دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى تحرك عالمي عاجل لحماية المحيطات، محذرا من أن "النظام البيئي العالمي في حالة أزمة متفاقمة".

وفي خطابه الذي ألقاه في مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات المنعقد في مدينة نيس الفرنسية، قال غوتيريش إن المحيطات، التي تُعد "أعظم مورد مشترك للبشرية"، تواجه تهديدات وجودية بسبب التلوث، والصيد الجائر، والاحترار العالمي، مؤكدا أن "ما فقد في جيل يمكن استعادته في جيل، إذا ما تحركنا الآن".

وأوضح أن المحيطات تنتج نصف الأوكسجين الذي نتنفسه، وتغذي قرابة 3 مليارات إنسان، وتسهم في توفير سبل العيش لـ 600 مليون شخص، في حين ينقل النقل البحري أكثر من 80% من التجارة العالمية.

لكنه حذّر من أن هذه النعمة "تُنهب بلا رحمة"، مشيرا إلى أن 23 مليون طن من النفايات البلاستيكية تُلقى سنويا في البحار، وأن الانبعاثات الكربونية تدمر الشعاب المرجانية وتُسرّع في ارتفاع منسوب البحار.

ودعا الأمين العام إلى التصديق العاجل على اتفاقية التنوع البيولوجي البحري في المناطق الواقعة خارج الولاية الوطنية، والعمل الفوري لإنجاز معاهدة ملزمة لمكافحة التلوث البلاستيكي هذا العام، إلى جانب التوصل لاتفاق عادل بشأن مصايد الأسماك في منظمة التجارة العالمية.

وأشار غوتيريش إلى أن الهدف الرابع عشر من أهداف التنمية المستدامة، المتعلق بالحياة تحت الماء، لا يزال من بين الأقل تمويلاً، مشددًا على ضرورة توفير استثمارات جريئة وعادلة، وخاصة للدول الجزرية الصغيرة التي تواجه تهديدات وجودية.

وختم بقوله: "من دون محيط صحي، لا يمكن أن يكون هناك كوكب صحي"، مؤكدا أن مؤتمر نيس يشكل فرصة تاريخية للانتقال من "النهب إلى الحماية، ومن الإقصاء إلى العدالة، ومن الاستغلال قصير الأجل إلى الحوكمة طويلة الأمد".

المملكة