انهيار وشيك تحت سطح البحر... كارثة بـ300 مليار دولار تتحرّك في صمت! - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: انهيار وشيك تحت سطح البحر... كارثة بـ300 مليار دولار تتحرّك في صمت! - تليجراف الخليج اليوم الخميس 12 يونيو 2025 02:46 مساءً

كشفت دراسة علمية جديدة عن تجاوز تحمّض المحيطات نقطة التحوّل العالمية، في أزمة بيئية متصاعدة تهدد بتدمير صناعة المأكولات البحرية التي تُقدّر قيمتها عالميا بنحو 300 مليار دولار، وتشكل مصدر دخل رئيسي لمئات الملايين في المجتمعات الساحلية.

وأوضح الباحثون أن تحمّض المحيطات، الناتج عن امتصاص كميات مفرطة من ثاني أكسيد الكربون بفعل الانبعاثات الصناعية منذ الثورة الصناعية، أدى إلى تغيّرات كيميائية تهدد بقاء عدد كبير من الكائنات البحرية، أبرزها الشعاب المرجانية، والمحار، وفراشات البحر التي تُعدّ غذاءً رئيسيا لأسماك مثل السلمون والماكريل، وفقا لصحيفة ديلي ميل.

ووفقا للدراسة المنشورة في دورية Global Change Biology، فقد تجاوزت مياه المحيطات الحدود الآمنة منذ عام 2000، مع تصنيف 60% من المياه العميقة بأنها "خارج منطقة الأمان البيئي".

وبيّنت النتائج أن هذه التغيرات أدت حتى الآن إلى فقدان 43% من مواطن الشعاب المرجانية، و61% من موائل فراشات البحر، و13% من البيئات المناسبة لتكاثر الأحياء القشرية.

ويحذر العلماء من أن استمرار هذه الظاهرة يهدد بانهيار تدريجي لصناعة المأكولات البحرية، حيث تُعد الولايات المتحدة ثاني أكبر سوق عالمي بقيمة 11 مليار دولار، وتواجه مخاطر اقتصادية كبيرة جراء تدهور جودة مياهها الساحلية.

وقال البروفيسور ستيف ويديكومب، مدير العلوم في مختبر بليموث البحري، إن الأزمة لم تعد محصورة في المجال البيئي فحسب، بل تهدد التنوع البيولوجي وقيمة اقتصادية بمليارات الدولارات، مؤكدا أن التأخر في اتخاذ إجراءات حاسمة يعمّق المخاطر.

وتركّز الدراسة على الكائنات البحرية المعروفة بـ"الأنواع المتكلسة"، التي تعتمد على كربونات الكالسيوم لتكوين أصدافها وهياكلها، مشيرة إلى أن انخفاضا بنسبة 10% فقط في مستويات هذه المادة منذ ما قبل العصر الصناعي كفيل بإدخال الأنظمة البيئية البحرية في مرحلة الخطر.

وتبرز الدراسة أن مزارع المحار في شمال غرب المحيط الهادئ الأمريكي، والتي واجهت في العقد الماضي تهديدا بالإغلاق بسبب ارتفاع الحموضة، لجأت إلى أنظمة استشعار ومعالجات كيميائية لحماية المحار، إلا أن المزارع الصغيرة والمناطق الساحلية النائية لا تملك الوسائل نفسها.

كما سجّلت خسائر كبيرة في موائل فراشات البحر في المناطق القطبية، ما يهدد سلسلة الغذاء البحرية بكاملها، فيما يتعرض وجود الشعاب المرجانية، خاصة في المناطق المدارية، لخطر التآكل، وهو ما يضع أنظمة الحماية الساحلية وتكاثر الأسماك في مواجهة مصير غامض.

وفي الولايات المتحدة، أظهرت بيانات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) أن القطاع البحري وفّر 2.3 مليون وظيفة وحقق مبيعات بقيمة 321 مليار دولار عام 2022، في حين يضيف قطاع تربية الأحياء المائية نحو 4 مليارات دولار سنويًا للاقتصاد ويدعم أكثر من 22 ألف وظيفة.

ورغم الأدلة العلمية المتزايدة، تؤكد الدراسة أن تحمّض المحيطات لا يزال "أزمة غير مرئية" في نظر صانعي القرار.

وقال البروفيسور ويديكومب في تصريح لصحيفة الغارديان: "يصعب إقناع المسؤولين بخطورة ما يحدث عندما تبدو المياه طبيعية من الشاطئ".

واختتمت البروفيسورة هيلين فايندلي، المؤلفة الرئيسية للدراسة، بالقول: "تحمّض المحيطات أزمة لا تُرى بالعين المجردة، لكن آثارها واضحة على السواحل والمزارع والنظم البيئية. وإذا لم نتحرك فورا، ستستمر الخسائر في التفاقم".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق