بعد كارثة الطائرة الهندية.. ما أسباب السقوط المفاجئ لطائرات الركاب؟ - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: بعد كارثة الطائرة الهندية.. ما أسباب السقوط المفاجئ لطائرات الركاب؟ - تليجراف الخليج اليوم الجمعة 13 يونيو 2025 04:02 مساءً

تحطمت أمس الخميس طائرة ركاب هندية على متنها 242 راكباً، من بينهم 53 بريطانياً، ربما فقدت الطاقة فجأة "في المرحلة الأكثر حرجاً من الرحلة" بعد الإقلاع وفقا للخبراء.

ويعتقد أن الأسباب المحتملة تشمل التغير السريع في الرياح أو اصطدام الطيور أو الطقس، في حين لم يكشف التحقيق بعد عن سبب تحطم الرحلة 171 بعد وقت قصير من مغادرتها مطار أحمد آباد في ولاية جوجارات، وأظهر مقطع فيديو الطائرة وهي تهبط بسرعة في منطقة سكنية بزاوية مقدمة عالية، وعجلات هبوطها مفتوحة قبل تحطمها.

بينما يجلس المسافرون في مقاعدهم ويضعون ثقتهم الكاملة في أيدي الطيارين، تكشف الإحصاءات حقائق مقلقة عن هشاشة السلامة الجوية خلف الواجهة المطمئنة للطيران المدني. فوفقا للبيانات، تُعزى أكثر من نصف حوادث الطيران إلى الأخطاء البشرية، وتحديدا أخطاء الطيارين، والتي قد تصل مساهمتها إلى 80% من الحوادث الجوية، وفقا لـ Travel Bucketlist.

وليس الأمر مجرد هفوات عادية، بل يتعلق بقرارات معقدة تُتخذ في لحظات ضغط قصوى، حيث يمكن لثانية واحدة أن تحدد مصير عشرات الأرواح. ومع أن الطيارين يخضعون لتدريبات صارمة، فإن الظروف الجوية غير المتوقعة، أو تداخل المهام، أو الإرهاق قد تؤدي جميعها إلى انزلاق مميت في سلسلة السلامة.

عطل واحد كافٍ لإسقاط طائرة

الطائرات الحديثة أشبه بأوركسترا ميكانيكية، تضم آلاف الأجزاء الدقيقة التي يجب أن تعمل بتناغم مثالي. ورغم دقة التصنيع والصيانة، إلا أن خللاً صغيراً في أحد هذه المكونات قد يؤدي إلى كارثة.

وتشير بيانات عام 2020 إلى أن أكثر من 60% من الأعطال الميكانيكية كانت مرتبطة بالمحركات، بينما تقع نسبة لا يستهان بها من الحوادث بسبب عيوب في التصميم أو إهمال الصيانة.

الطقس... خصم لا يمكن التنبؤ به

الظروف الجوية السيئة تتسبب في نحو 11% من الحوادث، لكن اللافت أن أكثر من نصف الطيارين المتورطين في هذه الحوادث يحملون شهادات متقدمة، ما يؤكد أن الخبرة لا تكفي وحدها للتغلب على مفاجآت الطقس. وغالبا ما تنشأ الحوادث عندما يُجبر الطيارون على التحول من الطيران البصري إلى الطيران بالاعتماد على الأجهزة في ظروف انعدام الرؤية.

ضغط غير مرئي خلف الرادار

في أبراج المراقبة، يدير المراقبون مشهدا بالغ التعقيد يُشبه لعبة شطرنج ثلاثية الأبعاد، حيث يمكن لأي خطأ في التنسيق أو التواصل أن يتسبب في تصادم طائرات. وقد أظهرت الحوادث أن التشتت أو الإرهاق أو ضعف التدريب لدى المراقبين الجويين قد يؤدي إلى توجيه خاطئ للطائرات، أو تأخر في الإنذار، أو حتى إعطاء تعليمات خاطئة خلال حالات الطوارئ.

الطيور: صواريخ مغطاة بالريش

رغم مظهرها الوديع، تشكل الطيور خطرا حقيقيا على الطائرات. فقد تسببت اصطدامات الطيور في أكثر من 13,000 حادث سنويا في الولايات المتحدة وحدها. وأبرز هذه الحوادث وقعت عام 1995 حين أدى دخول طيور في محرك طائرة "فالكون 20" إلى اشتعال النار فيها ومقتل جميع ركابها، إضافة إلى كارثة طائرة أمريكية تحطمت بعد ابتلاع محركاتها لطيور "كندا غوس".

الإقلاع والهبوط: لحظات الرعب الحقيقي

رغم قصر مدتها، فإن مرحلتي الإقلاع والهبوط تمثلان أخطر فترات الرحلة. وتُظهر الإحصاءات أن الحوادث خلال الإقلاع أقل عددا من تلك التي تقع أثناء الهبوط، لكنها أشد فتكا بأكثر من 20 ضعفا. وتشمل الأسباب الشائعة فقدان السيطرة، وعدم الوصول إلى السرعة المناسبة، والتقديرات الخاطئة للرياح ومدرج الهبوط.

إهمال الصيانة: القاتل الصامت

لا تنبع كل الكوارث من الطيارين أو الأعطال المفاجئة، بل أحيانا من مفك غير محكم أو تركيب خاطئ. حادثة رحلة "Air Midwest 5481" عام 2003 كشفت كيف أن خطأ في تركيب نظام التحكم بالارتفاع على يد طاقم غير مدرب كان كافيا لإسقاط الطائرة عند الإقلاع.

عيوب التصنيع: خطر يهدد منذ لحظة الولادة

تتحمل شركات تصنيع الطائرات مسؤولية هائلة في ضمان السلامة. ورغم المعايير المشددة، فإن حوادث وقعت بسبب عيوب لم تُكتشف في مرحلة التصنيع أو التصميم. بعض هذه العيوب، مثل تلك التي تؤدي إلى فقدان الضغط داخل المقصورة، قد تكون مميتة خلال ثوانٍ.

المدارج: حيث لا تنتهي المخاطر بعد الهبوط

تُظهر بيانات إدارة الطيران الفيدرالية أن "التوغل في المدرج" – دخول غير مصرح به لطائرة أو مركبة – أدى إلى عشرات الحوادث، بعضها خطير. وسُجل في عام 2023 عدد قياسي من الحوادث المصنفة على أنها "خطيرة"، قبل أن ينخفض العدد إلى أدنى مستوياته في 2024.

سوء التواصل: القاتل غير المرئي

أحد أكثر الأمثلة مأساوية على خطورة ضعف التواصل كانت كارثة تينيريفي عام 1977، حيث أودى تصادم طائرتين بحياة 583 شخصا. التحقيقات أرجعت السبب إلى خطأ في فهم تعليمات برج المراقبة، وسط ضباب كثيف وعبارات غامضة عبر اللاسلكي.

تهديد لا يُرى

تشير دراسات إلى أن الإرهاق المزمن لدى الطيارين يضاهي القيادة تحت تأثير الكحول. حادثة الخطوط الكورية رقم 801 سلطت الضوء على تأثير التعب في قرارات الطيار، وهي واحدة من عدة حوادث عزتها التحقيقات إلى الإرهاق الذهني أو الجسدي.

السماء ليست دائما آمنة

رغم التقدم التكنولوجي، لا تزال رحلات الطيران تعتمد على سلسلة معقدة من العوامل البشرية والتقنية التي قد تنهار في لحظة. ومع أن الطيران لا يزال من أكثر وسائل النقل أمانا، فإن هذه الأمثلة تذكرنا بأن كل رحلة تخوض معركة صامتة ضد عشرات الأسباب المحتملة للفشل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق