الصين تبعث من الرباط رسائل قوية جديدة تؤكد قرب اعترافها بـ"مغربية الصحراء" - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الصين تبعث من الرباط رسائل قوية جديدة تؤكد قرب اعترافها بـ"مغربية الصحراء" - تليجراف الخليج اليوم السبت 14 يونيو 2025 01:18 صباحاً

في سياق زخم العلاقات المغربية الصينية التي تشهد منذ سنوات تطورًا لافتًا على مختلف المستويات، احتضنت إحدى مكتبات العاصمة الرباط ندوة فكرية نظّمتها دار النشر "دار التوحيدي"، أمس الخميس 12 يونيو 2025، حول موضوع "العلاقات المغربية-الصينية في ظل 25 سنة من الحكم"، بحضور نخبة من الشخصيات الدبلوماسية والأكاديمية البارزة، في مقدمتهم السيد "لي تشانغلين"، سفير جمهورية الصين الشعبية بالمغرب، والسيدة "كريمة اليثربي"، مديرة معهد كونفوشيوس بجامعة محمد الخامس.

وفي كلمة له بالمناسبة، خصّ السفير الصيني الحضور بتصريح لافت، توقف فيه عند اللحظات التاريخية التي أرّخت لانطلاق العلاقات بين البلدين، كاشفًا عن تداول الإعلام الصيني مؤخرًا لفيديو نادر يظهر فيه الملك الراحل الحسن الثاني وهو يُعبّر بشكل واضح عن دعم المغرب لانضمام الصين إلى منظمة الأمم المتحدة خلال ستينيات القرن الماضي. 

في سياق متصل، وصف "لي تشانغلين" هذه اللحظة بأنها شهادة تاريخية بليغة على الرؤية الدبلوماسية المتبصّرة للمملكة، مضيفًا أن هذا الموقف المغربي الرائد لا يزال يُخلّد بكل فخر واعتزاز في الذاكرة السياسية الصينية. وأكد أن دعم المغرب للصين في تلك المرحلة لم يكن مجرد مجاملة دبلوماسية، بل عبّر عن وعي استراتيجي مبكر بقيمة الشراكة مع بلد كان وقتها في طور إثبات حضوره ضمن النظام الدولي.

 كما أوضح السفير أن العلاقات بين الرباط وبكين اليوم تمثل أكثر من مجرد تعاون اقتصادي، بل تعكس امتدادًا لمسار طويل من الثقة السياسية والتفاهم المتبادل، يشمل مجالات كبرى مثل البنية التحتية، التحول الرقمي، الطاقات المتجددة، والتبادل الثقافي.

 أما بخصوص قضية الصحراء المغربية، أكد "لي تشانغلين" أن الملف يحظى باهتمام خاص داخل السفارة الصينية بالرباط، مشيرًا إلى أن ترجمات دقيقة تم إنجازها حول الموضوع إلى اللغة الصينية، وجرى رفع توصيات مفصلة بشأنه إلى الجهات المختصة في بكين. واعتبر أن أي تطور إيجابي مستقبلي في هذا الاتجاه ستكون له تداعيات بنيوية على مسار التعاون بين الصين والمغرب، وعلى الاستقرار في المنطقة والقارة الإفريقية عمومًا.

من جانبه، نقل الدكتور "ناصر بوشيبة"، رئيس جمعية التعاون الأفريقي-الصيني للتنمية، جانبا من الرسائل الهامة التي ميزت هذه الندوة التي شارك فيها، حيث نشر في أعقابها تدوينة عبر حسابه الفيسبوكي، شدد من خلالها على أهمية استلهام الدروس من النموذج التنموي الصيني، الذي وصفه بالنموذج الفريد، المتجذر في عمق حضاري ضارب في التاريخ، والمدعوم بمنظومة مؤسساتية صلبة يقودها الحزب الشيوعي الصيني، وتعتمد على منطق التخطيط الاستراتيجي طويل الأمد، والاستثمار المكثف في البحث والابتكار.

7cffe5dd39.jpg

 واعتبر بوشيبة أن الصين اليوم تُجسّد قوة استقرار واستشراف، مدفوعة بطموحات تكنولوجية هائلة ورؤية متقدمة لمستقبل الاقتصاد العالمي، حيث تجاوزت استثماراتها في مجال البحث والتطوير سقف 500 مليار دولار سنة 2024، وهو ما يفرض على الدول الإفريقية، والمغرب في طليعتها، الإسراع بالانخراط في شراكات علمية وتكنولوجية مع العملاق الآسيوي من أجل ضمان تموقع تنافسي في الاقتصاد العالمي، وتعزيز السيادة المعرفية للقارة، قبل أن يؤكد أن المغرب يمكن أن يستفيد كثيرًا من التجربة الصينية، شريطة بلورة نموذج شراكة قائم على النفع المتبادل ونقل المعرفة وخلق حلول مشتركة تتماشى مع أولويات التنمية الإفريقية.

 وفي سياق حديثه عن قضية الوحدة الترابية للمملكة، عبّر "بوشيبة" عن تطلعه لأن تلتحق الصين، بصفتها شريكًا استراتيجيًا ووزنًا دوليًا كبيرًا، بركب الدول الداعمة لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، معتبراً أن هذا الموقف سيكون منسجمًا مع تاريخ العلاقات الثنائية التي ميّزها الاحترام والثقة المتبادلة، وداعمًا لتوجه الصين نحو بناء توازنات جديدة في النظام الدولي.

يشار إلى أن السفارة الصينية بالرباط كانت قد أطلقت بالتزامن مع اليوم الدولي الأول للحوار بين الحضارات -أطلقت- سلسلة تغريدات رسمية حملت إشارات دقيقة حول وحدة المغرب الترابية، من خلال استحضار مقتطف من الدستور المغربي يكرّس الهوية الوطنية المتنوعة، بما في ذلك المكون "الصحراوي الحساني". هذه الإشارات، التي جاءت من جهة دبلوماسية رسمية، قرأها مراقبون كتمهيد دبلوماسي محسوب لتحول وشيك في موقف بكين من قضية الصحراء، خاصة في ظل المتغيرات الدولية وتزايد التقدير الصيني للدور المحوري الذي بات يلعبه المغرب في التوازنات الجيوسياسية الإقليمية.

6bdd7dee02.jpg

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق