عيد الأضحى في غزة.. حرب ظالمة لم تبق مكاناً للفرح - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: عيد الأضحى في غزة.. حرب ظالمة لم تبق مكاناً للفرح - تليجراف الخليج اليوم الخميس 5 يونيو 2025 11:55 مساءً

من بين ركام المنازل، وتحت الغارات المتواصلة، تسللت تكبيرات العيد في قطاع غزة، وإن بدت بلا حج ولا أضاحي، إذ للعام الثاني تستقبل غزة عيد الأضحى المبارك في ظل الحرب، عيد بأي حال؟.. لكن غزة تصر على الحياة، ولا تفقد الأمل.

لم تتزين الشوارع ولا المنازل، كما كان، فغزة في الحرب ليست كما قبلها، لم تعد توزع الحلوى وقهوة العيد على المهنئين، فالعيد يحل حزيناً، دموع في كل خيمة، والأطفال تخلوا مكرهين عن ألعابهم، وباتوا ينتظرون دورهم في طوابير الجوع، للحصول على ما يسد الرمق، بينما تكبيرات العيد تُسمع بأصوات مبحوحة ومرتجفة، ويطغى عليها نحيب الأمهات وهن يبكين أطفالهن الذين قضوا في الحرب الدامية.

عيد أضحى ثان، وما زال الغزيون محرومين من مناسك الحج، وحتى شعيرة الأضحية، لتتعمق أحزانهم، فهذه العبادات والعادات لم تعد ممكنة في ظل الحرب، التي سلبتهم الكثير، وحمّلتهم ما لا طاقة لهم به.

يروي المواطن عمر أبو الكاس من غزة، أنه كان يستعد لتأدية فريضة الحج العام الماضي، لكن اندلعت الحرب، وتلاشت آماله، مبيناً أنه كان يأمل بأن يؤديها هذا العام، لكن الحال لم يتغير، إذ استمرت الحرب وقضت على كل شيء.

وتابع لـ«تليجراف الخليج»: «أعاني من عدة أمراض ومشاكل صحية، وبت أخشى أن تأتيني المنية قبل أن أحقق حلمي بتأدية فريضة الحج، وكنت أحرص منذ سنوات طويلة على أداء شعيرة الأضحية يوم العيد، لكن في ظل الحرب أصبحت أعيادنا تمر دون أي صنف من اللحوم حتى المجمّدة.. ما نمر به من قهر وحرمان أمر لا يطاق، ونأمل أن تتغير الأحوال وتتوقف الحرب».

بينما اعتبر أحمد أبو حالوب النازح من بلدة بيت لاهيا، حرمان سكان قطاع غزة من أداء فريضة الحج، انتهاكاً صارخاً لحرية العبادة وحقوق الإنسان، موضحاً: «أعرف الكثيرين ممن عزموا على أداء الحج والعمرة، لكن لم يتحقق لهم هذا بفعل الحرب»، منوهاً إلى غياب أي من مظاهر العيد، فالمساجد دمرت، وغالبية العائلات باتت مشردة، ودون بيت أو حتى خيمة.

«الحرب سرقت منا طقوس العيد، وأشفق على أطفالي الذين لا أستطيع تغذيتهم وتلبية رغباتهم بشراء ملابس جديدة أو ألعاب، حتى أصحابهم الذين كانوا يقضون العيد معهم، الحرب فرقتهم، فهناك من تشرد ونزح بعيداً، وهناك من قضى في الغارات، وهناك من فقد والديه أو عائلته».

وأضاف أبو حالوب، بينما كانت عيناه تغرقان في الدموع والحزن، أنه ينظر إلى أطفاله بلوعة، هو يعلم أن الحرب سرقت منهم طفولتهم، وأنهم لم يعودوا يفرحوا بثياب العيد، بل كل طموحهم وجبة طعام تخفف جوعهم.

وبينما كان يتحدث لـ«تليجراف الخليج» كانت تُسمع تكبيرات العيد والتلبية، تحاول معانقة السماء، لكن عبثاً، فهدير الطائرات وأصوات القذائف كانت تحجب تكبيراتهم، وطقوس العيد تحولت إلى ذكريات، وحتى الأطفال غابت عنهم الجرأة كي يطرقوا أبواب الآباء، للمطالبة بالعيدية.

لم يكن هذا حال أبو الكاس وأبو حالوب وحدهما، فهذه صورة مأساوية تتكرر منذ أربعة أعياد حلّت على غزة في الحرب، العيد يأتي ويذهب بلا فرحة أو بهجة، والعائلات بدلاً من تجهيز كعك العيد، أصبحت مشغولة بالبحث عن مأوى، أو وجبة طعام، لم يعد في غزة روائح كعك وأضاحٍ، هنالك روائح بارود.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق