، وقال لأحد المشتركين مازحًا بطريقته الزحلاوية: "كأنك جئت لتتشاجر، عندك أعصاب قوية"، وهذا أسلوبه المعروف بالمزج بين الجدية وخفة الدم.
وفي موقف إنساني مؤثر، عبّر وائل كفوري عن إعجابه الشديد بالأصوات المشاركة، قائلاً: "عندما أسمع هذه المواهب، أتساءل: لماذا أنا هنا؟" في إشارة صادقة منه إلى المستوى العالي للأصوات التي أبهرت الجميع.
ومن أبرز المواقف التي كشفت عمق حسّ وائل كفوري الفني والإنساني، دعمه لطفل خرج عن النغمة خلال غنائه، فالنجم لم يُحرجه، بل قال له: "الخطأ بالموسيقى، وليس فيك"، وغنّى معه لتصحيح الأداء، ثم أعاد الأغنية بشكل مشترك أمام الجمهور. هذه اللفتة الإنسانية، عكست مدى الحنان والرقي في شخصية وائل كفوري.
ذروة اللحظات جاءت في نهاية الفقرة، فقد تم تقديم ميدلي من أغاني وائل كفوري الشهيرة، والذي شاركهم الغناء في بداية الميدلي، ثم انسحب بهدوء ليمنحهم المساحة الكاملة للظهور، مؤكدًا أن الهدف الأول من وجوده، هو تسليط الضوء على هذه المواهب.
وائل كفوري، بصوته وحضوره وأخلاقه العالية، كان في هذا الحدث، النجم الأبرز، فهو لم يكن مجرد فنان، بل كان أبًا حنونًا، وصديقًا ومخلصًا، ومصدر إلهام لكل من يحلم بأن يقف يومًا على المسرح.
وائل كفوري رغم شهرته العالمية، بقي وفياً لبلدته زحلة وأبنائها.
0 تعليق