قبيل مباراة المغرب وتونس.. سوء التنظيم يربك أول اختبار ميداني لاستعدادات “مونديال 2030” ويفضح سونارجيس ومجلس فاس - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: قبيل مباراة المغرب وتونس.. سوء التنظيم يربك أول اختبار ميداني لاستعدادات “مونديال 2030” ويفضح سونارجيس ومجلس فاس - تليجراف الخليج اليوم السبت 7 يونيو 2025 04:32 مساءً

في الوقت الذي يُفترض فيه أن تكون فاس إحدى الواجهات الرياضية المشرفة للمغرب استعداداً لاحتضان تظاهرات قارية وعالمية من حجم كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030، تحوّلت المباراة الودية بين المنتخب الوطني بنظيره التونسي مساء الجمعة 6 يونيو إلى مناسبة كشفت هشاشة خطيرة في البنية التنظيمية والقدرة الاستباقية للسلطات المحلية والمجالس المنتخبة.

ما حدث لم يكن مجرد ارتباك طارئ في حركة المرور أو إخفاق ظرفي في تدبير جمهور مباراة، بل تجلٍ واضح لفجوة مزمنة في التنسيق والتخطيط. من دون سابق إنذار، أُغلقت طرق رئيسية تؤدي إلى المركب الرياضي الكبير، بما فيها الطريق نحو صفرو والمنافذ الحيوية لعدد من الأحياء، تاركة الساكنة والزوار أمام فوضى مرورية غير مسبوقة، وغياب تام لأي توجيه أو بلاغ رسمي يفسر ما يجري.

المشهد بدا أقرب إلى ارتجال مؤسسي منه إلى تدبير احترافي: مئات السيارات عالقة في طوابير ممتدة، جماهير تمشي كيلومترات تحت أشعة الشمس الحارقة للوصول إلى الملعب، غياب شبه تام لأي عناصر إرشادية أو أمنية قادرة على توجيه التدفق الجماهيري، وكل هذا بعد أربعة أيام فقط من عرض صحفي وُصف فيه المركب بـ"الجاهز لاستقبال التظاهرات الكبرى".

وفي مفارقة لافتة، كان أصحاب التذاكر، الذين يُفترض أنهم أول من يتم تسهيل ولوجه، من بين أكثر المتضررين؛ إذ لم يجدوا أي منفذ فعلي نحو المواقف المخصصة داخل محيط الملعب، مما يضع علامات استفهام حول منطق تخصيص فضاءات لا يمكن الوصول إليها عملياً.

المجلس الجماعي لفاس يجد نفسه في مرمى الانتقادات، ليس فقط بسبب ضعف التنسيق مع باقي المصالح المعنية، بل أيضاً بسبب غياب الحد الأدنى من التواصل العمومي، في وقت أصبحت فيه بيانات تحويلات المرور أمراً بديهياً في مدن مثل الرباط والدار البيضاء. كما يُسجل غياب تام لأي توضيحات من طرف شركة "سونارجيس"، التي اكتفت بتصريحات وردية خلال تقديم المشروع الصحفي يوم 2 يونيو، دون مواكبة ميدانية تليق بتظاهرة ذات بُعد وطني.

هل نحن أمام إخفاق محلي معزول؟ أم أن فاس، بثقلها التاريخي والثقافي، لم تعد قادرة على مجاراة متطلبات التنظيم العصري للتظاهرات الكبرى؟ الأكيد أن ما جرى يستوجب أكثر من مجرد اعتذار أو تبرير، بل مراجعة شاملة لمساطر العمل، وإعادة هيكلة عميقة للعلاقة بين الفعل الرياضي والإطار المدني الذي يُفترض أن يحتويه ويوجهه.

إنها لحظة مناسبة ليس فقط لمساءلة ما جرى، بل لتحويل "الفضيحة التنظيمية" إلى نقطة بداية لتصحيح حقيقي... فمونديال 2030 لن ينتظر أحداً.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق