نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: مهرجان تنوير 2025.. رحلة للتواصل الإنساني والإلهام الثقافي - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء 10 يونيو 2025 07:40 مساءً
في قلب صحراء مليحة يلتقي سكون الرمال بسحر السماء، معلناً عن انطلاق رحلة شتاء استثنائية تجمع بين الفن، الروحانية، والطبيعة، وتعيد رسم ملامح التفاعل الإنساني والثقافي، في أجواء من الهدوء والروحانية، حيث يستعد مهرجان تنوير 2025 لافتتاح أبوابه، خلال الفترة من 21 إلى 23 نوفمبر المقبل، ليقدم 3 أيام من الموسيقى الملهمة، والفن التفاعلي، وورش العمل المستوحاة من جمال الطبيعة وأسرارها.
هذه النسخة الجديدة من المهرجان، الذي انطلق عام 2024، أصبح أكثر عمقاً وتأثيراً، وبات مساحة تجمع بين الروح والجسد، وتفتح فعالياته أبوابها لكل من يبحث عن الأمل، والمعنى، والجمال الحقيقي في عالم يزداد فيه الانقسام والتوتر، برؤية مستنيرة، أطلقتها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، حيث يعد المهرجان منصة فريدة لتعزيز الحوار الثقافي، والنمو الروحي، والتواصل الإنساني، في بيئة طبيعية ساحرة، تحفز على التأمل وإعادة الاتصال مع الذات والعالم.
وفي حديثها تقول الشيخة بدور: «يسعدنا أن نقدم دورة جديدة من مهرجان تنوير، تحمل في طياتها تجارب أكثر عمقاً، وفعالية، وتأثيراً. لقد كانت الدورة الأولى بداية لمسار من التفاعل والتواصل مع جمهور متنوع، ونحن اليوم نبني على تلك التجربة، من خلال برنامج غني، وممارسات أكثر استدامة، ورسالة أعمق لتعزيز الوحدة والسلام الداخلي».
ويأتي شعار النسخة الحالية «ما تبحث عنه.. يبحث عنك» مستوحى من مقولة جلال الدين الرومي، الذي تجاوزت أعماله حدود الزمان والمكان، ودعا الإنسان لاستكشاف الأبعاد العميقة للروح والجمال في التنوع.
عبر الموسيقى والشعر يوجه المهرجان دعوة للغوص في أعماق الذات، والتواصل مع الطبيعة، وإعادة اكتشاف الجمال في الاختلاف، في رحلة من السلام الداخلي والتواصل الروحي.
تجارب ثقافيه
تم تصميم فعاليات المهرجان بعناية فائقة لتعكس رؤيته الشاملة، حيث تتناغم المساحات المختلفة مع أهدافه الروحية والثقافية، فـ«المسرح الرئيسي»، الذي يعد مركز الحدث، يضيء ليالي الصحراء بعروض موسيقية تراثية، وعروض بصرية مبهرة، تثير الحواس، وتدعو للاندماج مع التجربة.
منصة القبة
أما «القبة» فهي مساحة للتعلم والتواصل، حيث تنظم ورش عمل، وحلقات نقاش، تركز على التنمية الذاتية، والتواصل الإنساني، وضرورة الاستدامة، في حين، تُعد «شجرة الحياة» ملاذاً هادئاً للتأمل والتواصل بين المشاركين، وتجسد رمزية النمو والتجدد المستمر.
الطهي المستدام
ولمحبي الطهي والتذوق يحتضن المهرجان «نوريش»، وهو ركن يقدم تجارب طهي مستدامة، تعتمد على مفهوم «من المزرعة إلى المائدة»، من خلال تقديم أطباق نباتية، وأكلات تقليدية، ومشاوي بدوية أصيلة، كما يضم السوق مجموعة من الحرفيين، الذين يعرضون منتجات يدوية فريدة، ويحولون الصحراء إلى معرض فني حي، يعبر عن الإبداع والتنوع الثقافي.
الأثر البيئي
تعتبر مبادئ الاستدامة حجر الزاوية في تنظيم المهرجان، حيث يقام بدون استخدام مواد بلاستيكية أحادية الاستخدام، ويتبع نظاماً دقيقاً لإعادة التدوير، ومعالجة النفايات العضوية، وتقليل الأثر البيئي إلى أدنى حد ممكن.
يهدف المهرجان إلى أن يكون نموذجاً يحتذى به للفعاليات الثقافية الصديقة للبيئة، مع نشر الوعي البيئي، وتعزيز ممارسات المسؤولية الاجتماعية، ليؤكد أن الثقافة يمكن أن تكون قوة لحماية كوكبنا.
اكتشاف الذات
ختاماً يعد مهرجان تنوير 2025 أكثر من مجرد فعالية ثقافية، إنه مساحة روحية، وصرح إنساني، يدعو إلى التأمل والتواصل، في بيئة من السلام والجمال، حيث تتلاقى عناصر الطبيعة مع ألوان الفن، وتصبح الصحراء منصة لإعادة اكتشاف الذات، والجمال، والانتماء.
في رحلة لا تتوقف يظل المهرجان شاهداً على قدرة الإنسان على التغيير، عندما يختار أن يفتح قلبه، ويستنير بحكمة الطبيعة والفن.
0 تعليق