كشفت دراسة أمريكية حديثة عن نتائج مقلقة بشأن تأثير حقن الكورتيزون في مفصل الركبة، إذ أظهرت ارتباطها بتدهور أسرع في صحة المفصل مع مرور الوقت، رغم ما توفره من تسكين فوري للألم. وأوضحت الدراسة أن هذا النوع من الحقن قد يسرّع تطور التهاب المفاصل، بخلاف ما لو لم يُستخدم العلاج أو استُخدمت بدائل مثل حمض الهيالورونيك.

وبيّنت الدراسة، التي أجرتها جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو، أن التصوير بالرنين المغناطيسي للمشاركين أظهر وجود آفات غضروفية جديدة وتلفاً في نخاع العظم لدى من تلقوا حقن الكورتيزون. في المقابل، بدت حالة مفاصل المرضى الذين تلقوا حقن حمض الهيالورونيك أكثر استقراراً، مع مؤشرات على تباطؤ تلف الغضاريف مقارنة بالفترة السابقة للعلاج.

واعتمد الباحثون على تحليل بيانات 210 أشخاص يعانون من التهاب مفصل الركبة، وتمت متابعتهم ضمن "مبادرة هشاشة العظام" بين عامَي 2004 و2015. وكان متوسط عمر المشاركين 64 عاماً، و60% منهم من النساء، وهي الفئة الأكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من الالتهابات.

وتُعد هذه النتائج مثيرة للقلق، خاصة أن أكثر من 10% من مرضى التهاب الركبة يتلقون هذه الحقن كجزء من خطة العلاج. وأشار الباحثون إلى أن الدراسة تميزت باستخدام فحوصات تصوير دقيقة تتبعت تطور المفصل على مدار أربع سنوات، مما أعطى تصوراً شاملاً للتغيرات الهيكلية الناتجة عن الحقن.

ولا تعني هذه النتائج رفض العلاج بالكورتيزون تماماً، لكنها تؤكد ضرورة النقاش المفتوح بين الطبيب والمريض حول الخيارات المتاحة لتخفيف الألم دون التضحية بصحة المفصل مستقبلاً، مع أخذ النتائج طويلة الأمد بعين الاعتبار عند اختيار نوع العلاج المناسب.