نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: 350 مليار درهم مساهمة الذكاء الاصطناعي في اقتصاد الإمارات 2030 - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء 11 يونيو 2025 12:08 صباحاً
انسجاماً مع رؤيتها الطموحة لترسيخ مكانتها دولة رائدة عالمياً في التكنولوجيا والابتكار؛ تخصص الإمارات استثمارات ضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي، ومن المتوقع أن تصل مساهمة الذكاء الاصطناعي في اقتصاد الدولة إلى نحو 96 مليار دولار (أكثر من 350 مليار درهم) بحلول عام 2030 أي ما يعادل نحو 14% من الناتج المحلي الإجمالي، وفقاً لتقارير مؤسسات عالمية آخرها لشركة «ديل» التكنولوجية، ومجموعة «برايس ووترهاوس كوبرز»، بينما أعلنت شركة كيرنو أنها ستستثمر 100 مليون درهم لإنشاء أول مصنع في المنطقة لخوادم الذكاء الاصطناعي والمؤسسات عالية الأداء في دبي.
وتشير التوقعات إلى أن حجم سوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات سيصل إلى 52.23 مليار دولار (191.68 مليار درهم) بحسب «موردر إنتيليجانس» للأبحاث، فيما يُخصص صندوق محمد بن راشد للابتكار ملياري درهم لدعم المبتكرين المحليين.
«تليجراف الخليج» التقت مسؤولي أربع شركات ومؤسسات مختصة بالتكنولوجيا الحديثة للحديث عن ثورة الذكاء الاصطناعي وتأثيره في معظم القطاعات ومدى تقبل قادة الشركات والموظفين له.
الذكاء الاصطناعي التوليدي
أعرب تيجاس ميهتا، نائب الرئيس التنفيذي والمدير العام لدى «كليك»، عن إعجابه الشديد بسياسة دولة الإمارات في هذا المجال الحيوي قائلاً: تشير التوقعات إلى زيادة الإنفاق على الذكاء الاصطناعي التوليدي في الإمارات إلى 7 مليارات دولار بحلول عام 2026، في مؤشر واضح على تركيز الحكومة على التقنيات القادرة على إحداث تحولات جذرية في قطاعات حيوية، مثل الرعاية الصحية والطاقة والتصنيع، وتُعد الثقة بالذكاء الاصطناعي عاملاً حاسماً في سرعة اعتماد الشركات لهذه التقنيات وتوسيع نطاق انتشارها.
وتتزايد أهمية تعزيز ثقة القادة والموظفين بالتماشي مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، حيث تحتاج المؤسسات إلى تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي تتسم بالشفافية والموثوقية وسهولة الفهم؛ ما يسهم في دمجها بشكل أفضل في العمليات اليومية، والاستفادة من إمكاناتها إلى أقصى حد ممكن.
وتمهد معالجة هذه التحديات الطريق نحو تحول الذكاء الاصطناعي إلى أداة موثوقة لدعم الابتكار وتعزيز الكفاءة وتحسين اتخاذ القرار. وعلى الرغم من أن الثقة بالذكاء الاصطناعي لا تزال في مراحلها الأولى، فإن توضيح قدراته وإمكانية الاعتماد عليه يعد عاملاً لتوسيع تطبيقاته في بيئة الأعمال.
رؤية شاملة
وقال فيديريكو بينوفي، الرئيس التنفيذي للأعمال والأسواق الجديدة في شركة «جلوبانت»: ليست استثمارات دولة الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي مجرد خطوة جريئة فحسب، بل تعبر عن رؤية ثاقبة وشاملة للمستقبل؛ إذ إنه من خلال استراتيجيتها للذكاء الاصطناعي 2030، تُرسي دولة الإمارات معايير ونموذجاً عالمياً في كيفية دمج الذكاء الاصطناعي في جميع القطاعات الحيوية، من الرعاية الصحية والتعليم إلى التنقل والاستدامة. ويُرسل التمويل المُخصص للذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة، والبالغ قيمته مليار دولار، إشارةً قويةً مفادها أن الإمارات لا تعتمد الذكاء الاصطناعي فحسب، بل تُشكل مستقبله أيضاً.
