أعلنت قوات الدعم السريع السودانية، أمس، أنها تمكّنت من السيطرة على منطقة «المثلث» الإستراتيجية، التي تُشكّل نقطة التقاء محورية بين السودان وليبيا ومصر.واعتبرت الدعم السريع، في بيان لها، أن «السيطرة على هذه المنطقة خطوة نوعية سيكون لها ما بعدها على امتداد عدة محاور قتالية، لا سيما في الصحراء الشمالية، كما يُسهم هذا الانتصار في مكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر على الحدود السودانية».

وأضاف البيان أن «قوات الدعم السريع خاضت معارك خاطفة وحاسمة ضد مليشيات الارتزاق وكتائب الإرهاب، وانتهت بتقهقر العدو وفراره جنوبًا بعد تكبده خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، كما استولت قواتنا على عشرات المركبات القتالية»، بحسب قول البيان.

وتابعت: «تنبع أهمية هذا الانتصار من الموقع الجغرافي الحيوي لمنطقة «المثلث»، إذ تُعد معبرًا حدوديًا اقتصاديًا وإستراتيجيًا بين ثلاث دول، ومركز محوري للتجارة والنقل بين شمال وشرق إفريقيا، كما تحتوي المنطقة على موارد طبيعية غنية بالنفط والغاز والمعادن، إلى جانب كونها فضاءً يعكس التنوع الثقافي والتداخل الاجتماعي بين شعوب المنطقة».

وأوضح بيان قوات الدعم السريع أن «انفتاحها على محور الصحراء الشمالي يُعد تحوّلًا إستراتيجيًا في تأمين الحدود وحماية البلاد، خاصة بعد تكرار تعديات حركات الارتزاق والمليشيات المدعومة من الجيش»، مشيرة إلى أن «أهالي المنطقة خرجت في احتفالات جماهيرية عفوية، دعمًا لقواتنا وترحيبًا بتحرير «المثلث»، واستبشارًا بعودة الأمن والاستقرار».

يأتي ذلك بعد يوم من اتهام الجيش السوداني، لقوات الجيش الليبي بـ»تقديم دعم مباشر لقوات الدعم السريع»، في هجوم استهدف مواقع حدودية مع ليبيا ومصر.

ووصف الجيش السوداني، في بيانه، «التدخل» بأنه «اعتداء صريح على سيادة السودان وأراضيه وشعبه»، واعتبر أنه «يمثل انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي».

من جانبها، ردّت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، على الاتهامات الموجهة لها بـ»التدخل» في السودان لصالح قوات الدعم السريع، «للسيطرة على مناطق حدودية بين مصر وليبيا والسودان».

ونفت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، في بيان لها، «مهاجمة قواتها للأراضي السودانية أو انحيازها لأحد طرفي النزاع»، قائلة إنها «مزاعم باطلة ورواية مكرّرة لا تمت للواقع بصلة، وهي محاولة مفضوحة لتصدير الأزمة الداخلية السودانية وخلق عدوّ خارجي افتراضي».

وأكدت أنّها «لم ولن تكن يوما مصدر تهديد لجيرانها، وأنّها حريصة على استقرار المنطقة، وضبط حدودها ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية عبر تنسيق أمني صارم ومحكم مع كافة دول الجوار».

ودعت «الجيش السوداني إلى عدم الزجّ باسمها في الصراع الدائر»، معتبرة أنه «أسلوب مكشوف لإثارة الفتنة الإقليمية وتصفية الحسابات الداخلية في السودان».

وتعد هذه المرة الأولى التي يشير فيها السودان رسميا إلى «تورط قوات الجيش الليبي» في أزمة بلاده، منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في أبريل 2023.