في تجربة ميدانية مثيرة أجراها برنامج السيارات البريطاني الشهير Fifth Gear، خضعت أربع سيارات سيدان كهربائية رائدة في السوق الأوروبية لسلسلة من الاختبارات، بهدف تحديد الخيار الأمثل للسائقين الذين يقطعون مسافات طويلة يوميا، مثل مندوبي المبيعات.

وتأتي هذه التجربة في وقت يزداد فيه الطلب على السيارات الكهربائية طويلة المدى، خصوصا مع اقتراب تطبيق معايير الانبعاثات الأوروبية الصارمة "يورو 7".

السيارات الأربع التي شاركت في التحدي هي: تسلا موديل 3، بي إم دبليو i4، هيونداي أيونيك 6، وفولكس فاغن ID.7، وقد أُخضعت كل سيارة لاختبارات متعددة، شملت مدى القيادة، راحة المقصورة، كفاءة نظام الملاحة، وسعة صندوق الأمتعة، وذلك لتقييم مدى ملاءمتها للاستخدام المهني والشخصي في الرحلات الطويلة، وفقا لموقع InsideEVs المتخصّص بالسيارات الكهربائية.

أوضح مقدما البرنامج، جايسون بلاتو وروري ريد، أن الانطلاقة كانت من اعتبار تسلا موديل 3 السيارة التي يتعيّن على الآخرين التفوق عليها، فالسيارة الأمريكية نجحت في إثبات نفسها كنموذج متوازن يجمع بين الأداء القوي والسعر المعقول، إضافة إلى مدى قيادة يُعد ثاني أطول مدى في هذه المقارنة، ومع ذلك، أشار التقريران إلى أن المقصورة الداخلية في الموديل 3 ليست الأكثر رحابة أو فخامة، وأن السيارة بدأت تواجه بعض التحديات على صعيد الصورة العامة لدى المستهلك.

من جهتها، تميّزت بي إم دبليو i4 بأعلى سعر بين السيارات المشاركة، كما أنها الأقصر مدىً من حيث القيادة، إلا أن السيارة الألمانية برزت بتصميم داخلي تقليدي راقٍ، نال استحسان فريق التقييم من حيث جودة المواد وراحة الجلوس، ما يجعلها خياراً مفضلاً لمن يقدّر الفخامة والاعتمادية.

أما فولكس فاغن ID.7، فقد قدّمت المساحة الداخلية الأوسع، وخاصة في المقاعد الخلفية، إلا أنها وُصفت بأنها تفتقر إلى الإثارة في القيادة والتصميم، وفي المقابل، جاءت هيونداي أيونيك 6 بتصميم خارجي مميز وأداء جيد في المدى، غير أن المقصورة الداخلية ونظام الملاحة كانا دون المستوى؛ إذ فشل النظام في تحديد موقع تم اختياره ضمن سيناريو الاختبار.

وفي الجولات النهائية من التجربة، تم استبعاد أيونيك 6 بسبب جودة المقصورة ونظام الترفيه، بينما خرجت ID.7 من المنافسة في اختبار جودة الركوب، ليبقى التحدي محصورا بين i4 وموديل 3.

النتيجة النهائية لم تحسم بشكل مطلق، إذ اعتُبرت تسلا موديل 3 الخيار الأمثل من حيث القيمة الإجمالية، بينما أثبتت بي إم دبليو i4 أن السيارات الكهربائية الأوروبية باتت تضاهي، وربما تتفوق، في بعض الجوانب على الرائدة الأمريكية.

ويخلص التقرير إلى أن هذه المنافسة لا تهم فقط مندوبي المبيعات، بل أي سائق يبحث عن سيارة كهربائية موثوقة ومريحة للقيادة اليومية والمسافات الطويلة، في سوق يشهد تحولات سريعة نحو التنقل النظيف والمستدام.