نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: قائد "أفريكوم" يفصح عن إسم المدينة المغربية التي يرجح أن تحتضن مقر القوات الأمريكية في أفريقيا - تليجراف الخليج اليوم الخميس 12 يونيو 2025 05:47 مساءً
في خطوة استراتيجية مهمة، كشف قائد قيادة القوات الأمريكية في أفريقيا "أفريكوم"، الجنرال مايكل لانغلي، خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي، عن نية واشنطن نقل مقر هذه القيادة من مدينة شتوتغارت الألمانية إلى مدينة القنيطرة بالمملكة المغربية، التي وصفها بأنها "الشريك الأكثر موثوقية في القارة الأفريقية"، حيث يأتي هذا الإعلان في سياق تحركات أمريكية حثيثة تستهدف إعادة ترتيب أوراقها وتعزيز وجودها العسكري والاقتصادي في منطقة الساحل الأفريقي، التي شهدت خلال السنوات الأخيرة تراجعا ملموسا لدورها لصالح نفوذ متصاعد لروسيا.
ورغم التكلفة المالية العالية المرتبطة بهذا النقل، أكد الجنرال لانغلي أن هذه الخطوة ستسهل إدارة العمليات العسكرية وتفعيل الموارد المخصصة لأفريكوم، معتبرا المغرب لاعبا حيويا في الحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة الساحل، ومشيدا بدوره في دعم السياسات الدولية لمكافحة الإرهاب، حيث جاءت تصريحات لانغلي خلال جلسة استماع استمرت أكثر من ساعتين، حضرها كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين في وزارة الدفاع الأمريكية، من بينهم قائد القيادة المركزية الجنرال مايكل كوريلا، وكاثرين طومسون، وكيلة وزارة الدفاع لشؤون الأمن الدولي.
ويأتي هذا الإعلان كتتويج لمسار طويل من المناقشات التي بدأت منذ تولي دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية، حيث طرح الجنرال لانغلي مرارا فكرة نقل مقر أفريكوم إلى المغرب، تقديرا للتعاون الوثيق والتنسيق العسكري بين واشنطن والرباط، خاصة وأن الخيارات الأخرى التي تم تداولها، مثل قاعدة روتا البحرية في إسبانيا أو إمكانية إنشاء المقر في تونس، لم تحظ بنفس الاهتمام، ليبقى المغرب الخيار الأبرز والأكثر قبولا من قبل الإدارة الأمريكية.
ويحمل هذا القرار في حال تأكيده، أبعادا استراتيجية كبيرة، إذ يعكس التزام الولايات المتحدة بتعزيز شراكتها مع المغرب الذي يعد حجر الزاوية في جهود استقرار منطقة الساحل التي تعاني من موجات الإرهاب، كما يمثل ردا عمليا على الدول الراعية للارهاب بالمنطقة والكيانات المرتبطة به كجبهة البوليساريو التي أكدت تقارير استخباراتية ألمانية مؤخرا ارتباطها بعدة جماعات إرهابية.
وتعرف قيادة أفريكوم تحولات مهمة على الصعيد الداخلي، حيث سيتم لأول مرة تعيين ضابط من سلاح الجو الأمريكي على رأس القيادة، وهو الجنرال ديفيد أندرسون، كما عين الجنرال براد كوبر رئيسا جديدا لقيادة العمليات المركزية في أفريكوم، في مؤشر على الأهمية المتزايدة التي توليها واشنطن لهذه القيادة.
ورغم أن وجود مقر أفريكوم خارج القارة أثار تساؤلات وجدلا منذ تأسيسه عام 2007، إلا أن خلفيات هذا القرار تعود إلى عوامل أمنية وسياسية، خاصة بعد حادثة مقتل أربعة جنود أمريكيين في النيجر خلال مهمة لمكافحة الإرهاب في عهد الرئيس جورج دابليو بوش، مما دفع إلى الاحتفاظ بالمقر في أوروبا، وبالتحديد في شتوتغارت، لكن مع تعقيد المشهد الأمني في أفريقيا وتزايد الحاجة إلى تواجد ميداني فعال، يبدو أن التحرك نحو المغرب سيعطي دفعة جديدة لجهود واشنطن في المنطقة.
وسيعزز نقل مقر أفريكوم إلى القنيطرة الدور الأمريكي في منطقة حساسة وحيوية على المستويين الإقليمي والدولي، كما يؤكد على مكانة المغرب كشريك استراتيجي موثوق به، يساهم بفاعلية في محاربة الإرهاب والحفاظ على السلام والاستقرار في القارة الأفريقية، وهو التطور الذي يعكس بوضوح توجهات الإدارة الأمريكية نحو إعادة ترسيخ نفوذها في منطقة الساحل، والتصدي لتحديات المنافسة الجيوسياسية المتنامية التي تهدد مصالحها وأمن حلفائها.
0 تعليق