وأضاف: ما يميز دولة الإمارات ليس فقط حجم رأس المال المستثمر في مجال الذكاء الاصطناعي، بل أيضاً قدرتها على بناء منظومة ابتكار مزدهرة، بدءاً من مراكز الأبحاث المرموقة مثل جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وصولاً إلى وضع السياسات القوية التي تدعم سبل التعاون العالمي، ونرى إمكانات هائلة للتعاون مع المؤسسات والشركات في دولة الإمارات لإطلاق العنان أمام القيمة الكاملة للذكاء الاصطناعي بمسؤولية، وعلى نطاق واسع، وبأثر ملموس؛ ما يضمن أن تكون الحلول التي نطورها مُبتكرة، وتتوافق مع الرؤية الطموح للدولة في مجال التطور التكنولوجي.
وعن مدى ثقة قادة الأعمال والموظفين بفعالية وموثوقية الذكاء الاصطناعي يقول بينوفي: لقد تطور النقاش كثيراً حول الذكاء الاصطناعي؛ حيث لم يعد قادة الأعمال يناقشون ما إذا كان ينبغي الاستثمار فيه، بل أصبح التساؤل حول مدى سرعة توسيع نطاقه بمسؤولية وفعالية. ومع ذلك، تظل الثقة عاملاً حاسماً في هذه المعادلة.
ووفقاً لدراسة أجرتها شركة «غارتنر» عام 2024، يتوقع 85% من المديرين التنفيذيين تنامي احتياجات إعادة تأهيل المهارات بسبب الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي. وهو ما يشير إلى ثقة قوية بإمكانات الذكاء الاصطناعي، ويكشف أيضاً عن فجوة واسعة النطاق في مستوى الجاهزية يجب على المؤسسات التعامل معها ومعالجتها.
تأثير ملموس
وقال أندرياس هاسيلوف، الرئيس التنفيذي لشركة «أومبوري»: إن الإمارات شهدت طفرة في الإنفاق على الذكاء الاصطناعي، حيث يبلغ إجمالي الاستثمارات 3.2 مليارات دولار هذا العام، بمعدل نمو سنوي يبلغ 35%؛ ما يضعها بين أسرع الدول في اعتماد الذكاء الاصطناعي عالمياً، وهو إنجاز بارز بالنظر إلى حجمها.
وأردف: وما يميز هذا التقدم هو تحول الاستثمار إلى تأثير ملموس، حيث انتقلت قطاعات رئيسة، مثل الحكومة والرعاية الصحية والتمويل، من مرحلة التجارب الأولية إلى التطبيق الفعلي على نطاق واسع.
ويسود تفاؤل واسع النطاق بشأن الذكاء الاصطناعي، حيث يرى 82% من قادة الأعمال أنه عنصر أساس لنجاحهم المستقبلي، كما أصبح الموظفون أكثر تقبلاً لاستخدامه، حيث أبدى 70% منهم ارتياحهم لاستخدام الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في مهامهم اليومية.
وقد لاحظنا أن الإمارات لا تكتفي باختبار الذكاء الاصطناعي، بل تعمل على تشغيله بفعالية؛ ما يجعلها واحدة من أهم الأسواق العالمية للابتكار الفعلي في الذكاء الاصطناعي، مدفوعة برؤية واضحة، واستثمارات قوية، وتنفيذ محكم.
التكنولوجيا الأساسية
ويرى بريم أناند فيلوماني، المدير المعاون للتحالفات الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لدى «زوهو»، أن حجم تطبيق الذكاء الاصطناعي يتزايد بمعدل أكثر من 50% في جميع الشركات، لكن يجب النظر إلى التكنولوجيا الأساسية التي ستساعد الشركات على إدارة أعمالها، وإضافة الذكاء الاصطناعي إليها، وليس العكس؛ فبالرغم من أن قادة الشركات يشعرون بالتفاؤل حيال الذكاء الاصطناعي، فإن بعض الموظفين لا يزالون متشككين بسبب مخاوف تتعلق بالأمن الوظيفي وعدم فعالية أدواته.
وقد وجدت دراسة استقصائية أن ما يقرب من نصف المديرين التنفيذيين يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي يُسبب صراعات داخلية، وأن 94% منهم غير راضين عن تطبيقاتهم للذكاء الاصطناعي، ولا يزال الموظفون بحاجة إلى مزيد من الدعم للثقة بفعاليته. وبشكل عام، هناك فجوة بين إمكانات الذكاء الاصطناعي وتأثيره الفعلي في بيئة العمل.
0 تعليق