نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: هل تساعد المكملات الغذائية على تحسين صحة الدماغ فعلا؟ - تليجراف الخليج اليوم الجمعة 6 يونيو 2025 12:17 مساءً
تليجراف الخليج - تزداد شعبية المكملات التي تعد بذاكرة أقوى وتركيز أفضل، خاصة بين كبار السن. ورغم هذا الإقبال المتزايد، يحذر الخبراء الصحيون من أن الأدلة العلمية لا تزال محدودة بشأن ما إذا كانت هذه المنتجات تقدم فوائد حقيقية لصحة الدماغ.
وبحسب تقرير نشره موقع ”برين إتش كيو“، تمتلئ الصيدليات والمتاجر الإلكترونية بكبسولات تدّعي دعم الوظائف الإدراكية، خاصة أن فكرة تحسين الذاكرة أو إبطاء التراجع العقلي عبر حبة يومية تبدو جذابة، خصوصًا لكبار السن. لكنّ الباحثين يؤكدون أن معظم هذه المنتجات لا يستند إلى أبحاث سريرية دقيقة.
ويكمن مصدر قلق أساسي في مسألة التنظيم. فعلى عكس الأدوية، لا تخضع المكملات الغذائية في العديد من الدول لرقابة صارمة من السلطات الصحية. وهذا يعني أن مكونات المكمل قد تختلف عما هو مذكور على العبوة، كما أن اختبارات السلامة ليست مضمونة دائمًا. وقد عُثر في بعض المنتجات على ملوثات مثل المعادن الثقيلة.
ما هو التوقيت المثالي لتناول المكملات الغذائية؟
الفعالية لا تزال غير مثبتة
حتى إن ثبتت سلامة بعض المكملات، فهذا لا يعني بالضرورة أنها فعالة. فعلى سبيل المثال، يروّج أحد المنتجات على نطاق واسع كداعم للذاكرة استنادًا إلى أدلة سريرية، لكن التدقيق في هذه الأدلة يكشف اعتمادها الكبير على دراسة واحدة فقط تعاني من أوجه قصور واضحة.
كما خلصت تقييمات أوسع، منها تقرير صدر عام 2019 عن "المجلس العالمي لصحة الدماغ"، إلى أن الأدلة العلمية لا تدعم استخدام أي مكمل غذائي للوقاية من التدهور المعرفي أو الخرف أو علاجه.
ويقول الباحثون إن التحدي يكمن في أن كثيرًا من الدراسات التي أُجريت حتى الآن كانت صغيرة أو ضعيفة التصميم. ورغم أن أبحاثًا مستقبلية قد تكشف عن فوائد لبعض العناصر الغذائية، فإن البيانات الحالية لا تبرر الاستخدام الواسع لمكملات صحة الدماغ.
الفيتامينات المتعددة تُظهر بعض الأمل
من بين المنتجات القليلة التي أظهرت بعض الفوائد، تبرز الفيتامينات المتعددة. ففي دراسة واسعة حديثة، تابع الباحثون أكثر من 2000 شخص مسنّ على مدى ثلاث سنوات.
وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين تناولوا فيتامينات متعددة يوميًا سجلوا تحسنًا في الذاكرة والوظيفة الإدراكية مقارنة بمن تناولوا دواءً وهميًا، وكان الأثر يعادل تأخير الشيخوخة الإدراكية بنحو عامين.
ورغم أن هذه النتائج مشجعة، يحذر الخبراء من اعتبار الفيتامينات المتعددة حلًا سحريًا. وقال أحد الباحثين المشاركين في الدراسة: "هذا ليس علاجًا حاسمًا، لكنه قد يوفر قدرًا بسيطًا من الحماية، خصوصًا لمن يعانون من نقص غذائي".
ويواجه العديد من كبار السن تحديات تؤثر في تغذيتهم، مثل صعوبة الحصول على طعام صحي أو تناول أدوية تعيق امتصاص العناصر الغذائية. وفي مثل هذه الحالات، قد تمثل الفيتامينات المتعددة وسيلة عملية لسد الفجوات الغذائية.
تحذيرات طبية من مكملات الكركم بسبب مخاطرها على الكبد
نظرة فاحصة على بعض المكملات الشائعة
إلى جانب الفيتامينات المتعددة، يُروَّج لعدد من المكملات الأخرى على أنها مفيدة لصحة الدماغ، مثل الجنكو بيلوبا، وفيتامين D، وأحماض أوميغا-3 الدهنية. لكن نتائج الأبحاث بشأن كل منها لا تزال متباينة.
الجنكو بيلوبا
يُستخرج هذا المكمل من شجرة موطنها الأصلي الصين، ويحتوي على مضادات أكسدة يُعتقد أنها تحمي خلايا الدماغ. وقد أفادت بعض الدراسات الصغيرة بفوائد إدراكية، لكن تجارب أوسع لم تثبت فعاليته. ولا تزال الأدلة غير حاسمة، خصوصًا لدى المصابين بالخرف أو تراجع إدراكي طفيف.
فيتامين D
يؤدي هذا الفيتامين دورًا مهمًا في الجسم، بما في ذلك دعم الجهاز العصبي. وقد لاحظت بعض الدراسات ارتباطًا بين انخفاض مستوياته ومشكلات في الذاكرة، لكن مكملاته لم تُظهر فوائد ثابتة في التجارب الواسعة. ويوصي الخبراء عادة بفحص نقص فيتامين D قبل اللجوء إلى المكملات.
أحماض أوميغا-3 الدهنية
تتوافر في الأسماك الدهنية وبعض البذور، وترتبط بوظائف الدماغ. وأفاد تحليل شامل صدر عام 2023 بأن تناول أوميغا-3 بكميات أعلى ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بالخرف أو التراجع الإدراكي بنسبة 20%. ورغم أن المكملات قد تساعد، ينصح الباحثون بإعطاء الأولوية للمصادر الغذائية الطبيعية كلما أمكن.
ما بعد المكملات: نمط الحياة لا يزال العامل الأهم
رغم الاهتمام المتزايد بالمكملات، يؤكد المهنيون الصحيون أن نمط الحياة يبقى الاستراتيجية الأكثر فعالية لحماية صحة الدماغ. فالنشاط البدني المنتظم، والنوم الكافي، والنظام الغذائي الغني بالفواكه والخضروات، والعلاقات الاجتماعية القوية، جميعها عوامل مرتبطة بنتائج إدراكية أفضل في مرحلة الشيخوخة.
وقبل البدء بأي مكمل غذائي، يُنصح الأفراد باستشارة طبيب مختص يمكنه تقييم الحاجة الفعلية للمكمل، والأهم من ذلك، مناقشة وسائل أخرى مثبتة لتعزيز الصحة الذهنية والرفاه العام.
وحتى الآن، لا تزال رحلة البحث عن حبة سحرية تقوي الدماغ مستمرة، لكن الأدوات الأقوى ربما لا تزال تكمن في العادات اليومية.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق