تستعد الأندية العربية لخوض أضخم نسخة من كأس العالم للأندية 2025، التي تنطلق في 14 يونيو الجاري بالولايات المتحدة بمشاركة 32 فريقاً لأول مرة في تاريخ البطولة، ضمن نظام جديد يُقام كل أربع سنوات بدلاً من النسخ السابقة.

 وتُعد هذه الدورة اختباراً حقيقياً لمكانة الكرة العربية أمام عمالقة أوروبا وأمريكا الجنوبية، بمشاركة خمسة أندية عربية هي: الأهلي المصري، الهلال السعودي، الوداد المغربي، الترجي التونسي، والعين الإماراتي.

الأهلي المصري.. رحلة الصمود نحو صناعة الأسطورة

يخرج النادي الأهلي إلى هذه المعركة العالمية وهو يحمل إرثاً غير مسبوق كـأكثر الأندية العربية مشاركة في البطولة، وصاحب ثلاث ميداليات برونزية (2006، 2020، 2021). 

وقد تأهل كلقب دوري أبطال إفريقيا للمرة الـ12 في تاريخه، مدفوعاً بطموح تجاوز إنجازاته السابقة. وقد حرص النادي على تعزيز صفوفه استعداداً لهذا المحفل العالمي، حيث أبرم صفقات نوعية شملت المهاجم الدولي محمود حسن "تريزيجيه"، ولاعب الوسط حمدي فتحي، والهداف أحمد مصطفى "زيزو" الذي انتقل من غريمه التقليدي الزمالك، بالإضافة إلى التعاقد مع المهاجم الفلسطيني وسام أبو علي. وعلى الرغم من هذه التعزيزات الهجومية، يظل خط الدفاع هاجساً رئيسياً للفريق بعد ظهور ثغرات دفاعية في المباراة الودية الأخيرة أمام باتشوكا المكسيكي، ما يستدعي تركيز الجهاز الفني بقيادة مارسل كولر.

معارك نارية في المجموعة الأولى

سيكون الأهلي على مواجهة ثلاث معارك نارية في المجموعة الأولى، حيث يخوض مباراة الافتتاح ضد إنتر ميامي الأميركي بقيادة الأسطورة ليونيل ميسي يوم 15 يونيو على ملعب "هارد روك"، ثم يواجه بالميراس البرازيلي في 19 يونيو على ملعب "ميتلايف"، ويختتم دور المجموعات بلقاء صعب أمام بورتو البرتغالي في 24 يونيو على الملعب نفسه. وتُعد هذه المباريات اختباراً حقيقياً لقدرة الأهلي على المنافسة في ظل نظام البطولة الجديد الذي يتطلب الصمود أمام كثافة المباريات والتباين الكبير في المستويات بين القارات.

الفرق العربية.. تحديات متفاوتة وطموحات مشتركة

يشارك الهلال السعودي في المجموعة الثامنة رفقة ريال مدريد الإسباني وريد بول سالزبورغ النمسوي وباتشوكا المكسيكي، متمسكاً بأمل تكرار إنجاز 2022 عندما وصل إلى النهائي. ويمتلك الفريق تشكيلة نجومية تضم سالم الدوسري ومالكوم وياسين بونو، لكنه يواجه تحدياً كبيراً في مواجهة ريال مدريد المقررة في 18 يونيو. أما الوداد المغربي، الذي عزز صفوفه بنجمي المنتخب المغربي نور الدين أمرابط وعمر السومة، فيخوض غمار "مجموعة الموت" السابعة مع مانشستر سيتي الإنجليزي ويوفنتوس الإيطالي والعين الإماراتي، حيث ستبدأ مشواره في 18 يونيو أمام مانشستر سيتي.

من جانبه، يواجه العين الإماراتي تحدياً مماثلاً في المجموعة نفسها بعد تعاقده مع حارس المنتخب البرتغالي روي باتريسيو، حيث يلاقي يوفنتوس في 19 يونيو. فيما يخوض الترجي التونسي غمار المجموعة الرابعة أمام تشيلسي الإنجليزي وفلامينغو البرازيلي، بمباراته الأولى ضد الأخير في 17 يونيو.

تحديات مشتركة وآمال عربية

تواجه الأندية العربية عقبات متشابهة في هذه البطولة، أبرزها الفجوة الفنية والمالية مع الأندية الأوروبية والأمريكية الجنوبية، بالإضافة إلى كثافة المباريات (3 مباريات في 9 أيام لكل فريق) والضغوط اللوجستية الناتجة عن الانتقال بين الملاعب الأمريكية المتباعدة جغرافياً. لكن التاريخ يشهد بقدرة هذه الأندية على صنع المفاجآت، كما حدث مع وصول الهلال لنهائي 2022، والأداء المتكرر للأهلي على منصة التتويج.

يظل الأهلي المصري حامل الرجاء الأكبر للعرب في هذه النسخة، بفضل خبرته الواسعة في البطولات القارية والعالمية، وعمق تشكيلته التي تجمع بين العناصر الشابة والقدامى، وقدرته المعروفة على الصمود في المواجهات الصعبة. فلو تمكن من تجاوز دور المجموعات، سيفتح الباب أمام صفحة جديدة في سجلات الكرة العربية.

معربة الكرامة والإرادة

تمثل كأس العالم للأندية 2025 منعطفاً تاريخياً لكرة القدم العربية، حيث تُختبر قدرة الأندية على كسر الهيمنة الأوروبية – الجنوب أميركية في ظل نظام أكثر شمولاً. ورغم صعوبة المهمة، فإن الاستعداد الجيد والإرادة القوية التي يظهرها الأهلي ورفاقه قد تحقق المعجزات، خاصة مع دعم الجماهير العربية التي تتطلع لرفع راية المنطقة في المحفل العالمي الأضخم.

==

المصادر:

وكالة الأنباء المصرية (أ ش أ)

إندبندنت عربية 

الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)

تقارير نادي الأهلي المصري الرسمية

موقع "Kooora" و"Goal"

بيانات الاتحادات القارية (الاتحاد الأفريقي، الاتحاد الآسيوي)