أثارت الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على إيران، والتي استهدفت منشآت نووية وعسكرية وأدت إلى مقتل عدد من القادة الإيرانيين البارزين، انقسامًا حادًا داخل الحزب الديمقراطي الأمريكي. 
بينما عبّر بعض الأعضاء عن دعمهم الكامل لإسرائيل، حذر آخرون من أن هذه العمليات قد تؤدي إلى تصعيد خطير يجر الولايات المتحدة إلى صراع أوسع في الشرق الأوسط.

دعم قوي من بعض الديمقراطيين لإسرائيل

أعرب عدد من الديمقراطيين المؤيدين لإسرائيل عن تأييدهم للضربات، معتبرين إياها خطوة ضرورية لحماية الأمن القومي الإسرائيلي. 
السيناتور جون فيترمان من بنسلفانيا كتب على منصة X: "يجب أن يكون التزامنا تجاه إسرائيل مطلقًا، وأنا أؤيد هذا الهجوم تمامًا، يجب أن نوفر كل ما هو ضروري عسكريًا واستخباراتيًا وتسليحيًا لدعم إسرائيل بالكامل في ضرب إيران.

كما صرحت النائبة ديبي واسرمان شولتز من فلوريدا بأنها تقف بحزم وراء حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، مضيفةً أن الضربات قد تكون انتكاسة للبرنامج النووي الإيراني، مما يعزز الأمن الإقليمي.

تحذيرات من تصعيد خطير

في المقابل، حذر بعض الديمقراطيين من أن هذه الضربات قد تؤدي إلى تصعيد غير مسبوق في الشرق الأوسط. 
السيناتور جاك ريد، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، وصف الضربات بأنها تصعيد متهور قد يزيد من خطر اندلاع صراع أوسع. ودعا إلى ضبط النفس والبحث عن حلول دبلوماسية لتجنب المزيد من التوترات.

السيناتور كريس مورفي من كونيتيكت كتب على X أن نتنياهو لم يكن يحاول دعم الدبلوماسية؛ بل كان يحاول تدميرها، مشيرًا إلى أن الضربات قد تقوض الجهود الدبلوماسية القائمة.

انقسام داخل الحزب الديمقراطي

الانقسام داخل الحزب الديمقراطي لم يقتصر على التصريحات الفردية، بل تجلى أيضًا في التصويت داخل الكونجرس. 
فقد صوت 13 نائبًا ديمقراطيًا ضد قرار يدين الهجمات الإيرانية على إسرائيل، معتبرين أن مثل هذه القرارات قد تؤدي إلى تصعيد الصراع. 
من بين هؤلاء النواب ألكساندريا أوكاسيو كورتيز ورشيدة طليب وإلهان عمر، الذين أعربوا عن قلقهم من أن تؤدي هذه السياسات إلى جر الولايات المتحدة إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط.

دعوات للتهدئة والحلول الدبلوماسية

في ظل هذه الانقسامات، دعا بعض الديمقراطيين إلى التركيز على الحلول الدبلوماسية. 
النائبة براميلا جايابال من واشنطن شددت على ضرورة التهدئة، مشيرةً إلى أن الجهود يجب أن تتركز على تحقيق وقف فوري لإطلاق النار، وتقديم المساعدات الإنسانية، والإفراج عن جميع الرهائن.
كما أعرب النائب سيث مولتون من ماساتشوستس عن قلقه من أن تؤدي هذه الضربات إلى تصعيد الصراع، داعيًا إلى استخدام مزيج من القوة الصلبة والناعمة لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

تسلط الانقسامات داخل الحزب الديمقراطي الضوء على التحديات التي تواجه السياسة الخارجية الأمريكية في التعامل مع الصراعات في الشرق الأوسط. 
بينما يرى البعض أن الدعم الكامل لإسرائيل ضروري لحماية المصالح الأمريكية، يحذر آخرون من أن الانخراط في صراعات جديدة قد يكون له عواقب وخيمة.