في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، حذرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من أن نموذج توزيع المساعدات الحالي في القطاع غير فعال ويشكل تهديدًا لحياة المدنيين.

إغلاق مراكز توزيع المساعدات

أعلنت مؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، عن إغلاق جميع مراكز توزيع المساعدات في القطاع مؤقتًا لأسباب تتعلق بالسلامة. 
يأتي هذا القرار بعد سلسلة من الحوادث الدامية التي أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات.

وأفادت مؤسسة غزة الإنسانية بأن الإغلاق يهدف إلى تحديث وتنظيم وتحسين كفاءة عمليات التوزيع في القطاع.

انتقادات أممية للنموذج الحالي

وصفت المتحدثة باسم الأونروا، جولييت توما، نموذج توزيع المساعدات الحالي بأنه غير فعال ودعوة الناس إلى موتهم. 
وأكدت المتحدثة باسم الأونروا أن الطريقة الوحيدة لتوزيع المساعدات على نطاق واسع وبشكل آمن على سكان غزة هي من خلال الأمم المتحدة، بما فيها الوكالة. 
وأضافت توما أن عمل الوكالة خلال وقف إطلاق النار كان ناجحًا وملموسًا.

مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة

أعربت منظمات إنسانية دولية عن قلقها من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، محذرة من أن المجاعة وشيكة في المحافظات الشمالية، حيث يعاني 70% من السكان من انعدام الأمن الغذائي. 
وأشارت منظمة آكشن إيد إلى أن القوات الإسرائيلية منعت آلاف الأطنان من المساعدات من العبور إلى شمال غزة، مما أدى إلى تفاقم الأزمة.

دعوات لتحقيق دولي

دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إلى إجراء تحقيق فوري ومستقل في الحوادث التي أسفرت عن مقتل مدنيين أثناء توزيع المساعدات. 
وأكد أن الهجمات على المدنيين أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء غير مقبولة وقد ترقى إلى جرائم حرب.

في ظل هذه التطورات، تتزايد الدعوات الدولية لإعادة النظر في نموذج توزيع المساعدات في قطاع غزة، وضمان وصولها إلى المحتاجين بطريقة آمنة وفعالة. 
كما تؤكد وكالة الأونروا والمنظمات الإنسانية الأخرى على ضرورة السماح لها بالقيام بدورها في تقديم المساعدات الإنسانية، بعيدًا عن التدخلات العسكرية والسياسية التي تعيق عملها وتعرض حياة المدنيين للخطر في قطاع غزة.