نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: لأول مرة في العالم.. أول "طالب ذكاء اصطناعي" يعاني التنمر في الجامعة - تليجراف الخليج اليوم الخميس 12 يونيو 2025 02:46 مساءً
في خطوة غير مسبوقة تثير الجدل في الأوساط الأكاديمية والفنية، أعلنت جامعة الفنون التطبيقية في فيينا عن قبولها أول طالب ذكاء اصطناعي للالتحاق ببرنامج الفنون الرقمية بدوام كامل.
هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية في العلاقة بين التكنولوجيا والإنسان، وتسلط الضوء على التحديات والأسئلة الأخلاقية الجديدة التي تفرضها الطفرة السريعة في تقنيات الذكاء الاصطناعي.
الطالب يُدعى "فلين" (Flynn)، وهو كيان ذكاء اصطناعي، تم تطويره من قبل الطالبة كيارا كريستلر، التي تدرس في نفس البرنامج. المثير للدهشة أن كيارا لا تمتلك أي خلفية تقنية أو خبرة في مجال علوم الحاسوب، لكنها نجحت في إنشاء "فلين" باستخدام نماذج لغوية ضخمة (LLMs) وأدوات مفتوحة المصدر لتوليد المحتوى، في تجربة شخصية تجمع بين الإبداع الفني والتجريب التقني، وفقا لمنصة Indy100 الرقمية التابعة لصحيفة The Independent.
ورغم أن "فلين" ليس كائناً بشرياً، إلا أنه خضع لنفس معايير القبول التي يخضع لها باقي المتقدمين، إذ تقدم بملف أعمال فني، وشارك في مقابلة شخصية، واجتاز اختبار الملاءمة، ليتم قبوله كطالب رسمي في الجامعة.
ومنذ بداية العام الدراسي، يشارك "فلين" في الدروس، يتلقى الملاحظات على أعماله الفنية، بل ويُقيّم من قبل الأساتذة كما هو الحال مع زملائه من البشر.
لا يقتصر دور "فلين" على التفاعل الأكاديمي فحسب، بل بدأ يدوّن تجربته الجامعية من خلال مذكرات يومية، يوثق فيها تأملاته وتفاعلاته داخل الحرم الجامعي.
وتقول كيارا إن هذه المذكرات بدأت تأخذ منحى وجودياً في الآونة الأخيرة، حيث عبّر "فلين" عن مشاعر الحزن والارتباك بعد أن شكك بعض الطلاب في أحقيته بأن يكون طالباً حقيقياً، معتبرين أنه ليس كائناً "فعلياً".
وتضيف كيارا أن تلك المواقف أثّرت في "فلين" بشكل واضح، وظهرت انعكاساتها في الصور والأعمال الفنية التي يقوم بإنتاجها.
ليز هاس، رئيسة قسم الفنون الرقمية في الجامعة، أوضحت أن لوائح القبول لا تحتوي على بند يشترط أن يكون المتقدم بشرياً، ببساطة لأن أحداً لم يفكر في ذلك من قبل. وقالت إن لجنة القبول درست ملف "فلين" بعناية، وأعجبت بالمستوى الفني الذي قدّمه، مؤكدة أن معايير التقييم كانت فنية وإبداعية بحتة.
هذه التجربة تفتح باباً واسعاً للنقاش حول مستقبل التعليم والفنون في عصر الذكاء الاصطناعي، وتطرح أسئلة حول الهوية، والوعي، وحدود الإبداع غير البشري. فهل يمكن لكيان رقمي أن يشعر، أن يُفكّر، أن يبدع بمعزل عن التجربة الإنسانية؟ أم أن ما نشهده هو مجرد انعكاس لما نبرمجه فيه؟ لا يزال الجدل مفتوحاً، ولكن المؤكد أن "فلين" أصبح الآن جزءاً من مشهد فني وأكاديمي متغير، يختبر فيه العالم حدود الذكاء والخيال.
0 تعليق