هوامش الكتب.. القراءة لا تتم إلا بسواد الحبر - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: هوامش الكتب.. القراءة لا تتم إلا بسواد الحبر - تليجراف الخليج اليوم الخميس 12 يونيو 2025 12:21 صباحاً

المساحات البيضاء الصغيرة على حواف الكتب التي عادة ما تسمى بـ«الهوامش»، ليست مساحة فارغة بالنسبة للقرّاء، خاصة الذين يتقنون الكتابة أدباً، أو شعراً، أو رواية، أو بحثاً، أو غيرها الكثير، فهي بمثابة مكان خصب لكتابة أفكار جديدة تنبثق من تلك التي يحويها الكتاب، أو تابعة لها، أو أوحت بها، والعديد من الكتّاب يبدأون مشاوير جديدة في الكتابة والإبداع من خلال فكرة واحدة طرأت على بالهم خلال قراءتهم، فبادروا بتدوينها على الهامش.

أكدت الأديبة شيماء المرزوقي أنها تعتبر تلك الهوامش والتعليقات المكتوبة فيها بمثابة صوت القارئ، وتفاعله مع النص، وهي أيضاً تعمل على وضع خطوط أسفل الجمل والكلمات التي لامستها بشدة، أو وجدت فيها أهمية للعودة لها لاحقاً.

وأردفت: «الحقيقة أنني أعتبر مثل تلك التعليقات الهامشية مفيدة، لأنها ردة فعل طبيعية على النص الذي أقرأ، وتوحي بمدى التفاعل مع المعلومات التي بين يدي، وهذا التفاعل يحدث بعدة حالات، منها ما يشكل نواة لفكرة ما، أو للتوسع في موضوع محدد، وبالتالي هناك فائدة بالغة وكبيرة لهذه الحالة، فتدوين التعليقات على ما نقرأ، يجعلنا في حالة محادثة مع الكتاب الذي نقرأه».
تفاصيل

الشاعرة شيخة المطيري أوضحت أن حكايتها مع هوامش الكتب بدأت منذ طفولتها، حيث وجدت كتاباً من كتب والدها يحكي عن العملات باللغة الإنجليزية، ووقتها لم تكن أي لغة غير العربية تعني لها شيئاً، لأنها لم تكن تتقن غيرها بعد، وكان يهيأ لها أن الهوامش يجب أن تملأ بتفاصيل كثيرة، فرسمت فيها وكتبت لنفسها رسالة على أحد هوامشه، وكانت رسالة تشجيع لنفسها، مؤكدة أنها ستصبح شخصية ذات أهمية في المستقبل، ومن هنا استمرت العلاقة بهوامش الكتب.

وقالت المطيري: «انتقلت بعدها إلى كتب المدرسة، وعلى الرغم من أنني كنت أؤمن بأن الكتب المدرسية لها قدسيتها واحترامها، ولا يتعين أن نكتب عليها، ولكني كنت أجد مساحة جيدة في الهوامش، ووجدت أنها قابلة لكتابة تفسيرات وتحليلات معينة تتعلق بالدرس نفسه، فهذا الهامش الذي يشكل مساحة صغيرة كان يعني لي عالماً واسعاً من اقتناء الكتب، وبما أني أضع اسمي على أحدها كنت أشعر بأني امتلكت عالماً كاملاً من القراءة، وبعد أن كبرت كنت أدوّن ذكرياتي مع كل كتاب، متى اشتريته، أو إذا كنت سآخذه في رحلة أكتب رسالة لنفسي عن ذلك البلد والرحلة أيضاً، ثم أعلق تعليقاً يتناسب مع طبيعة الدولة التي سأسافر إليها برفقة ذلك الكتاب».

وأضافت: «تعلمت من عالم المخطوطات عندما عملت في هذا المجال، وعلمت أن «الغرة» هي الأسطر أو الفراغات المتاحة على هامش المخطوط، كنت أرى فرصة لوضع العديد من الملاحظات والرسائل على الهامش، سواء الشعرية أو الأدبية أو المعلومات، بالإضافة إلى أنها نفسها كانت تتضمن معلومات وافية مكتوبة على هوامش العديد منها توضيحية أو تعليقات، وانتقلت بعدها إلى الكتب التي أقرأها، سواء المتعلقة بالدراسة أو حتى القراءة للمتعة والاستزادة، كنت ولا زلت أكتب العديد من الملاحظات والأفكار التي أعود إليها باستمرار وأجد أني أحمل ذاكرة ممتلئة بكل تلك التفاصيل الجميلة التي فيها العديد من الإبداعات والملاحظات التي أحب العودة إليها، مكتبتي مليئة بهذه الهوامش التي تجعلنا ندور في فلكها دوراناً صوفياً لا ينتهي من الإبداع والجمال».

وقال الكاتب والباحث مؤيد الشيباني: «لا أقرأ أي كتاب وأنتهي منه إلا وقد اكتساه سواد قلمي، وامتلأت هوامشه بالخطوط والملاحظات والتواريخ والإشارات والأسهم، والخطوط التي أكتب فيها مصادر أخرى تدعم هذا الرأي، لأني واثق أني سأعود للكتاب فأعود فوراً للهوامش عوضاً عن البحث في الصفحات، لأجدها جاهزة وعاملاً مساعداً للتذكير المباشر».

وأكد الشيباني أن تلك الهوامش كثيراً ما توحي له بالعديد من الأفكار لبدء مشاريع جديدة، مضيفاً: «لا أخفي أن الكتاب قد يأتيني بفكرة قد تتحول من جملة إلى برنامج تلفزيوني، أو عمل سيناريو لفيلم، أو عنوان لكتاب أبحر فيه من جديد من تأليفي، كون الكتاب ملاذي، ومصدر عيش ورزق بالنسبة لي، أقصد بذلك أنه يدلني على الفكرة الإبداعية التي تبقيني على قيد الحياة».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق