في عالم يتقلب بين الأمل والريبة، تتحرك الأسواق كراقص ماهر فوق حبل مشدود. كل خبر، وكل تصريح، وكل مفاوضات بين قوى كبرى كفيلة بقلب الموازين، وفي هذا المشهد المتقلب، تبرز تحليلات اقتصادية تتنبأ بتوجهات خطيرة وفرص مغرية، وسط عيون مترقبة تراقب الذهب والبيتكوين وأسهم التكنولوجيا.

التفاؤل الأميركي لا يجب أن يُؤخذ كأمر مسلم به

أكد الخبير الاقتصادي الدكتور ريان ليموند أن العالم المالي يمر بمرحلة شديدة الحساسية، إذ تعيش الأسواق الدولية حالة تذبذب بين التفاؤل والتحفظ، خاصة في ظل تعقيدات الملف التجاري بين بكين وواشنطن، مشيرا إلى أن التفاؤل الأميركي لا يجب أن يُؤخذ كأمر مسلم به قبل أن تتضح ملامح الموقف الصيني.

أي تقارب اقتصادي بين الصين والولايات المتحدة له أثر مباشر على قطاع التكنولوجيا

وأشار خلال لقائه في برنامج "أرقام وأسواق" إلى أن استمرار الرسوم الجمركية المرتفعة قد يُغذي موجات تضخمية في أسعار المنتجات، رغم كل مؤشرات التفاؤل التي تبثها الإدارة الأميركية، كما نبه إلى أن أي تقارب اقتصادي بين الصين والولايات المتحدة سيكون له أثر مباشر على قطاع التكنولوجيا، وقد يدفع البورصات الأميركية نحو ارتفاعات غير مسبوقة.

وبالنسبة للذهب، توقع ليموند أن يواصل المعدن الأصفر مساره الصاعد حتى نهاية العام، مدفوعًا بطلب كثيف من البنوك المركزية في آسيا، في ظل استمرار حالة القلق الجيوسياسي. 

وأضاف أن الأسواق تظل متوجسة من ملف المحادثات النووية الإيرانية، والتي ستحدد بشكل كبير مستقبل أسعار النفط، محذرًا من الرهان على استقرار أسعار الطاقة في ظل هذه الأجواء.

البيتكوين قد يسجل أرقامًا قياسية تصل إلى 150 ألف دولار

وفي سياق موازٍ، تناول ليموند مستقبل العملات الرقمية، مؤكدًا أن هذه الأصول الافتراضية مقبلة على موجة صعود جديدة، بشرط وجود تنظيم دولي واضح يحكم تعاملاتها، متابعا أن البيتكوين قد يسجل أرقامًا قياسية تصل إلى 150 ألف دولار، إذا ما أُقرت تشريعات تدعم تبنيها المؤسسي.

وأرجع هذا الاتجاه الصعودي إلى تغير توجهات المستثمرين نحو الأصول عالية العائد رغم مخاطرها، خصوصًا مع انخفاض العوائد على أدوات الدين وتراجع الفائدة عالميًا، مشيرا إلى أيضًا إلى دور بعض القرارات القضائية والسياسية الأميركية في دفع المستثمرين نحو العملات المشفرة كوسيلة تحوط، وسط مناخ دولي يتسم بعدم الاستقرار.