نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: فرنسا.. مسلمو «أميان» يؤدُّون صلاة العيد وسط صدمة مقتل مهاجرين - تليجراف الخليج اليوم السبت 7 يونيو 2025 02:28 صباحاً
جريمتان عززتا الشعور بالعنصرية لدى المسلمين.
ووسط نسمات باردة، توجه المسلمون نساءً ورجالًا، شيبًا وشبابًا وأطفالًا إلى الملعب المجاور لمسجد «الفتح» أكبر مساجد المدينة، لأداء صلاة عيد الأضحى، الشعيرة الأكبر للمسلمين.أقيمت الصلاة في الملعب المجاور للمسجد لضيق مساحته، ولاستيعاب الآلاف من المصلين.
وحل عيد هذا العام في جو من الصدمة وسط المسلمين، بعد أيام قليلة من مقتل الحلاق التونسي هشام الميراوي في منطقة «لوفار» قرب مدينة تولون الساحليَّة، جنوب شرق البلاد، على يد رجل فرنسي مسلَّح.
فيما تحقق الشرطة في الجريمة على أنَّها «إرهابيَّة على صلة بالعنصريَّة».
وفي جنوب شرق البلاد أيضًا قرب مدينة نيم، قتل المهاجر المالي أبو بكر سيسي، وهو يصلِّي في مسجد في جريمة عرفت إدانة واسعة في البلاد رُبطت أيضًا بالعنصريَّة.
والجريمة التي أزهقت روح المهاجرين أحدثت صدمة كبيرة في صفوف الجالية المسلمة في فرنسا، البلد الذي توجد به أكبر جالية مسلمة في أوروبا.
وفي باب الملعب، كان ريجيس دوبي المعروف باسم «جيلالي»، رئيس جمعية مسجد الفتح، في استقبال المصلين.
وقال هذا الفرنسي (60 عامًا) الذي اعتنق الإسلام منذ ثلاثة عقود عن عيد هذا العام: «على غرار عيد الفطر، قررنا تنظيم الصلاة في الملعب لاستيعاب كل المصلِّين. فمسجد أميان لا يستطيع أنْ يستوعب أكثر من 300 شخص. لكن هنا في الملعب استقبلنا 3000 مُصلٍّ في صلاة عيد الفطر، والعدد نفسه تقريبًا خلال صلاة عيد الأضحى».
وأضاف بخصوص الجريمتين اللتين وقعتا في جنوب شرق فرنسا: «لا يوجد أيُّ مسجد بفرنسا في منأى عن التعرض لهجوم «إرهابي».
يجب أنْ نبقى حذرين في خضم الأحداث خلال الأسابيع الماضية ولا نصاب بالبارانويا».
وخصصت محافظة المدينة سيارات وعناصر شرطة لتأمين الصلاة وفق «جيلالي» الذي تابع: «أودُّ أنْ أشكر مديرية الشرطة التي خصصت لنا حماية أمنية ظاهرة للعيان. وهي أكثر من المعتاد خصوصًا في صلاة الجمعة والأعياد».
أمَّا عمر الزواوي ( 55 عامًا) يعمل موظفًا في بلدية أميان منذ 15 عامًا فأكَّد أنَّه بات يتوخَّى حذرًا أكبرعندما يذهب إلى المسجد، خصوصًا في أيام الجمعة.
وقال لوكالة فرانس 24: «شعرت بصدمة كبيرة بعد مقتل المصلِّي أبو بكر سيسي في جنوب البلاد. لكن رغم ذلك وحتى قبل وقوع هذا الحدث، كنت أتوخَّى الحذر عندما أتوجَّه للمسجد».
أميان، فرنسا في 6 يونيو 2025.
عمر التيس «عنصرية في العمل وفي الشارع»، وبعيدًا عن الحياة المهنيَّة، يؤكد الزواوي، أحمر البشرة، وصاحب العينين الخضراوين، أنَّه تعرض لمواقف عنصرية في حياته اليوميَّة، خصوصًا بسبب لهجته المختلفة.
وقال في هذا الشان: «في إحدى المرَّات، كنتُ جالسًا في مقهى مع أصدقاء أحد أصحابي. وعندما بدأوا يطلقون شتائم عنصريَّة عن العرب، لم يتوقعوا بأنَّني عربيٌّ أيضًا، وذلك بسبب لون بشرتي وعينيَّ. لكن فاجأتهم وقلت لهم أنا أيضًا عربيٌّ».
ويحمِّل اليمين المتطرف ممثَّلًا في حزب التجمع الوطني، المهاجرين مسؤوليَّة عجر الموازنة في البلاد، ويطالب بتقليص المساعدات الاجتماعيَّة المقدَّمة لهم، وعدم منح بطاقات إقامة للمهاجرين غير النظاميِّين والتقليص من تدفق المهاجرين.
بات التجمع الوطني الحزب الأول في فرنسا من حيث الشعبيَّة، وحصل على عشرة ملايين صوت في آخر انتخابات تشريعية في الصيف الماضي.
وفي منطقة «لا سوم» التي تتبع لها مدينة أميان، تحصل اليمين المتطرِّف على 44 بالمئة من الأصوات في الدورة الأولى، و47 بالمئة في الثانية.
وفي خطبة العيد، ركز الإمام الطيب لفقير، 65 عامًا، على قيم التسامح ومكارم الأخلاق وصلة الرحم التي يدعو إليها الإسلام.
وقال «العيد هو يوم فرح وعبادة وسرور. في عيد هذه السنة، أقول لمسلمي فرنسا، إننا دعاة لله. ننشر الإسلام الصحيح الذي يدعو إلى الوسطيَّة والاعتدال. ننشر الإسلام الذي يرى أنَّ الناس جميعًا أبناء آدم. وفي حال حدوث أيِّ اعتداء، فلا نحمل المسؤولية للشعب الفرنسي بأكمله، بل لمرتكبه فقط. فالشخص غير المعتدل لن يفهم نفسه في الحياة، ولن يعرف قيمة الإنسان. في كل الأحوال، يجب على المسلم أنْ يكون يقظًا، وعليه أنْ يحافظ على نفسه وعلى إخوانه. فالمسلم لا ينتقم ولا يظلم. الظلم في ثقافتنا جريمة».
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق