كشف مسؤول عسكري رفيع في جماعة الحوثيين عن معلومات جديدة بشأن المواجهات البحرية الأخيرة بين قواتهم والبحرية الأمريكية في البحر الأحمر، مؤكداً أن الرواية الأمريكية المنشورة في وسائل الإعلام لا تعكس الواقع الكامل للأحداث.

وقال العميد عبدالله بن عامر، نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع في حكومة الحوثيين، عبر منشور على منصة "إكس" (تويتر سابقاً): "ما تنشره صحيفة وول ستريت جورنال، المقربة من دوائر صنع القرار في واشنطن، لا يمثل سوى جزء بسيط من حقيقة المعركة في البحر الأحمر."

وأضاف بن عامر أن "الولايات المتحدة تعيد قراءة تفاصيل المعركة في محاولة للاستفادة من دروسها"، مشيراً إلى أن هذا التقييم يأتي بالتزامن مع تصريحات لمسؤولين أمريكيين اعترفوا فيها "بصعوبة المواجهة مع الحوثيين."

تأكيد الحوثيين على تفوقهم التكتيكي

من خلال تصريحات بن عامر، يبدو أن الحوثيين يسعون إلى تعزيز الرواية التي تظهر قواتهم كخصم صعب في المواجهات البحرية، مستغلين الاعترافات الأمريكية غير المباشرة بالتحديات التي تواجهها واشنطن في المنطقة. كما تشير العبارات إلى أن الحوثيين يعتبرون أن الإعلام الأمريكي يقدم صورة مجتزأة وغير دقيقة عن طبيعة الصراع.

السياق الإقليمي والدولي

تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعداً في التوترات، خاصة مع استمرار الحوثيين في استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل أو الدول الداعمة لها في البحر الأحمر، رداً على الحرب في غزة. من جهتها، تواصل الولايات المتحدة تعزيز وجودها العسكري في المنطقة وشن ضربات ضد مواقع الحوثيين، في إطار تحالفها الدولي لحماية الملاحة البحرية.

تأثير المعركة الإعلامية

يبدو أن الحوثيين، بالإضافة إلى معركتهم العسكرية، يخوضون معركة إعلامية ودعائية لتعزيز موقفهم كقوة قادرة على مواجهة الولايات المتحدة وحلفائها، بينما تسعى واشنطن إلى تقديم سرديتها الخاصة التي تبرز نجاحاتها في التصدي ل "تهديدات الميليشيات."

يُتوقع أن تستمر هذه التصريحات المتبادلة في ظل تصاعد الاشتباكات، بينما يراقب العالم تداعيات هذه المواجهات على استقرار المنطقة والاقتصاد العالمي، خاصة مع استمرار تعطيل حركة الشحن عبر أحد أهم الممرات البحرية في العالم.