متابعات- تليجراف الخليج

أطلق الدكتور جبريل إبراهيم، رئيس حركة العدل والمساواة ووزير المالية السوداني السابق، سلسلة من التصريحات الحذرة والنارية، محذرًا من مغبة الانخداع بمظاهر النصر الجزئي، ومؤكدًا أن تحرير العاصمة لا يعني نهاية المواجهة، مشيرًا إلى أن العدو لا يزال يجلب المرتزقة ويموّل تسليحهم بسخاء من دولة وصفها بدولة العدوان.

الاستعداد للزحف نحو دارفور

وفي خطابه بمناسبة عيد الأضحى المبارك، شدد جبريل على أن المرحلة القادمة تتطلب الاستعداد للزحف الأكبر نحو دارفور، من أجل تطهير ما تبقى من أرض الإقليم من المتمردين، بحسب وصفه، مشددًا على أن المسؤولية الوطنية تحتم مواصلة القتال حتى النهاية.

نداء عاجل لفك الحصار عن الفاشر

وجّه جبريل نداءً إنسانيًا عاجلًا إلى الجهات كافة، مناشدًا بفك الحصار الخانق الذي تفرضه الميليشيا على مدينة الفاشر، والذي يترافق مع قصف عنيف ومستمر، في انتهاك واضح لقرار مجلس الأمن رقم 2736. وأشار إلى أن هذا الحصار تسبب في كارثة إنسانية متفاقمة، تستدعي تحركًا عاجلًا لإيصال الإغاثات الإنسانية إلى السكان المتضررين.

رفض التعميم والدعوة للعدالة

وأكد جبريل على مبدأ عدم تعميم الجرائم، مشددًا على أن العدالة تقتضي عدم تحميل قبيلة أو مكون اجتماعي كامل مسؤولية تصرفات أفراد منها، داعيًا إلى تغليب صوت العقل والعدل في زمن المحنة.

نبذ الكراهية وبناء وطن يتسع للجميع

ودعا إلى نبذ خطاب الكراهية، ومحاربة العنصرية والجهوية، والعمل بجدية على ترسيخ قيم التسامح والعيش المشترك، باعتبارها السبيل لبناء وطن يتسع لكل أبنائه دون إقصاء أو تمييز.

اتهام الإمارات بالتورط المباشر في العدوان

وفي تصريح لافت، قال جبريل إن الاعتداءات المتكررة على المرافق الحيوية في السودان، بما في ذلك المستشفيات ومستودعات الوقود ومحطات الكهرباء والمطارات، تتم بمشاركة مباشرة من دولة الإمارات، معتبرًا ذلك دليلاً على ما وصفه بـ إفلاس الميليشيا وأعوانها، واستمرار انحدارهم في “درك الخيانة والعدوان”.

الشعب أقوى من المؤامرات

رغم هذه التحديات، أعرب جبريل عن إيمانه العميق بأن إرادة الشعب السوداني أقوى من المؤامرات، وأن الوعي الجمعي يزداد صلابة في مواجهة الظلام، مؤكدًا أن الأيام المقبلة ستشهد انتصارات حاسمة في كردفان ودارفور.

نفي لاستخدام أسلحة محرمة

وردًا على الاتهامات الموجهة للسودان باستخدام أسلحة محرمة دوليًا، وصف جبريل هذه المزاعم بأنها مضلّلة وكاذبة، ومجرد محاولات لصرف الأنظار عن الجرائم اليومية التي ترتكبها الميليشيا بحق المدنيين، وعن التورط المباشر للدولة الداعمة في تغذية الحرب.

تمتين الجبهة الداخلية هو الرد الأقوى

واعتبر جبريل أن تمتين الجبهة الداخلية يمثل أقوى رد على التحديات الخارجية، وهو الأساس لأي انفتاح على المجتمع الدولي مستقبلًا، داعيًا في الوقت نفسه إلى تحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته الأخلاقية والقانونية، والضغط على المعتدين لوقف الاستهداف المنهجي للمدنيين والبنية التحتية.

ترحيب بتعيين الدكتور كامل إدريس رئيسًا للوزراء

في ختام حديثه، رحب جبريل إبراهيم بتعيين الدكتور كامل إدريس رئيسًا لمجلس الوزراء، معتبرًا أن هذه الخطوة تمثل فرصة حقيقية للتحول المدني وبناء مؤسسات رشيدة تقوم على الكفاءة والنزاهة، وتعزز هيبة الدولة، وتعيد للمواطن ثقته بوطنه في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ البلاد.